العقوبات الأمريكية.. بداية جديدة للصراع مع موسكو
فتحت الصحافة الروسية النار على القرارات الأمريكية الأخيرة، الخاصة بفرض عقوبات اقتصادية جديدة ضد موسكو على خلفية مقتل الجاسوس الروسى فى إنجلترا؛ ونقلت الصحافة الروسية تصريحات نارية عن مسئولين ببلدها يتوعدون بردود قاسية ضد القرار الأمريكي، وصل بعضها إلى المطالبة بالتخلى عن استخدام الدولار كعملة دولية، فيما طالب آخر بشن هجوم نووى ضد واشنطن.
ونقلت صحيفة «الاقتصاد اليوم»، عن أحد رجال الأعمال الروس ليونيد ميخيلسون، قوله، إن روسيا سيكون عليها الإسراع بالتخلى عن الدولار كعملة دولية للتعامل التجارى، وأشار رجل الأعمال المالك لشركة النفط «نوفوتيك»، إلى أن هذا المشروع تجرى مناقشته على نطاق واسع مع كل من الصين والهند.
وقال ميخيلسون إن هذا الأمر يهم كذلك عدد من الدول العربية، مؤكدا أن فرض الولايات المتحدة حزمة عقوبات جديدة على روسيا سيوطد علاقات الأخيرة بالصين والهند ودول الشرق الأوسط.
ليست مؤلمة
ونقلت الصحيفة عن المتحدث الرسمى باسم الكرملين دميترى بيسكوف، قوله، إن العقوبات الجديدة لن تكون مدمرة لروسيا، ثم عاد الموقع فى ختام الخبر، وقال إن العقوبات ليست مؤلمة لروسيا وغير مفيدة للغرب، كما أنها ساعدت روسيا على أن تكون أكبر مصدر للقمح.
بينما كشف موقع «جازيتا رو» عن المحادثة التليفونية التى جرت بين وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف، ونظيره الأمريكى مايك بومبيو، والتى قال فيها لافروف عن أن فرض عقوبات على روسيا بسبب محاولة اغتيال الجاسوس الروسى السابق سيرجى سكريبال فى بريطانيا، شىء غير طيب من جانب الإدارة الأمريكية.
وأضاف الوزير الروسى لنظيره الأمريكى، لقد قلنا لكم إن العقوبات شىء غير طيب من جانبكم تجاهنا على خلفية محاولة اغتيال سيرجى سكريبال، وأكد أنه لا الولايات المتحدة ولا بريطانيا قدمت أى أدلة على ضلوع روسيا فى هذا العمل «محاولة اغتيال سكريبال»، لكن يبدو أن الغرب بدأ يضغط على روسيا حتى النهاية، والمهم هو قدرة روسيا على تحمل هذه الضغوط.
قرار حاسم
فيما قال موقع «فوكس نيوز» الإخبارى، إن الرئيس الأمريكى ترامب اتخذ قرارًا حاسمًا بفرض عقوبات شديدة على روسيا، وأثبت عبثية الاتهامات التى توجه له من معارضيه بأنه قريب جدًا من الرئيس الروسى، واوضحت القناة الإخبارية التليفزيونية، إن «الطيبة الاستراتيجية» للرئيس ترامب لا تعتبر علامة ضعف، ونقلت القناة الأمريكية عن البيت الأبيض، أن العقوبات الجديدة جاءت بسبب محاولة اغتيال الجاسوس الروسى سيرجى سكريبال، وأشارت إلى أن العقوبات ستمس ٧٠٪ من الاقتصاد الروسى و٤٠٪ من القوى العاملة، وتوقعت أن بعض قطع الغيار الروسية سيتم إعفاؤها من العقوبات.
ونقلت القناة الأمريكية عن أحد كبار المسئولين فى الإدارة الأمريكية، قوله، إن العقوبات الأخيرة على روسيا تثبت أن الولايات المتحدة لا تخشى مواجهة روسيا عندما يكون لهذا ضرورة ملحة، وأضاف أن إدارة ترامب تستخدم أسلوب الرئيس السابق رونالد ريجان نفسه، عندما تصل الأمور إلى سيطرة موسكو. العقوبات التى فرضت على روسيا اتخذت حسب قانون صادر عام ١٩٩١، وينص على اتخاذ إجراءات ضد الدول التى تستخدم الأسلحة الكيميائية أو البيولوجية، وتعتقد الإدارة الأمريكية أن قضية سكريبال استخدمت فيها مواد كيميائية، ومن ثم فرضت عقوبات على روسيا التى تتهمها بريطانيا بالقيام بهذا العمل دون تقديم دليل واحد.
ضربة نووية
بينما نقلت صحيفة «الاقتصاد اليوم»، نقلًا عن السياسى الروسى المستقل سيرجى ميخييف قوله، إن روسيا تستطيع أن تقوم بتوجيه ضربة نووية للولايات المتحدة لتحويل حياتها إلى جحيم، مشيرًا إلى أن هذا لن يكون نهاية للعالم كله، فحسب رأى الخبير السياسى، الحوار مع الولايات المتحدة غير مجدٍ. وشبه ميخييف الولايات المتحدة برجل مجرم يقابلك فى حارة مسدودة ويطالبك بأن تعطيه نقودك، بينما المواطنون الروس يتحدثون عن عدم شرعية تصرفاته، وشدد ميخييف على أن شعور الولايات المتحدة بأنه لا أحد يستطيع معاقبتها فى حالات فرض عقوبات على الآخرين يجعلها تتمادى.
وقال إن روسيا هى من وضعت نفسها فى هذا الموقف، عندما ربطت نفسها بالمنظومة المالية الأمريكية منذ عام ١٩٩٠ عندما قامت بعمل إصلاحات اقتصادية ومالية. واستمر السياسى الروسى فى هجومه على تصرفات الولايات المتحدة، مشيرًا إلى أن إمكانياتهم تسمح لهم بفرض عقوبات على الآخرين، وليس لديهم فى ذلك أى خطوط حمراء.
زاوية الحجرة
وانتقد الخبير الروسى بلاده فى أنها لا ترد على العقوبات بمثلها، مشيرًا إلى أن بلاده تبيع لأمريكا محركات صواريخ آر دى ـ ١٨٠، ولا تستطيع منعها عنها لأن شركة «روس كوزموس» التى تنتجها لن تجد ما تقتات به إذا توقفت عن بيعها للولايات المتحدة، وأشار إلى أنهم يمنعون عنا ونحن لا نستطيع لأننا نحتاج للأموال. وحث السياسى الروسى بلاده على استخدام القوة مع المجرم الذى يضعك فى زاوية الحجرة أو شارع ذى منفذ واحد، باختصار يدعو السياسى الروسى اليائس لتوجيه ضربة نووية مع تجنب حرب نووية شاملة.