البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

"الاستيفيا".. مخرج "الحكومة" لتوفير المياه وتحقيق فائض من السكر.. "الري" تعلن زراعة 5 آلاف فدان بوادي النطرون وبني سويف.. وأبو صدام: لا بد من إنشاء مصانع لاستخلاص السكر

البوابة نيوز

أعلنت وزارة الموارد المائية والري، قبل أيام، توجه الحكومة المصرية، نحو التوسع في زراعة المحاصيل، ذات القيمة الغذائية والاقتصادية وعلى رأسها؛ نبات الاستيفيا، والذي يُعد بديلًا عن قصب السُكر وبنجر السُكر، من حيث القيمة المضافة، فضلًا عن؛ قلة احتياجاته المائية مقارنة بالمحاصيل السكرية الأخرى، مثل قصب السكر وبنجر السكر.
وقال الدكتور محمد عبدالعاطي، وزير الري، خلال اجتماعه مع 3 خبراء وطنيين يشغلون مناصب دولية لبحث إمكانية الاستفادة من خبراتهم الدولية، لمواجهة التحديات المائية التي تواجهها مصر:"إنه يتم حاليًا زراعة نحو 5 آلاف فدان بكل من بني سويف ووادي النطرون. 
وأوضح: "أن تقارير منظمة الصحة العالمية الأخيرة، أشارت إلى أنه يمكن الاستفادة من نبات "الاستيفيا" كمكمل غذائي وبديل عن السكر".

ماهو نبات الاستيفيا؟
يُعتبر نبات الاستيفيا، من نباتات المحاصيل السكرية‏، ويعود منشأة لدولتي باراجواي والبرازيل في أمريكا الجنوبية، وتحتوي أوراقه على مادة الاستيفيوزايدز، التي تعمل على إكسابه مذاقًا جميلًا، كما يعتبر بديلًا آمنًا للسكر‏، حيث يحلي بمقدار ثلاثين ضعفًا لسكر القصب على الأقل، كما أنه يوفر المياه بنسبة كبيرة مقارنة بقصب السكر‏.‏
وتتطلب زراعة "الاستيفيا" التعرض لأشعة الشمس لفترة لا تقل عن 12 ساعة بشكل يومي، حيث تتم زراعته في المناطق المشمسة التي تسطع فيها أشعة الشمس لساعات طويلة، وتكون درجات الحرارة بها مرتفعة، وذلك حتى يتمكن النبات من النمو الخضري ويبدأ في التزهير، كما أنه من النباتات المعمرة التي تظل في الأرض لما يزيد على سبع سنوات، والتي أيضًا لا تحتمل الملوحة التي تزيد على 1200 جزء في المليون.
وعرفت مصر نبات الإستيفيا في العام 1993 عن طريق خبير ألماني، جاء لمصر ضمن شراكة بين شركة مصرية وأخرى ألمانية لتجربة زراعة المحصول في مصر، وبعد عمل الدراسات والأبحاث اللازمة تمت زراعته تجريبيًا وأثبت نتائج جيدة، كوّن المناخ والتربة في معظم أقاليم مصر ملائمة لزراعته وبجميع طرق الري.

فوائد الاستيفيا الصحية
عدة أبحاث أُجريت على نبات الاستيفيا، للتأكد من مدى فوائده الصحية، والتي جاء في مقدمتها؛ أنه مفيدة للتخلص من قشرة الشعر وفروة الرأس. كما أثبتت أنه مرطب ممتاز يترك البشرة ناعمة كالحرير، وذلك لأنه يحتوي على مواد مضادات للأكسدة الحيوية المفيدة لصحة البشرة، كما أنه يساعد في تقليل ظهور التجاعيد واستعادته مرونة الجلد، مما يجعله عنصرا رائعا لمقاومة أعراض الشيخوخة.
كما أشارت كثير من الأبحاث، إلى أن الاستيفيا تساعد في تحقيق الاستقرار لمستويات السكر في الدم، وزيادة المقاومة للانسولين، حيث إنها تشجع علي إنتاج الأنسولين وتحسين صحة البنكرياس، وتقلل من امتصاص الجلوكوز في الدم، وتمنع الإصابة بعدوى الخميرة، فضلًا عن أنها؛ تمنع الرغبة في تناول الأطعمة الحلوة والزيتية والدهنية، كما لها خصائص مضادة للجراثيم تساعد في منع التهابات اللثة وتسوس الأسنان وقروح الفم وأيضًا تمنع تكاثر الكائنات المعدية في اللثة والأسنان.
وأظهرت بعض الدراسات، أن استخدام الاستيفيا يساعد في التخلص من التخلص من حرقان المعدة وعسر الهضم، كما تعمل على خفض ضغط الدم، وذلك ببساطة عند تناول شاي الاستيفيا مرتين في اليوم لتحقيق الاستقرار في مستويات ضغط الدم، وأيضًا أهمية الاستيفيا في علاج هشاشة العظام وفقدان الوزن وعلاج بعض الأمراض الجلدية وتقليل خطر الإصابة بسرطان البنكرياس، في حين أنه لا توجد آثار جانبية لاستخدام الاستيفيا عند تناولها باعتدال، حسبما ذكرت تقاير منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة التي نصحت باستخدام 4 جرامات من الاستيفيا للجسم.

إنتاجية فدان الاستيفيا تُعادل 90 فدانًا من البنجر
من جهته، قال حسين أبو صدام نقيب الفلاحين، إن زراعة نبات "الاستيفيا"، مطلوبة في الوقت الحاضر، خاصة أن عائده الاقتصادي على الفلاح أفضل من المحاصيل السكرية الأخرى، حيث يصل سعر الكيلو الواحد منه 20 جنيها، كما يصل إنتاجية فدانه لنحو 18 فدانا من محصول قصب السُكر وأكثر من 90 فدانا من سُكر البنجر.
وأضاف أبو صدام، أن نبات الاستيفيا، لا يستهلك نسبة كبيرة من المياه مقارنة بالمحاصيل السكرية الأخرى مثل قصب السكر وبنجر السكر. وأوضح: "أن الفدان الواحد من محصول قصب السُكر يستهلك نحو 12 ألف متر مربع من المياه في السنة، أما فدان البنجر فيستهلك نحو 5 آلاف متر مربع خلال 8 شهور، فترة زراعته، في حين أن الاستيفيا يستهلك مياه أقل من البنجر، فضلًا عن أنه يُعتبر نباتا مُعمرا في الأرض، تصل إلى 7 سنوات كما يتم حصده كل 3 أشهُر أو 6 أشهر في الشتاء".
وأشار نقيب الفلاحين، إلى أن الاستيفيا سيُساهم في خلق فائض من السُكر لدى مصر بدلًا من اللجوء للاستيراد، خاصة أن مصر تنتج نحو 2.2 مليون طن سكر سنويا، بينما تستهلك ما بين 3 إلى 3.2 مليون طن سنويًا، منوهًا بأن جرام السُكر الواحد من نبات الاستيفيا يعادل ¼ كيلوجرام من سُكر القصب، كما أنه لا يحتوى على سعرات حرارية ومفيد لمرضى السُكر والسمنة وغيرهما من الأمراض التي تتأثر بنسبة السُكر في الدم.
وتابع أبو صدام، أنه رغم وجود الاستيفيا في مصر مُنذ تسعينيات القرن الماضي، إلا المصانع المتخصصة في إنتاج السُكر منه ما زالت غير قائمة، نظرًا لعدم اهتمام الحكومة بالأمر، وهو ما يجعل المزارعين يتجاهلون زراعته لعدم إمكانية تسويقه بعد الحصاد، مؤكدًا أن مصر تحتاج إلى أكثر من 5 آلاف فدان من الاستيفيا التي أعلنت عنها وزارة الري مؤخرًا.
واختتم قائلا: "نحتاج إلى خطة كاملة ومبادرة من الحكومة لزراعة الاستيفيا، لتوفير التقاوي وإنشاء مصانع لاستخلاص السُكر منه، مع إمكانية تفادي خلق أزمة في مصانع السُكر والبنجر بمصر عن طريق؛ تحويل خطوط الإنتاج بها لإنتاج سُكر الاستيفيا، خاصة وأنه يوفر المياة ويزيد من كمية السُكر وأيضًا يمكن زراعته في الأماكن المستصلحة حديثًا".