البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

كيف يكون الإعلام صديقًا للأطفال؟.. خبراء ينتقدون ضعف المادة المقدمة وقلة إنتاج أعمال الكارتون.. ومطالبات بتقديم محتوى هادف ينمي وعي النشء

البوابة نيوز

"الإصلاح التعليمي لا تقوم به الحكومة فقط، ولكن الحكومة والمجتمع".. كان هذا التصريح بمثابة رسالة وجهها الرئيس عبدالفتاح السيسي للشارع المصري خلال مؤتمر الشباب بجامعة القاهرة.

ويحمل التصريح في باطنه الكثير من التساؤلات والحقائق الخاصة بدور المجتمع في تعليم الأطفال وتقديم الدعم التربوي لهم، وهو الدور الذي تعد وسائل الإعلام طرفا فيه من خلال تقديم التوعية الثقافية والاجتماعية.
ولكن بصورة أو بأخرى يمكن القول بأن هناك ضعفًا في مستوى البرامج التربوية الموجهة للأطفال في مصر، مقارنة بالدول الأخرى التي تخصص الكثير من الوقت لكي تقدم للأطفال مضمونا هادفا يثري ثقافتهم ويعمل على تنمية الوعي لديهم.
والمتابع للمشهد الإعلامي يجد أن هناك تقلصا في إنتاج المواد الكرتونية الخاصة بالأطفال ما ينتج عنه قيام العديد من القنوات بعرض محتوى أجنبي يحتوي على مشاهد صعبة أو غير ذات صلة بالواقع المجتمعي الهادف ولعل هذا ما دعا الدكتورة رشيدة الشافعي رئيس الجمعية المصرية للرسوم المتحركة للتصريح بأن أفلام الكرتون في مصر مهملة، مؤكدة أنها لا تلقى حظًا في مصر لتكلفتها الكبيرة واستغراقها وقتًا طويلًا خلال الإنتاج، بالرغم من أن مصر خلال فترة التسعينيات كانت قد أثرت محتوى الإنتاج بالكثير من أفلام الرسوم المتحركة في حين أنه نجد أن الدول الأخرى تهتم بالأمر ويكفي هنا أن نعلم أن تركيا خلال الفترة الماضية أنتجت ما يصل إلى 60 مسلسلا كارتونيا في العام الواحد في حين أن الإنتاج في مصر لا يتعدى نصف هذا العدد.
ولا يتوقف الأمر عند نقص الرسوم المتحركة المفيدة للأطفال والاعتماد على الإنتاج الأجنبي والقديم كمسلسل بكار الذي اختفى خلال الفترة الماضية، بل نجد أن هناك حالة من الإهمال لإعلام الطفل، فلا يوجد قنوات تليفزيونية مصرية مخصصة للطفل بالرغم من اهتمام العديد من الدول الأخرى بتوفير قنوات تليفزيونية خاصة بالأطفال.

وقال أحمد مصيلحي، رئيس شبكة الدفاع عن الأطفال، إن المحتوى الإعلامي الذي يوجه للأطفال المصريين من خلال وسائل الإعلام المختلفة متدني للغاية ولا يتناسب مع تحديات المرحلة إذا ما أردنا أن يكون هناك مستقبل علمي وثقافي راق للأطفال.
وأضاف مصيلحي أن أطفال أمريكا على سبيل المثال لديهم غزارة معرفية وثقافية عامة بسبب البرامج الإعلامية الهادفة التي تقدم لهم، مشيرًا إلى أن المواد الإعلامية الموجهة للأطفال كالكارتون وبرامج الطفل في مصر محدودة، والموجود منها يقدم محتوى هشا لا يركز على القيم والأخلاق والمعرفة ودعم الموهبة، وإنما على العنف والصراع.
وطالب بتفعيل دور وزارة الثقافة في زيادة البرامج الحوارية والثقافية المتصلة بالأطفال بدلا من استحواذ برامج التوك شو على الساحة بصورة لافتة للانتباه وهو الأمر الذي يعرض الأطفال للتعرض للمحتوى السلبي.

وأوضح الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، أن برامج الرسوم المتحركة التي تعرض في مصر أغلبها يأتي من ثقافات مغايرة ومختلفة عن الثقافة المصرية، ورغم هذا نجد أن الطفل يتعرض لتلك الأنماط السلوكية السلبية والوافدة عليه، مثل سرقة البنك ومطاردة الشرطة وغيرها من القصص التي تظهر عبر الشاشة البلورية، أمام عين الطفل بصورة تؤثر عليه وعلى سلوكه بصورة سلبية.
واستنكر فرويز غياب الإنتاج الذي كان يثري عقلية الطفل المصري ويوصل له المعلومة بصورة إيجابية كإنتاج مسلسل بكار الذي كان يركز على الخلق القويم وعلى الثقافة المصرية.

وأكد هاني هلال أمين عام الائتلاف المصري لحقوق الطفل، أن المشكلة متصلة منذ اندلاع ثورة 25 يناير، حيث لا يوجد أي منابر إعلامية مصرية تقدم محتوى إعلاميا لائقا للطفل، وفي مقابل ذلك ظهر خلال الفترة الماضية قنوات تليفزيونية وافدة.
وتابع: نحتاج إلى إعلام يوجه للأسر المصرية وكيفية التعامل مع الأطفال بالمراحل العمرية المختلفة من خلال التشاور مع خبراء حقوق الطفل ومراجعة المواد الإعلامية قبل بثها ومخاطبة القيم الإنسانية وهو ما تم مناقشته بالمجلس الأعلى للثقافة.
ولفت هلال إلى أنه بالنسبة للمجلات الموجهة للأطفال فلا يوجد لدينا سوى عدد ضئيل من المجلات والكتب الموجهة للأطفال فنجد أبرز تلك المجلات مجلة سمير فقط التي تعد الأبرز على الساحة مع وجود مجلات أخرى أجنبية مثل ميكي ماوس وغيرها، مشيرًا إلى ضرورة أن يعمل إعلام الأطفال على توجيه الأفكار التي تقوم على التسامح وقبول الآخر والتشاور.