البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

حلمي سالم.. شاعر الصدمات

الشاعر الراحل حلمي
الشاعر الراحل حلمي سالم

يظل الشاعر الراحل حلمي سالم متفردًا وسط أبناء جيله بأفكاره الإبداعية المائلة للتجديد، وكسر أنماط قصيدة التفعيلة، التي حاول تلوينها بألوان شعرية تناسب تحضر فترة السبعينيات من القرن المنصرم، تلاطمت أمواج إبداعه الشعري لأقصى الحدود، حتى وصلت لاتهامه بالإساءة للذات الإلهية في قصيدته الأشهر "شرفة ليلى مراد".
استقبلت إحدى قرى محافظة المنوفية الصرخات الأولى للطفل حلمي سالم عام 1951، والذي غادرها فيما بعد للحصول على ليسانس الصحافة من كلية الآداب بجامعة القاهرة، وأعقب ذلك بالعمل صحفيا بجريدة الأهالي ومديرُا لتحرير مجلة "أدب ونقد" الفكرية، ثم رئيسًا لتحرير مجلة "قوس قزح" الثقافية المستقلة؛ وبدأ طريقه إلى قصيدة النثر في دواوينه اللاحقة وكان واضحًا وجليا، وتمثل في أكثر من تجربة شعرية له، فمثلا ديوان" يوجد هنا عميان" غيّرفي البنية القديمة الكلاسيكية، وفي بناء البنية السردية، إضافة إلى اختياره للقول الغريب، والغير مستهلك، كان الراحل حلمي سالم شاعرا جريئا، ودائم الصدمات للذائقة العامة، التي اعتادت القوافي والنغم، وكان من أهم أهدافه كسر "التابو"، وتحديث النص الشعري.
اقترن الشاعر الكبير الراحل بجماعة "إضاءة" الشعرية التي كانت برفقة جماعة "أصوات" من أشهر الكتل الشعرية في فترة السبعينيات، ومن شعرائها حلمى سالم وحسن طلب وجمال القصاص ورفعت سلام وأمجد ريان ومحمود نسيم؛ واستمر في إبداعه حتى حصل على جائزة التفوق في الآداب للعام 2006 عن مجمل أعماله الأدبية، لكنه تعرض بسبب قصيدة "شرفة ليلى مراد"، التي نشرها في مجلة "إبداع" للاتهام بالإساءة للذات الإلهية، حيث أثارت القصيدة وقتها حالة عارمة من الجدل في الأوساط الثقافية والدينية؛ إلا أنه رد على أكثر من مائة شخصية مصرية، يغلب عليها الاتجاه الإسلامي، والشيخ يوسف البدري عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، الذي رفع دعوى قضائية ضد الشاعر حلمي سالم، بأنه استمر في كتابة الشعر ولم يلتفت سوى لإبداعه.
رحل الشاعر الكبير حلمي سالم عن عالمنا في 28 يوليو عام 2012، عن عمر ناهر 61 عامًا، وذلك بعد صراع مع المرض، حيث أصيب بسرطان الرئة.