البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

ثروت أباظة.. هارب من الأيام

الكاتب الراحل ثروت
الكاتب الراحل ثروت أباظة

يعتبر الكاتب الراحل ثروت أباظة واحدا من أهم كتاب الرواية المصرية، ينتمي لأسرة أدبية برز فيها الشاعر عزيز أباظة، والأديب فكري أباظة، ودسوقي أباظة، رأس تحرير مجلة الإذاعة والتليفزيون، ونال جائزة الدولة التقديرية عام 1982.
أباظة، والذي تحل ذكرى ميلاده اليوم الأحد، حيث ولد في 15 يوليو 1927 بقرية غزالة في محافظة الشرقية من أسرة أدبية، وحصل على ليسانس الحقوق من جامعة فؤاد الأول عام 1950، وبدأ حياته العملية بالعمل بالمحاماة، وبدأ حياته الأدبية في سن السادسة عشرة، وهي بداية مبكرة، واتجه إلى كتابة القصة القصيرة والتمثيلية الإذاعية، وبدأ اسمه يتردد بالإذاعة، ثم اتجه إلى القصة الطويلة فكتب أول قصصه وهي "ابن عمار" وهي قصة تاريخية، كما كتب مسرحية بعنوان "الحياة لنا".
كان فن القصة عند أباظة يمثل قطعة من حياته، مكتملة الأركان ومتنوعة الاتجاهات ومتعددة السمات فلم يحصر نفسه في اتجاه معين، فيعرض للبيئة الريفية أو الحياة المدنية وقد يركز على شريحة غنية أو فقيرة تنتمي للطبقات العليا أو للطبقات الدنيا‏،‏ فنجد هذا التنوع وسم قصصه بالثراء والمتعة‏.‏
تنوعت إبداعات أباظة ما بين الرواية والقصة والمسرحية والمقالة والدراسة، ولكنها من خلال هذا التنوع تتسلل إلى أعماق النفس وإلى خلجات المشاعر ونغمات الضمير، لتكون أخلاق الناس وتريهم الكون جميعا في أحرف وكلمات.
في عام 1969 فاجأ الأديب الكبير ثروت أباظة قراءة بروايته الأكثر بريقا "شيء من الخوف"، ففي هذا العمل طرح دور "فؤادة" الفتاة الصغيرة التي تحب "عتريس" الفتى البريء النقي لكنه الذي ينقلب إلى وحش كاسر ويعيش على القتل والنهب يعاقب البلدة ذات يوم بأن يمنع عنها الماء، فلا يجد من يقف له سوى "فؤادة"، حبه القديم ونقطة ضعفه الوحيدة، وعندما لم يستطع أن يقتلها كان عليه أن يمتلكها بالزواج، وترفضه ويتم تزوير الوكالة وتنتقل إلى العيش مع "عتريس" دون شرعية، وتقاوم البلدة محاولاته انتزاع الشرعية، وترفض فؤادة الاستسلام لعتريس حتى الموت، عندما تحرقه البلدة، ويفر رجاله، وتنضم فؤادة للبلدة مجددا.
وأيضا صدرت له رواية "هارب من الأيام" والتي كتب مقدمتها عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين.
وقد رحل الروائي الكبير ثروت أباظة عن عالمنا في 17 مارس من عام 2002، تاركا رصيدا قيمًا من الأعمال الفنية.