البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

ميشيل المصري.. موسيقار الوحدة الوطنية

ميشيل المصري
ميشيل المصري

يتميز كل فنان بشيء ما في نفسه يجعله يخرج للناس تكوينا إبداعيا جديدا، ودائما ما تؤثر النشأة في حياة المبدعين وهو الأمر الذي حدث مع الملحن والموزع والعازف الموسيقي "ميشيل المصري".
فقد ساعدته نشأة ليكون أحد أهم الموسيقيين في العصر الحديث حيث كان والده تاجرا يهوى الاستماع إلى الموسيقى والغناء، ومع ذلك عارض بشدة دخول ابنه عالم الفن ولكن كان ميشيل محبا للرسم والموسيقى وكل أشكال الفنون مثل والده لدرجة أن مواهبه لقيت تشجيعا كبيرا من أساتذته، وبنهاية دراسته الثانوية سنة 1948 التحق سرا بمعهد ليوناردو دافنشي للفنون الجميلة بالقاهرة، ثم معهد فؤاد الأول للموسيقى العربية سنة 1949، وبرغم أنه كان عازفا على آلة الكمان إلا أن مدير المعهد وجهه لدراسة آلة الكورنيت النحاسية، وبعدها كون ميشيل فرقة موسيقية من خمسة وعشرين عازفا كان لها نشاطها في الحياة الموسيقية المصرية.
ولم تكن دراسته الأكاديمية فقط هي همزة الوصل بينه وبين الحياة الفنية فقد عزف وهو صغير في فرقة ضمت رموز العزف في مصر وفى سهرات يومية بكازينو "بديعة مصابني"، وظلت أم كلثوم تطلب منه سنينا وراء سنين أن يعزف معها، لكنه كان عصيا، حتى عزف معها في حفلاتها الأخيرة في أغاني "اغدا القاك، من أجل عينيك، يا مسهرني، ليلة حب" وظل عازفا مميزا مع الفرقة الماسية، يعزف ويقوم بتوزيع موسيقى لعشرات الألحان التي تقدمها، وعزف لاحقا مع فرقة الرحبانية بمصاحبة "فيروز" فكان عازف الفرقة الأول، إلا أنه برحيل رموز التلحين والغناء آثر الانسحاب من مقعد العازف، فقد مات الملحن والمطرب والمستمع أيضا.
ميشيل المصري يعد فنان وملحن برحيق الوحدة الوطنية فرغم أنه أحد أبناء الكنيسة المصرية إلا انه لحن وعزف ووزع العديد من الابتهالات الدينية الإسلامية وكان يعتبر أن الفن أحد جسور الوصل بين أي اختلاف فالفن لا يعرف العنصرية أو التعصب ولا يفرق بين إنسان وأخر إلا بالموهبة والإبداع.
وكما صنع أسمه كأحد العازفين المهرة فأستطاع أيضا أن يكون أحد اهم الموزعين الموسيقيين في هذه الآونة فقد وزع للموسيقار الراحل محمد عبد الوهاب ثلاث أعمال رائعة (بعمرى كله حبيتك، وأنده عليك، وفى يوم وليلة) التي تغنت بهم الفنانة الجزائرية وردة هذا بخلاف "قارئة الفنجان" القصيدة الرائعة التي وضع (ميشيل) موسيقى المقدمة لها، ليكون المتفرد موزعا ومؤلفا موسيقيا وضع مئات المؤلفات الموسيقية ما بين موسيقى التوزيع لألحان الآخرين، وما بين موسيقاه هو البحتة التي من آخرها موسيقى "حليوة" والتي أنتجتها للإذاعة ولم تذعها.
أما عن مشاركته بألحان وموسيقى تصويرية فكان من اهم الفنانين المشاركين في اهم الأعمال الدرامية التي ستظل محفورة في تاريخ الدراما المصرية مثل ملحمة "ليالي الحلمية" ومسلسلات "الحاج متولي، من الذي لا يحب فاطمة" وغيرها الكثير من الألحان لأجمل الأغنيات الدرامية.
ورحل الموسيقار ميشيل المصري عن عالمنا منذ قليل بعد صراع طويل مع المرض عن عمر ناهز 85 عامًا، ومن المقرر إقامة العزاء غدًا الأحد الموافق 1 يوليو بكنيسة المرعشلي بالزمالك.