البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

سيناريوهات نهاية الكون.. علماء: توقعات بتحول الشمس لسديم كوني يبتلع الكواكب.. و"المادة المظلمة" تحدد مصير الحياة في الكوكب

البوابة نيوز

تعددت النظريات العلمية عبر التاريخ حول نهاية الكون، والتوقعات علماء الفلك المتكررة باندثار الأرض، ولكن بعد اكتشاف ألبرت أينشتاين للنظرية النسبية، بدأ عالم رياضيات هولندى فى عام ١٩١٧، بوصف الكون لأول مرة، بصياغة النظرية النسبية العامة، بأنه «كون ثابت مستقر»؛ لكن اتضح خطأ هذه النظرية فيما بعد.

وفى عام ١٩٢٧، اكتشف عالم الفلك البلجيكى جورج لوميتر، ظاهرة «تمدد الكون» على أساس اعتماده على معادلات النظرية النسبية، بأن الكون فى حالة حركة وليس فى حالة ثبات، مستنتجًا منها أن الكون يتمدد، وصاغ قانون هابل «V=H.T»، وقال إن المجرات تزداد فى الابتعاد عن بعضها البعض.

وفى عام ١٩٣١، صاغ العالم الفيزيائى هندى الأصل، أمريكى الجنسية، سابرامانين تشاندراسخار، عن طريق استخدام نظرية أينشتاين «النسبية الخاصة» نظرية تقول: «إن أى جسم لا يدور ومكون من مادة مُتحللة الإلكترونات ذات كتلة أعلى من مستوى معين، قد تنهار على نفسها». أما العالم الأمريكى إدوين هابل، استطاع إثبات أن المجرات تتباعد، إضافة لأن المجرات الأبعد عن الأرض تتقلص بشكل أسرع، وهى ظاهرة أصبحت معروفة باسم «قانون هابل» وذلك باستخدام قياسات «الانزياح الأحمر».



و«الانزياح الأحمر»، ظاهرة فلكية تحدث عندما ينزاح إشعاع كهرومغناطيسى عادة يكون منبعثًا من ضوء مرئى أو منعكس من غرض ما، فى اتجاه الطرف الأحمر الأقل طاقة للطيف الكهرومغناطيسى المستقبل بواسطة كشاف، مقارنة بطول الموجة المنبعثة من مصدر هذه الزيادة فى طول الموجة، يُناظرها نقصان فى تردد الإشعاع الكهرومغناطيسي. 

ومن هذه النقطة، بدأت نظرية الانفجار العظيم تأخذ شكلًا أكثر قبولًا بين العلماء، بمعنى أن الكون كان فى البدء عبارة عن نقطة واحدة، فى حين كان آخرون يفترضون أن الكون فى حالة مستقرة دائمًا، وبعد الحرب العالمية الثانية، تم الاكتشاف والتأكيد على وجود إشعاع خلفية الكون فى عام ١٩٦٥. 

ثم بدأ العلماء فى البحث عما أسموه المادة المظلمة، باعتبارها ستكون تفسيرًا للكتلة المفقودة ظاهريًا فى الكون، وفى تسعينيات القرن الماضي، ظهر عدد من التفسيرات للطاقة المظلمة والكتلة المفقودة، فضلًا عن تقديمهم حلًا لثابت أينشتاين الكوني. 

وبفضل التطور فى صناعة التلسكوبات والأقمار الصناعية ونُظم المحاكاة، استطاع الفلكيون والمهتمون بدراسة الكون التعمق أكثر، وبالتالى أصبحت لديهم القدرة على فهم واع للعمر الحقيقى للكون، وحساب كثافة المادة والطاقة بشكل أكثر دقة؛ حيث إنه بعد تشغيل تلسكوب الفضاء Cboe كمستكشف الخلفية الكونية، وتلسكوب هابل الفضائي، ومسبار ويلكونسن لتباين الأشعة الكونية Wamp، ومرصد بلانك، بدأ الفلكيون فى تطوير نظرياتهم بشكل أكثر عمقًا وتطورًا.


وفى شهر يونيو من عام ٢٠١٦، قدمت وكالة الفضاء «ناسا» كشفًا مذهلًا لملايين البشر، إذ أبرزت أن الكون يتمدد بشكل أسرع بكثير مما يُظن، وأنه بناءً على بيانات حديثة قدمها تلسكوب الفضاء هابل وبعد مقارنتها ببيانات ويلكونسن ومرصد بلاينك، بدا أن ثابت هابل أكبر بنسبة تراوحت بين ٥ - ٩٪ من المتوقع.
كما أنه من المتوقع أن يؤدى الجيل القادم من التلسكوبات الفضائية مثل تلسكوب «جيمس ويب الفضائى – تلسكوب Elt» إلى اكتشافات ذات قيمة كبيرة، تُضيف إلى فهم الإنسان لمعنى الكون وحجمه فيه وتأثيره عليه. 
وبعد تحليل عدد من الدراسات والنظريات، افترض عدد من علماء الفلك أن الكون سيتعرض لما يمكن تسميته «الانهيار العظيم»، ذلك أنه سيصل إلى حجم أقصى، ثم يبدأ فى الانهيار على نفسه، ويحدث هذا إذا كانت الكثافة الكلية للكون أكبر من الكثافة الحرجة، بمعنى أنه إذا وصلت كثافة المادة إلى قيمة معينة، فسوف يبدأ الكون فى التراجع والانكماش على نفسه.



نضوب النجوم والقزم الأبيض 

وهناك سيناريو آخر، افترضته الدراسات الفلكية عن نهاية الكون، ويقول إنه إذا ظلت كثافة الكون مساوية أو أقل بقليل من الكثافة الحرجة للكون، لن ينعدم تمدد الكون؛ إلا أنه لن يتوقف أبدًا، وبالتالى سيستمر الكون حتى تتوقف كل النجوم فى نهاية المطاف، كنتيجة مباشرة لاستهلاك كل الغاز بين النجوم فى كل مجرة. 
وبعد فترة من الوقت، ستنضب النجوم وتتحول إلى «أقزام بيضاء» ونجوم نيوترونية، وثقوب سوداء، فيما أُطلق عليه «التجمد العظيم»، وبالتدريج سيكون حتميًا أن تتصادم هذه الثقوب السوداء مع بعضها، مكونة ثقوب سوداء أكبر ثم تتضخم، وستصل درجة حرارة الكون ساعتها إلى الصفر المطلق، وستتبخر الثقوب السوداء بعد أن تقوم ببعث كل ما فيها من «إشعاع هوكينج» وبالتالى سيكون من المستحيل بروز أى شكل من الطاقة المنظمة، وعَرّف العلماء ذلك باسم «الموت الحراري». أما «إشعاع هوكينج»، فتم تحديده أول مرة عام ١٩٧٤، وهو يصف الآثار الغريبة التى يجب أن تكون مرئية بشكل خاص حول الثقوب السوداء الصغيرة جدًا، حيث يتم التخلص من الإشعاع. 

وفى هذا الافتراض أيضًا، وجد عدد من الملاحظات والتى أكدت على أن وجود الطاقة المُظلمة ومدى تأثيرها على حركة الكون وتمدده، سيؤدى إلى نتيجة أن الكون سيظل فى حالة تمدد لا نهائى وسيتجاوز الكثير مما هو عليه اليوم، وبالتالى يُصبح أكثر غموضًا، وسوف يستحيل بذلك معرفة نقطة النهاية أو حافة هذا الكون. 
كما أن هناك تفسيرات أخرى للطاقة المُظلمة، أطلق عليها العلماء «النظريات الوهمية»، ذلك بأن عناقيد المجرات والنجوم والكواكب والذرات والنوى والمادة نفسها ستتفسخ نتيجة لهذا التمدد اللا نهائي، وسيحدث ما يمكن تسميته «التمزق العظيم» يكون فيه تمدد الكون هو سبب نهايته.