البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

خواطر العيد بين ألفاظه ومعانيه عند العقاد

الكاتب الكبير عباس
الكاتب الكبير عباس محمود العقاد

قال الكاتب الكبير عباس محمود العقاد في كتابه "الإسلام دعوة عالمية": إن الأعياد كما نريدها هي مراسم أفراح ، وما يحق للإنسان أن يغتبط به وينطوي من أجله على الفرح ، كما يغتبط بارتفاعه من المرتبة الآلية وارتقائه عن الغريزة الحيوانية وبلوغه مرتبة الكرامة التى لا تكون إلا لغير الإنسان وهي كرامة الحرية والقدرة على مقاومة الطبيعة وتغليب العقيدة على شح الأنفس ، فهنالك يحق له أن يفرح فرح الإنسان لأنه وجد نفسه الحرة المريدة وهو أعز موجود ومفقود. 
إن كلمة العيد هي أصدق الكلمات دلالة عليه وقيمة هذه الدلالة تتجاوز الأهمية في اللغة إلى الأهمية في علم الإنسان المعروف بالأنثروبولوجي بمعنى الإنسان في اللغة اليونانية.
ويبين العقاد : أن هناك كلمات كثيرة تدل على العيد في اللغات الأخرى ، يدور معناها أحيانا على الموائد والأطعمة ، فإذا قال القائل في تلك اللغات إنه "عيد" فمعنى ذلك أنه شبع من الطعام ونال نهمته من الثمرات والخيرات ، والدليل عى ذلك نجده في كتاب الله تعالى حين قال في سورة المائدة "قال عيسى ابن مريم اللهم أنزل علينا مائدة من السماء تكون لنا عيدا لأولنا وآخرنا وأية منك وأرزقنا وأنت خير الرازقين.
ويضيف : العيدان الإسلاميان هما عيد الفطر وعيد الأضحى كان لهما أصل قديم قبل الإسلام ، فكان العرب يصومون من إسبوع الى إسبوعين في موعد الإنقلاب الصيفي الذي يوافق شهر رمضان ، وكانوا يحجون الى الكعبة ويقدمون القرابين إلى أربابهم ، فلما جاء الإسلام هذب هذين العيدين وأزال عنهما بقية الصبغة المادية وحولهما الى العبادة الإلهية.
ويتابع العقاد في حديثه عن العيد قائلا: إن الإنسان إنسان حيث كان، والطبيعة البشرية واحدة في كل زمان ومكان فإذا حمد الناس السلامة والسلام في بلد بعيد أو قريب فكن على ثقة أنهم يحمدونها في كل بلد متصل أو منفصل عنه، وإذا كانت الأديان قد حولت الخيرات المحتل بها في الأعياد من خير الجوف والجلد الى خير النفس والضمير فكذلك قد تحول معنى السلامة من تمام الجسد إلى تمام الروح وخير تهنئة للعيد كيفما كان العيد هي أن نتمنى للناس الخير والسلامة وخيرا للأبدان والأرواح والأذهان.