البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

طفل "رغيف العيش" يحمي أسرته من التشرد

أحمد طفل العيش
أحمد طفل العيش

يقف «أحمد» أمام قصر السكاكيني بمنطقة الظاهر، صباح كل يوم، وعلى ملامحه الشقاء والتعب، تاركًا عقر داره بمحافظة الفيوم، ضاقت به الحياة إلى أن وصل الى هذا الحال، ضحى بطفولته وتعليمه من اجل لقمة عيش يهنا بها اهله.
في عينيه حزن مدفون لا يراه أحد، بل يستشعره من يتحدث معه، فهو يبيع «العيش البلدي» أمام القصر، ويستيقظ منذ الفجر ليبدأ العمل حتى المغرب، مغتربًا في القاهرة من أجل لقمة العيش وأهله.
ينظر إلى أطفال المدارس بنظرة أماني يتمنى فيها اللعب معهم دون خجل، إلا أن نظرة الناس له تجعله يشعر بالإحراج من ذاته لما يفعله، حيث يتعاملون معه باعتباره طفلا متسولا، ولكن الواقع لم يكن مثل اعتقاد الناس. 
الواقع تمثل في أن هذا الطفل أفضل من مليون شاب جالس في المقاهي بحجة «مفيش شغل« وهذه ادعاءات كاذبة، وأكدها الطفل أحمد البالغ من العمر ١١ عاما الذي ترك أهله وتغرب في القاهرة لأجل استقرار حياة أهله.
«هربت من المدرسة وسافرت القاهرة علشان أبيع شنط عيش وأصرف على أهلي في الفيوم»، بتلك الكلمات يبدأ الطفل أحمد، حديثه عن ظروفه التي لجأ إليها، بقوله: «أنا أكبر واحد في إخواتي، وعايش في القاهرة مع خالي«، وبنظرة فيها معان لا توصف، الحزن والحسرة يملان عيونه.
ويضيف: «أنا هربت من المدرسة في رابعة ابتدائي عشان أهلي يعيشوا، وكمان أنا مكنتش بحب أروح المدرسة عشان مش بحبها، والناس اللي فيها مش حلوة، وسيبت أهلي وعشت في القاهرة مع خالي عشان أصرف عليهم، وكمان ببعت نص المرتب ليهم والنص التاني بعيش بيه».
وسخر منه أحد زملائه من الباعة الجائلين قائلا له: «أنت آخرك تطلع في الأحداث مش في التليفزيون»، ونظر إليهم مبتسمّا دون رد، كدليل على معاناته مع زملائه.
ويستكمل حديثه عن الصعوبات التي واجهها في حياته، قائلا: «الحياة بعيد عن أهلي صعبة ولكن ده الأمر الواقع ولو حبيت أرجع المدرسة تاني هما مش هايوافقوا عشان أنا سبتها».
ويختتم: أتمنى أن يعود للمدرسة مرة أخرى، ويعرب عن حزنه: «أنا ندمت إنى هربت وسبت المدرسة، ونفسي الزمن يرجع بيا تاني عشان أكون بتعلم زي أي حد».