البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

حكايات صوفية.. الخراز وعلامات التوكل

حكايات صوفية.. الخراز
حكايات صوفية.. الخراز وعلامات التوكل

كان أبو سعيد الخراز يتوكل على الله انطلاقًا من أن علامة المتوكل ثلاث «لا يُسأل.. ولا يُرد.. ولا يُحبس»؛ وهناك حكاية منسوبة إليه بنفس المعنى نُقلت على لسانه «دخلت البادية مرة بغير زاد، فأصابتنى فاقة، فرأيت المرحلة من بعيد، فسُررت بأنى وصلت، ثم فكرت فى نفسى: أنى سكنت واتكلت على غيره، فآليت ألا أدخل المرحلة إلا أن أحمل إليها.. فحفرت لنفسى فى الرمل حفرة، وداريت جسدى فيها إلى صدرى، فسمعوا صوتًا فى نصف الليل عاليًا، يقول: يا أهل المرحلة: إن لله تعالى وليًا، حبس نفسه فى هذا الرمل، فألحقوه، فجاءنى جماعة، فأخرجونى وحملونى إلى القرية».
وقيل إن الخراز حاور إبليس فى نومه، فقال «رأيت إبليس فى النوم، وهو يمر عنى ناحية، فقلت له: تعال، ما لك؟، فقال: إيش أعمل بكم، وأنتم طرحتم عن نفوسكم ما أخادع به الناس؛ فقلت له: وما هو؟؛ قال: الدنيا؛ فلما ولى عنى، التفت إلىّ، وقال: غير أن لى فيكم لطيفة؛ فقلت له: وما هي؟؛ قال: صحبة الأحداث»؛ وقال كذلك «ورأيته مرة أخرى، وكان بين يدى عصا، فرفعتها حتى أضربه بها، فقال لى قائل: هذا لا يفزع من العصا، فقلت له: من أى شىء يفزع؟، قال: من نور يكون فى القلب».
نُقل عن الخراز أقوال مأثورة عن الرضا، والامتثال لأحكام الله وأقداره، والرضا بما قسّمه، ففى هذا منبع الهناء ومبلغ السعادة، شرط أن يكون الإنسان قد أخذ بالأسباب على قدر الاستطاعة، ولم يُهمل أو يفرّط؛ وكان يدعو الناس إلى عدم السخرية، أو تقدّر الناس حسب هيئتهم أو مظهرهم الخارجى، وروى موقف له فى هذا فقال «دخلت المسجد الحرام، فرأيت فقيرًا عليه خرقتان يسأل شيئًا، فقلت فى نفسى: مثل هذا كَلّ على الناس، فنظر إلى وقال «وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِى أَنفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ»؛ فاستغفرت فى سرى، فنادانى فقال «وَهُوَ الَّذِى يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِه».
نقل عن الخراز أقوال مأثورة عن الرضا، والامتثال لأحكام الله وأقداره، والرضا بما قسّمه، ففى هذا منبع الهناء ومبلغ السعادة، شرط أن يكون الإنسان قد أخذ بالأسباب على قدر الاستطاعة.