البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

زمن "داعش" لم ينته

داعش
داعش

تؤكد بعض الأقلام المتابعة للوضع فى الشرق الأوسط على أنه ورغم اندثار مشروع «الخلافة الإسلامية» فإن تنظيم داعش الإرهابى ليس آيلًا للزوال ومازال يشكل خطرًا فى ظل تحركاته فى المنطقة وفى أوروبا وآسيا. 
وفى سياق الأحداث الأخيرة فى باريس بميدان الأوبرا وعملية التفجير فى إندونيسيا، تعود التساؤلات حول مدى صمود التنظيم الإرهابى إلى الواجهة، وحول ملامح المرحلة الجديدة الداخل فيها، أى ما بعد دحره من مواقعه الأساسية فى رقا بسوريا الموصل بالعراق، حيث يبدو أن السيناريوهات حول تحرك الهاربين من أتباع داعش نحو مناطق من إفريقيا وأوروبا بدأت تتأكد مع مواصلة هؤلاء فى تنظيم هجمات فى ليبيا، وأفغانستان إلى آسيا وأوروبا. 
ويلاحظ الصحفى لوك ماتيو، فى مقال نشرته جريدة «ليبراسيون»، أنه رغم تأكيد كل من فلاديمير بوتين ودونالد ترامب على نجاحهما فى القضاء على الإرهاب فإن عناصر داعش يواصلون تحركاتهم فى بلدان مثل اليمن وفى إندونيسيا وما زالوا يتلقون تعليماتهم لتنفيذ هجمات فردية فى أوروبا حين يتسنى لهم ذلك. 
وبالتالي فإن فقدان داعش لأراضيه فى سوريا والعراق بعد المعارك الضارية التى تعرض لها لا يعنى بالضرورة تراجعه، بما أن هناك بعض الجماعات الموالية له تفرض سيطرتها فى عشرات القرى فى دير الزور على الحدود مع العراق، وكذلك فى مناطق من العراق وتواصل مقاومتها للقوات الديمقراطية السورية من جهة بدعم فرنسى وللجيش الأمريكى من جهة أخرى فى روجافا الكردية.
ومع تحول داعش إلى النشاط السرى، باشر عمليات الخطف والهجمات والاغتيالات مناديًا فى خطاباته باستهداف الشيعة فى العراق وقيادات السُنة التي تساندهم وكذا المملكة العربية السعودية كعدو أساسى.
و مع تبنيه أو دعمه للهجمات التى تنفذ هنا وهناك من كابول إلى باريس يثبت التنظيم الإرهابى وجوده على الصعيد الإعلامى، وذلك رغم تدمير قواعده الإعلامية وآليات البروباجندا في اطار عملية غير مسبوقة كشف عنها الأنتربول نهاية أبريل. لم يمنع ذلك داعش من تبني هجمة باريس في شارع الأوبرا ساعات قليلة بعد تنفيذها من خلال وكالة أعماق التى أصبحت تستعمل منصة التواصل الاجتماعي «تلجرام». 
أخيرًا، إحدى النقاط المهمة التي لا يجدر التغاضي عنها هى القوة المالية لتنظيم «داعش» الذى استفاد فى الفترة الأخيرة من ثلاثة ملايين يورو، قيمة ما تم الكشف عنها فى الندوة الدولية حول تمويل الإرهاب التى انعقدت نهاية إبريل فى باريس وهى قيمة تضمن له البقاء فى معركة وجوده.