البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

"برك" الصرف الصحي تحاصر "المدينة الجديدة" بالمنيا

برك الصرف الصحي
برك الصرف الصحي

قمامة وأمراض وحشرات ضارة ومياه ملوثة ومستنقعات فى محيط المنيا الجديدة، مشهد كارثى يتكرر كل يوم، ومعاناة يغض المسئولين عنها الطرف، رغم ما يتعرض له أطفال المنيا من أمراض مثل الجديرى المائى الذى أصاب فى الفترة الأخيرة نحو ١٦ طفلًا. 
وبالرغم من تعدد الشكاوى التى لم تتوقف طيلة ثلاث سنوات، فإن الأزمة لم تنته، بل تفاقمت حتى وصل الأمر إلى ظهور إصابات وأمراض خطيرة للشباب والأطفال. 

يقول المهندس صابر عبدالله ـ أحد المتضررين ومقيم فى المرحلة الثانية بمشروع «ابنى بيتك»، إنه يقطن بالمنطقة منذ خمس سنوات، وفى البداية لم يكن هناك أى مشكلة نظرًا لأن المنطقة جميلة ولا يوجد ما يعكر الصفو بها، ولكن المأساة ظهرت منذ ثلاث سنوات بسبب مشكلة فى شبكة الصرف الصحى والتى امتدت لتصل إلى المنطقة، لتصبح الصورة اليومية عبارة عن «ناموس وحشرات وأمراض خطيرة»، ومع بداية الاستشعار بالخطر توجهنا إلى رئيس جهاز المدينة الأول ولم يفعل شيئا، والثانى والثالث كذلك، كما توجهنا إلى المسئولين بوزارة الصحة والبيئة فى المحافظة، ولكن لا حياة لمن تنادي. وطالب بضرورة إنقاذ أهالى المنطقة من الموت البطيء، وعليهم التحرك السريع لأن المسألة بلغت ذروتها، ولم يعد هناك سبيل آخر للحياة غير إيجاد الحل الأمثل للمشكلة. 

فيما يرى منتصر رجب ـ أحد المقيمين بالمنطقة، أن «الإهمال» عنوان السنوات الماضية نظرًا لعدم اكتراث المسئولين فى المنيا، فمشكلة الصرف الصحى تجعل المياه تخرج على السكان، خاصة أنه امتد إلى المناطق السكنية فى منطقة السادس والسابع ومنطقة النوادي، وأصبحت حياة أبنائنا مهددة بسبب انتشار الناموس والعقارب التى تحتمى بالشلالات الخارجة من الصرف الصحي، ولم تفلح الوعود فى حل الأزمة، ولا جديد غير «التسويف والمماطلة». 

من جانبه دأب أسامة رضوان ـ أحد المقيمين بالمنطقة، على تقديم خطابات للمسئولين ولكنها باءت بالفشل، لذلك تقدم بمحاضر ضد رئيس الجهاز المدينة والعاملين بها، وحمل المحضر رقم ٢٠-٢١-٢٢ بتاريخ ١٦ أبريل ٢٠١٨، وجاء فيها، إنه يعانى المشكلة منذ عامين، وقدم خطابات استغاثة لرئاسة الوزراء ووزارة الداخلية والإسكان والصحة. كما وجه الأهالى رسائل استغاثة للمسئولين بالمحافظة، بسبب الحشرات القاتلة وجاء فيها: «إلى مسئولى المنيا الجديدة لقد احتل الناموس منازلنا وضيع وسفه أحلامنا بعيشة هادئة جميلة، وجعلنا نضرب أنفسنا، ردا على فعل لدغاته، سيضيع ويضعف صحتنا لم يجعلنا نذوق النوم إلا على فترات». 

هل نترك المدينة ونذهب إلى مدن أخرى بها سبل المقاومة للاحتلال الناموسي، ولماذا هذا التقاعس فى المدينة، ولماذا التجاهل وأين دوركم فى القضاء أو التخفيف مما نعاني، لقد توقعنا منكم خيرا، ولكن وجدنا العكس. 

بينما اقترح أحد المتضررين، عمل مدخل جديد بتخطيط جديدة للمدينة فى أقل وقت ممكن لحل الأزمة. كما سرد أحد الأهالى مشكلة أخرى تضاف إلى مسلسل الإهمال، قائلاَ: «توجهنا لمقابلة محافظ المنيا، وقمنا بشرح المعاناة التى نعيش فيها منها مقلب القمامة العشوائى وأضراره، وأمر المحافظ بتشكيل لجنة من مجلس المدينة لإدارة المخلفات الصلبة، وانتقلنا إلى مكان المشكلة وثبت قرب المقلب من المنطقة السكانية، بالإضافة إلى وجود مخلفات طبية وحرقها، ولكن الأزمة مستمرة». 

وناشد الأهالي، أعضاء مجلس النواب بالمحافظة من أجل إنقاذهم من الأمراض الناجمة عن الصرف الصحي، والقمامة التى شوهت الصورة الجمالية للمنطقة، والسعى نحو حل الأزمة من جذورها.

ومن ناحيته تعهد رئيس الجهاز بحل المشكلة على عدة مراحل بداية من الأسبوع المقبل، قائلًا: «توليت المسئولية منذ شهور، وسوف أعمل على حل المشكلة بشكل مؤقت فى المرحلة الأولي، ثم المرحلة الثانية الشهر المقبل وستكون حلا متوسطا، والمرحلة الثالثة خلال ثلاثة أشهر، وسوف نقضى على الأزمة لكى يعيش الناس فى حالة جيدة، دون مشاكل ترهق الأهالي». فيما أشار الدكتور نسيم صبحى مدير صحة البيئة بالمحافظة، إلى أنه توجه بعدة خطابات إلى رئيس مدينة المنيا الجديدة بشأن الأزمة، وحذره من وقوع كوارث إنسانية حال عدم إيجاد حلول للأزمة فى أقرب وقت. بينما قالت أمنية بخيت، وكيل وزارة الصحة بمحافظة المنيا، إنها لا تعلم عن معاناة أهالى المنيا شيئًا، بالرغم من تأكيد الأهالى التقدم بشكاوى كثيرة للمسئولين كافة.

وفى السياق ذاته، قالت ندى عاشور عبدالظاهر، مدير إدارة شئون البيئة بالمحافظة، إنه قد تمت مخاطبة جهاز مدينة المنيا الجديدة بوجود «برك ومستنقعات» ناتجة عن الصرف الصحى بالمنطقة، والتى تؤدى إلى كارثة إنسانية إذا ما تم تركها دون تدخل من الجهات المعنية، وقد تمت مخاطبتنا من الجهاز بأن محطة الصرف الصحى الخاصة بالسجن بها عطل وجار عمل اللازم.