يحيى العلمي.. رائد الجيل الثاني في الدراما التليفزيونية

يعد أحد رواد الدراما التليفزيونية بأعماله التى تركت بصمة لم يمحها الزمن فى وجدان المشاهدين.
هو المخرج الراحل يحيى العلمى الذى ولد فى مدينة الزقازيق عاصمة محافظة الشرقية، وتعلم فى مدارسها، لينتقل إلى القاهرة بعد حصوله على الثانوية العامة ويدرس بكلية الحقوق.
وعقب تخرجه فيها اتجه للفن، وتحديدا لمجال الإخراج التليفزيونى، ليبرع فيه بعد ذلك ويشكل مع المخرجين محمد فاضل، وإسماعيل عبدالحافظ، نجوم الجيل الثانى من مخرجى التليفزيون المصري، بعد الجيل الرائد الذى مثله «نور الدمرداش، حمادة عبدالوهاب، يوسف مرزوق».
ولم تقتصر أعماله على التليفزيون فقط؛ فقد أخرج للسينما ما يقرب من ٣٠ فيلما، أبرزها «خائفة من شيء ما، طائر الليل الحزين، تزوير فى أوراق رسمية»، أما أعماله فى التليفزيون فلا يمكن حصرها، وأشهرها بالقطع مسلسل «رأفت الهجان»، وهو من بطولة محمود عبدالعزيز، وهو مسلسل نال نجاحا كبيرا لدرجة أنه كانت شوارع القاهرة تبدو خالية فى توقيت عرض المسلسل.
ومن المسلسلات التى قام بإخراجها ونالت نجاحا كبيرا أيضا مسلسل «العنكبوت» عن قصة للدكتور مصطفى محمود، المسلسل الذى قام ببطولته محمود المليجى وعزت العلايلي، يعد أحد الأعمال الدرامية القليلة التى تناولت قصة من الخيال العلمى.
ومسلسل «نصف ربيع الآخر» الذى يلقى الضوء على المشاعر الجميلة والقيم السامية من خلال ربيع الحسينى المحامى الشهير الذى يواجه اختبارات عدة بين قيمه ومبادئه والثراء من أجل تأمين مستقبل أبنائه من خلال صراع عنيف بين حبه لزوجته سناء الأنصارى (فادية عبدالغني) وناهد الوكيل (إلهام شاهين)، حتى يجد نفسه أمام محاكمة أصعب من القضايا التى يترافع فيها.
ونجح هذا المسلسل لأنه دعوة للرومانسية بمعانيها الشاملة بدفء الأسرة وحب الزوجة المخلصة والعودة للزمن الجميل بلغة عام ١٩٩٦.
حصل العلمى على العديد من الجوائز، منها: جائزة الدولة التشجيعية فى الفنون من المجلس الأعلى للثقافة ١٩٨٢، وجائزة الإنتاج من التليفزيون ١٩٨٢، وجائزة مهرجان التراشيل الألمانى واتحاد الإذاعات الأفريقية ١٩٨٥.
توفى العلمى فى ١٩ يناير ٢٠٠٢ عن عمر يناهز الواحد والستين عامًا، على أثر إصابته بمرض القلب.