البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

عبدالرحمن الكواكبي.. مقاوم الاستبداد العثماني

البوابة نيوز

في سن الثامنة والأربعين رحل المصلح والمفكر العربي عبدالرحمن الكواكبي في ظروف غامضة إثر تناوله فنجانا من القهوة يعتقد أنه مخلوط بالسم كدسيسة من السلطان العثماني عبدالحميد الثاني، ودفن الراحل بمقابر باب الوزير بالقاهرة، ورثاه حافظ إبراهيم بأبيات رائعة يشهد فيها له بقيمته.
وعقب مقتل الكواكبى توجهت السلطات إلى منزله، وقامت بمصادرة مخطوطات كتبه ومذكراته، فصادرت كل ما كتب، إلا أن كتاب "طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد"، الذى جمع فيه عددا من مقالاته التى بدأ كتابتها فى حلب وتسبب فى مطاردته من قبل ولاة سوريا، هرب من بين أيديهم ليظل الكتاب منشورا بين الناس، وشاهدا على تعسف العثمانية ضده. 
قيل إن كتابا ألفه الكواكبي بعنوان "العظمة لله" كان من ضمن المخطوطات التي فقدت بعد مقتله، وكان الحدث يحمل دلالات عديدة، حين يسعى السلطان العثماني وراء أحد المفكرين الأحرار محاولا رصد كل تحركاته في الشام ثم في مصر ويدس له السم ويصادر كتاباته التي شن فيها هجوما على السلطة العثمانية التي تتستر بالدين وبالخلافة ليشرح معاني الاستبداد وطبائعه وأسبابه ليشكل هاجسا كبيرا ومخيفا لدى السلطان العثماني فيسعى لغلق نوافذ كتابته حيث الصحف ثم أخيرا قتله ليصادروا كتابا يعلن فيه الرجل أن العظمة لم تكن يوما لأحد إنما العظمة لله.
والكواكبي أحد رواد الإصلاح والحرية، ولد في حلب لأسرة عريقة تعتز بنسبها إلى الإمام على بن أبي طالب، ودرس الأدب والعلوم السياسية والتاريخ والفلسفة، عمل بالصحافة وأصدر صحيفة "الشهباء" التي توقفت بسبب نقدها للسلطة ثم جريدة "الاعتدال" التي توقفت أيضا لنفس السبب.
اتهم الكواكبي بالخيانة وقلب النظام، وواجه حكما بالاعدام في الشام ولكنه نجح في الحصول على البراءة بعدما تحولت القضية لبيروت، وتم تبرئته من التهم المنسوبة إليه وعزل والى حلب الذى وجه إليه التهم زورا.
سافر إلى مصر وعمل بالصحافة ونشر مقالاته عن الاستبداد في جريدة "المؤيد" وكان على علاقة طيبة بالشيخ علي يوسف رئيس تحريرها، وقد سببت له شهرة كبيرة وألما أكبر.
يذكر أن الخلافة العثمانية سقطت في 3 مارس عام 1924 عندما قام كمال أتاتورك بعزل السلطان عبدالحميد ونفيه خارج البلاد وإعلان قيام الدولة التركية على أساس علماني.