البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

تصريحات لا يمكن إغفالها


أثناء حفل افتتاح حقل ظهر وعلى الرغم من أهمية الحدث، إلا أن الغالبية العظمى من المصريين قد انشغل بتصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسي عن الوضع السياسي للدولة المصرية.
حاول البعض تحليل خطاب الرئيس الذي رأى البعض أنه يحمل إشارات واضحة لأطراف محددة تستهدف النيل من أمن واستقرار الدولة المصرية، وهو الحد الذي بلغ فيه الرد أقسى درجاته عندما أكد الرئيس على أنه على استعداد تاملأن يدفع ثمنه حياته وحياة القوات المسلحة المصرية قبل أن يمس أحد آمن واستقرار الدولة المصرية، مشيرا إلى أن الفوضى التي صاحبت يناير 2011 لن تتكرر مرة أخرى، ومع سخونة هذا الحديث سياسيا وتلهف البعض لتخمين من الذين يقصده الرئيس وماهية التهديد الأمنى الذى يواجه الدولة المصرية حاليا ومدى خطورته خاصة في ضوء العملية الشاملة " سيناء 2018 " بكل ما تحمله من إصرار على اجتثثاث جذور الإرهاب من كافة ربوع الدولة المصرية.
إلا أنه ومع كل تلك التحديات الصعبة التي يمر بها الوطن، لا يمكن إغفال الحديث الإنساني للرئيس عبد الفتاح السيسي الذي وجهه لرئيس مجلس الوزراء المهندس شريف اسماعيل، والشكر الذى ناله على جهوده ومثابرته طوال السنوات الماضية منذ أن كان وزيرا للبترول، ولاشك أن هذا التكريم والشكر جاء فى مناسبة مهمة وهى تتويج لإنجازات الدولة المصرية التنموية والإقتصادية والأمنية خلال السنوات الأربع الماضية، الجميع يعلم أن الإستحواذ على مصادر الطاقة وخاصة الغاز والبترول هو أحد محور الحروب والنزاعات فى العالم منذ اكشتافهما، وأن كل الول العظمى تسعى لأن تكون مسيطرة على مسارات نقلهم ومصادرهم،بل أن بعضا مما حدث فى الخليج والعراق وليبيا وسوريا ومن قبلهم أفغانستان لم يكن بعيدا عن هذا الصراع.
وعلى الرغم من كل التحديات الأمنية التى واجهتها الدولة المصرية فى السنوات الماضية ورغم التحديات الاقتصادية وكل ما يحدث فى العالم من تقلبات سياسية حادة، استطاعت جمهورية مصر العربية أن تؤسس أول خطوة على طريقة تحويل حدودها الشمالية لأكبر نقطة رئيسية لتجمع غاز المنطقة العربية بالكامل قبل تصديره إلى أوروبا، واستطاعت فى الوقت الذى تعقد فيه صفقات الاستكشاف وتأسيس حقول البترول والغاز الجديدة أن تؤسس بجانبهم أكبر قاعدة عسكرية في البحر المتوسط قاعدة محمد نجيب العسكرية بالتوازي مع ذلك عظمت من قدراتها العسكرية ودشنت لأول مرة الأسطول الجنوبي المدعم بأحدث الفرقاطات والغواصات الجديدة وحاملات المروحيات لتحمي منشآت الطاقة الجديدة، ذلك لأمان القيادة السياسية بأن الصراع على الطاقة فى العالم يعد بمثابة معركة بقاء ويستلزم لحمايته أن تكون الدولة قادرة على دحض أي محاولة للعدوان.
للأسف الشديد مازالت النخب السياسية تائهة بحديث سياسى غير مدرك لحقائق الأزمات والمخاطر التي يتعرض لها الوطن ولم تعطِ فرصة للمواطن العادى لتوضيح حجم الإنجاز الذى استطاعت الدولة المصرية تحقيقه فى السنوات القليلة الماضية.
حقيقة مؤكدة أن جمهورية مصر العربية قد أصبحت تمتلك فى شمال الدلتا أحد أكبر مراكز إنتاج الغاز والبترول فى العالم، ولعل العاملين فى قطاع الطاقة والبترول تحديدا يعلمون جيدا المعنى الحقيقي للإنجاز الذى تم فى حقل ظهر، عليهم أن يشكلوا فى دوائرهم الخاصة وعيا بما تم تحقيقه وكذلك الباحثين فى مجال السياسة الدولية، عليهم أن يزيدوا من كتاباتهم عن حجم التوازنات التى استطاع الدولة المصرية تحقيقها لتبدأ فى اتخاذ خطوات حقيقية لتكون رقما مهما فى معادلة إنتاج وتجميع ونقل الطاقة للسوق العالمى.
إن ما حققه الرئيس عبد الفتاح السيسي ومعاونيه ومستشاريه وحكومته لتحقيق ذلك الإنجاز مر بثلاثة تحديات أولا أمنيا لضمان استقرار الأمن داخليا وخاصة الأمن الاقتصادي ثم محاولات تهدئة الأوضاع فى الجوار الليبي والفلسطينى بالتوازي مع ترسيم الحدود الشمالية من قبرص واليونان، والتفاوض عالميا على عودة الدولة المصرية لدورها الطبيعى فى المنطقة، ثم فنيا وتقنيا، وهو إنجاز يستحق توجيه الشكر ليس للمهندس شريف إسماعيل فقط ولكن النظام المصري ما بعد الثلاثين من يونيو.