مصر تحاول نزع فتيل الانقسام بين الفصائل الفلسطينية وإنقاذ المصالحة

تسعى الحكومة المصرية جاهدة بتوجيهات من الرئيس عبدالفتاح السيسي من أجل إتمام المصالحة بين الفصائل الفلسطينية وتوحيد الجبهة الداخلية من أجل مجابهة المطامع الصهيونية التي تحاول بكل قوتها طمس هوية الشعب الفلسطيني وإنهاء مبدأ حل الدولتين.

واستضافت القاهرة على مدار اليومين الماضيين وفودا من أطراف فلسطينية مختلفة للبحث في العقد العالقة على مسار المصالحة بين حركتي حماس وفتح، حيث وصل الجمعة الماضي، إلى القاهرة وفد قيادي من حركة حماس ترأسه رئيس المكتب السياسي للحركة، إسماعيل هنية، وضم أيضا القياديين في الحركة خليل الحية وفتحي حماد وروحي مشتهى، فيما استضاف وزير الخارجية، سامح شكري، عزام الأحمد، عضو اللجنة المركزية في فتح والمسؤول المعني بملف المصالحة لدى الحركة.

وصرح المستشار أحمد أبو زيد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، أن الوزير شكري حرص في اللقاء على الاستماع إلى تقييم عزام الأحمد بشأن آخر التطورات الخاصة بالقضية الفلسطينية، والتعرف على نتائج الاتصالات والمشاورات التي قام بها الجانب الفلسطيني خلال الفترة الماضية، سواء على المستوى الدولي أو الإقليمي لمواجهة التحديات الناجمة عن التغيير في الموقف الأمريكي تجاه قضية القدس، وتأثيره على دور الولايات المتحدة كراع لعملية السلام وعلى مستقبل التسوية العادلة لقضايا الوضع النهائي.

وأكد شكري أهمية المضي قدمًا في مسار، مشددًا على ضرورة تمكين حكومة الوفاق الوطني من إدارة قطاع غزة بكفاءة لمصلحة المواطن الفلسطيني في غزة.

وفي السياق ذاته أوضح عزام الأحمد أن لا ترتيبات حتى الآن للقاء وفد حركة حماس المتواجد في القاهرة.

وكشف الأحمد في تصريحات صحفية لإذاعة "صوت فلسطين" الرسمية أمس الاثنين، عن عودة الوفد الأمني المصري إلى قطاع غزة خلال الأيام القليلة القادمة لمتابعة تنفيذ اتفاق المصالحة.

وقال الأحمد إنه التقى باللواء عباس كامل المكلف بإدارة وتيسير جهاز المخابرات المصرية، مضيفا أنه تمت مناقشة كافة العقبات التي حالت دون تطبيق الاتفاق، وأن مصر مصرة على تنفيذ اتفاق المصالحة.

وأشار عضو اللجنة المركزية لفتح أن وفد حماس برئاسة رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية سوف يعقد اجتماع مع المخابرات المصرية من أجل مناقشة عقبات المصالحة أيضا.

وتزامنًا مع زيارة وفد حماس، التي بدأت مع فتح استثنائي لمعبر رفح استمر لثلاثة أيام، قال المتحدث باسم الحركة، فوزي برهوم، إن الزيارة تأتي في سياق ترتيبات محددة مسبقا في ضوء الأزمات الإنسانية والاقتصادية المتدهورة التي يعيشها القطاع، موضحا أنها ستبحث استكمال تنفيذ اتفاق المصالحة على أساس اتفاق 2011 و2017، ولدفع الجهود المصرية لإتمامها، كما تأتي أيضًا ضمن الجهود التي تبذلها الحركة لحماية القضية الفلسطينية، ومواجهة القرار الأمريكي الأخير بشأن القدس، ومواجهة الاستيطان.