البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

قصة الختان عند الفراعنة.. نقوش لمشاهد جماعية ورجال متقدمين في العمر

الباحث الآثري، أحمد
الباحث الآثري، أحمد عامر

قال الباحث الأثري، أحمد عامر: إنه لا يوجد شعب آخر في حوض البحر المتوسط يتبع سُنة الختان، غير المصريين، الذين عرفوا الختان منذ أقدم العصور، حيث تم الكشف عما يدل ذلك من آثار في جبانات عصور ما قبل التاريخ منذ 4000 عام ق.م، وذلك من أجسام بلغ من حفظها ما إن أمكن فحصها والاستدلال منها على اتباع القوم لُسنة الختان، هذا بالإضافة إلى وجود صورة تمثل عملية الختان يقوم بها جراح مصري في قبر في جبانة "منف" ترجع إلى عهد الأسرة السادسة من الدولة القديمة، وأخرى من الدولة الحديثة بمعبد الكرنك.
وكان الختان عند القوم من أنواع العناية بنظافة البدن على نحو ما ذكره "هيرودوت"، كما كان علمًا، تبينه الباحثون في المناظر العارية للخدم والصيادين والرعاة، كما تبينوه في التماثيل العارية للخاصة والملوك، والجثث السليمة الباقية.
وأشار "عامر"، في تصريحات خاصة لــ "البوابة نيوز"، اليوم الجمعة، إلى أن بعض المؤرخين اتخذوا من تتابع الولادة والختان مباشرةً في بعض نقوش المعابد الخاصة بولادة وطفولة الأمراء، دليلًا على أن عملية الختان إنما كانت تُجري بعد الولادة بأيام، وإن ذهب البعض إلى أن هذا التمثيل كان رمزيًا، ذلك لأن النقوش الأخرى، وخاصة التي تتصل بغير الملوك والآلهة، إنما قد مثلت العملية وهي تُجرى على أشخاص متقدمين في السن إلى حد ما، ومن ثم فقد نظر البعض إلى أن عملية الختان إنما كانت تعمل للأطفال فيما بين السنتين السادسة والثانية عشر من العمر أو قبل المراهقة بقليل.
ومن أهم النقوش أو الصور التي تمثل عملية الختان إنما هو النقش الموجود في مقبرة سقارة في مقبرة "عنخ ما حور" من الأسرة السادسة وهو مكون من جزئين، ففي الجزء الأيمن منه نري الجراح وقد ذكرت قبالته عبارة "الكاهن المختن" وربما يدل هذا على أن العملية لا تدخل في اختصاص الجراح العادي، ولكن ربما لأن عملية الختان إنما كانت تتم في العادة في المعابد، أي أنها تأخذ صفة شبه دينية، فنراه وقد أمسك بيده اليمنى بآلة مستطيلة في وضع عمودي على العضو التناسلي وفي اتجاه طول الجسم.
يذكر أن العالم يحتفل هذا الشهر باليوم العالمي لرفض ختان الإناث وهو يوم توعية عالمي ترعاه اليونيسف فبراير من كل عام؛ أتت فكرته من ستيلا أوباسانجو في مؤتمر اللجنة الأفريقية الدولية المعنية بالممارسات التقليدية التي تؤثر في صحة المرأة والطفل، وذلك في مايو 2005.