البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

منصوراصورس


من المبهج حقًّا أن يقرأ المرء عن تفوق علمى مصرى جديد يقوم به مجموعة من الشباب المصريين، ففى كل مرة أطالع خبرًا يفيد بذلك أشعر بالفخر، ويملؤنى الأمل بأن القادم لمستقبل هذه الأمة أفضل، ويزداد يقيني بأهمية دعم وتمكين الشباب فى كل المواقع فهو بلا شك الطريق لتحقيق الحلم الذى يحلم به المصريون جميعًا. 
الأسبوع الماضي اكتشف فريق من الباحثين الشباب بجامعة المنصورة فصيلة جديدة من الديناصورات، تكمِّل الفجوة الزمنية التاريخية المفقودة، ويلقي الضوء على التاريخ الغائب للديناصورات في قارة إفريقيا. حيث تنتمى إلى أواخر العصر الطباشيري، وهي فترة متأخرة من تاريخ الديناصورات في القارة كانت تتراوح بين 100 مليون عام و66 مليون عام، ويصل طول حفرية الديناصور العملاق، وهو من آكلات العشب، إلى عشرة أمتار، ويزِن 5.5 طن، وينتمي إلى مجموعة تسمى "تيتانوسورز" ضمّت أكبر حيوانات برية عاشت على الأرض، ويتميز بطول العنق، فضلًا عن وجود رقائق عظمية في تكوين الجلد، ورغم أنه يعد هذا الكشف هو السادس في جمهورية مصر العربية حتى الآن، فإنه الأول على الإطلاق الذي يكتشفه ويستخرجه باحثون جيولوجيون مصريون، بل يعد الأول في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، الذي يكتشفه علماء من الشرق الأوسط.
الأكثر بهجة وإدهاشًا فى هذا الخبر، هو أن الفريق الذى يقوده الدكتور هشام سلام، خريج جامعة أوكسفورد ومدير مركز جامعة المنصورة للحفريات الفقارية، مكون من 4 باحثات مصريات، تخرجن فى جامعات المنصورة وأسيوط، وأنهن عملن على المشروع لسنوات حتى انتهت رحلة البحث بفترة مدتها أكثر من ثلاثة أسابيع كاملة– حسب الصحف- قضينها فى صحراء مصر الغربية يستكشفن وينقّبن، ليزحن الستار عن هذا الكشف العلمى الضخم.
بالطبع هذا الخبر يُشعر أي مصري بالفخر، لكن أن يتضمن هذا الفريق الرائع عددًا من الشابات يزيد الشعور بالسعادة بشكل خاص، بل إن هؤلاء الفتيات المجتهدات أتين من جامعات بعيدة عن العاصمة والأضواء، وكسرن القاعدة السائدة والاعتقاد بأن نساء الصعيد بعيدات عن التحقق والنجاح، وحققن هذا الكشف العلمى بهذا الحجم، واختارن أن يطلقن على الهيكل الجديد اسم منصوراصورس، وهو الاسم المستوحَى من اسم جامعة المنصورة التى استضافت وأنفقت على البحث العلمى.
تعود أهمية الكشف إلى أن البقايا المتحجرة لحفريات الديناصور العُشبي التي اكتشفها الفريق، تعد دليلًا علميًّا على الاتصال الجيولوجى بين قارتى إفريقيا وأوروبا فى الحقبة الزمنية التى عاش فيها منصوراصورس.
بالطبع تناولت كل الدوريات العلمية المرموقة والجهات البحثية حول العالم، هذا الكشف العلمى، ووجد الاكتشاف حفاوة شعبية بين الشباب والشابات، الذين اعتادوا أن يحقق مثلَ هذه الكشوف العظيمة فِرقٌ أجنبية من العلماء المدجّجين بالمُعدات الحديثة والأموال التى تنفقها الجهات البحثية الغربية على هذا النوع من الأبحاث الجيولوجية.
وختامًا فإنني أود أن أثني على روح التحدي لهذا الفريق الذي أصر على اكتشاف منصوراصورس واستخراجه، رغم ضعف الإمكانات والموارد المتاحة، وهو الأمر الذي يُلزمنا جميعُا بأن نحييهم على الشجاعة والإصرار والعزيمة، وإذ أنتهز هذه الفرصة لأدعو كل مؤسسات الدولة المصرية العلمية والبحثية والإعلامية إلى تكريم الفريق واكتشافه العلمى المذهل، هذا الفريق درس مهم يجب أن نعلمه لكل أبناء الدولة المصرية فى جميع المراحل الدراسية والجامعات.