البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

سعد زغلول.. زعيم لم يختلف عليه أحد

سعد زغلول
سعد زغلول

في مثل هذا اليوم من عام 1924، شكّل سعد باشا زغلول، أول وزارة يرأسها مصري من أصول ريفية، وسميت بـ"وزارة الشعب"، وفي تاريخ مصر لم يحظ زعيم مصري بشعبية كالتي حظي بها سعد زغلول، حتى لقب بـ"زعيم الأمة"، وأطلق على بيته "بيت الأمة"، وعلى زوجته صفية أم المصريين.

ولد سعد في قرية إبيانة التابعة لمحافظة الغربية، وكان والده رئيس مشيخة القرية، وتوفي وعمره خمس سنوات، فنشأ يتيمًا هو وأخوه أحمد فتحي زغلول، وتلقى تعليمه في كتاب القرية فحفظ القرآن الكريم، ثم رحل إلى القاهرة سنة 1873، والتحق بالأزهر، وألف أثناء دراسته كتابًا صغيرًا في فقه الشافعية، وتأثر أثناء هذه الفترة بالشيخ جمال الدين الأفغاني، والإمام محمد عبده، إذ كان صديقًا له، رغم العشر سنوات التي كانت تفصل بينهما في العمر.

شارك سعد في الثورة العرابية، فتعرض للاضطهاد، وتم رفده من عمله، فاشتغل بالمحاماة وذاع صيته بها، حتى صار من أعلامها المعروفين، وكان له نشاط بارز في الحياة السياسية المصرية، وربطته بعض العلاقات بزعماء مصر، واللورد كرومر - المعتمد السامي البريطاني في مصر -، اختير سعد ناظرًا "وزيرًا" للمعارف في نوفمبر 1906، فكانت له إسهامات وبصمات واضحة في العملية التعليمية.

وفي فبراير 1910 عين ناظرًا للحقانية، وعندما كان وكيلًا للجمعية التشريعية كان معارضًا بارزًا للسياسة الإنجليزية.

برز سعد زغلول كزعيم للأمة المصرية مع انتهاء الحرب العالمية الأولى، إذ طالب بتشكيل وفد من المصريين لحضور مؤتمر الصلح، فرفضت سلطات الاحتلال البريطاني ذلك واعتقلته ونفته إلى خارج البلاد، وكان ذلك سببًا في إشعال ثورة 1919 في مارس 1919 التي تعد أول ثورة شعبية بعد الحرب العالمية الأولى، أجبرت الثورة الشعبية الاحتلال الإنجليزي على الإفراج عن سعد وصحبه، ثم جرت انتخابات تشريعية، فاز فيها مرشحو سعد بغالبية مقاعد البرلمان، وشكل سعد الوزارة التي تعد أول وزارة شعبية في مصر، وتوالت أدوار سعد في الحياة السياسية المصرية، وتعمقت زعامته للشعب المصري رغم تعرضه لمحاولة اغتيال من منافسيه، وأسس زغلول حزب الوفد نسبة إلي الوفد المصري الذي سعي لتشكيله.

توفى سعد زغلول في 23 أغسطس 1927، ودفن في ضريح سعد الذى شيد عام 1931 ليدفن فيه زعيم الأمة وقائد ثوره 1919 ضد الاحتلال الانجليزي وخلفه في رئاسة الوفد مصطفي النحاس.