ممدوح النابي: صبري موسى تنبأ بظهور داعش

"هل كان الكاتب صبري موسى وهو يفتتح روايته "السِّيد من حقل السبانخ" 1982، التي تمّ تصنيفها على أنّها من روايات الخيال العلمي، بهذا المفتتح “نحن البشر نَمرُّ الآن بوضع شبيه بإنسان ما قبل التاريخ، عندما فتح عينيه منذ أكثر من خمسة آلاف سنة، على دنيا جديدة تمامًا” يرتدي قناع كاهنٍ يتحدّث بصوته عن نبوءة مستقبليّة، يصف لنا عبرها مآلنا في ظل وصول جحافل داعش ودهسها للأخضر واليابس بعد استيلائها على كثير من المدن، أمّ روائيًا يعمد إلى الخيال، ومن ثمّ هي رؤية الفنان التي قد تتحقق، رغم أن سياق روايته يتحدّث عن التكنولوجيا وتأثيرها المفرط"
هكذا بدأ ممدوح فراج النابي مقاله الذي كتبه عن تلك الفنون التي تميز بها الكاتب الراحل صبري موسى ومواهبه المتعددة، النابي في مقاله الذي كتبه في 2015 انتبه إلى الهزائم التي لحقت شخوص وأبطال قصص صبري موسى " نهزم نيكولا في الجبل، الذي قهره وأخذ منه سبائك الذهب، لكن الجبل في النهاية حل عليه، فانتهى وليمة هو وابنته وحفيده لطيور الجبل وحيواناته. والبطل في “حادث النصف متر”، يقرر الاستسلام للهزيمة ويتخلى عن حبيبته لذلك الذي “طلب منه أن يبتعد عنها لأنه سيتزوجها” ولا يجد العزاء إلا في معاقرة الخمر، والتلذذ بكلمات عزاء أصدقائه، والبطل في السيد من حقل السّبانخ” يتخلى عن حياته الهانئة في سبيل الحرية، وفي النهاية تنتصر المادة عليه" ليستخلص أن تلك الهزائم هي الرؤية التشاؤمية التي تغلف صورة العالم المتقدم تكنولوجيا وعلميا العاجز عن تضميد جراحه.
يذكر أنه قد رحل عن عالمنا الكاتب صبري موسى صباح الخميس عن عمر يناهز ال85 بعد معاناة مع المرض.