"فتاة الورود" تهزم الحزن والفراق
مشاعر الصدمة والحزن والخيبة والوحدة والفراق، تغلب فى كثير فى الأحيان على الأفراد عندما يفقدون عزيزا لديهم فمبالكم هذا الفقدان عندما يتأثر به الأطفال الصغار الذين لا يعرفون عن عالمنا سوى الحب والعائلة واللعب.
بابتسامة هادئة رقيقة وسماعات صغيرة حول الأذن وورود تغلب عليها الصفاء واللمعان فى جو يغلب عليه الغيوم والسماء التى تندع بقطرات الندى ركبت الطفلة ملك عبدالرازق إحدى عربات المترو بصحبة والدتها وأختها الصغيرة حبيبة كانت ملك تحمل بين يديها الصغيره «اصيص» من الورود الصفراء وأخر من الريحان ويبدو عليها الخوف على ورودها بسبب ازدحام المترو.
وبكلمات قليلة وبصوت خافت قالت لوالدتها: «احذرى من أن تتساقط أوراق الورود» وفى تلك اللحظة قامت الأم ببث الطمأنينة فى نفس فتاتها الصغيرة وقامت والدتها بحمل «الاصيصين» منها حتى ترضى ابنتها عاشقة الورود.
وعند سؤال والدتها عن سبب الاهتمام الغريب من تلك الصغيرة بالورود قالت: ورثت ابنتى ملك حب الورود عن والدها الذى رحل عن دنيانا منذ عدة سنوات وهى لا تفوت أى خروجة إلا وتطلب منى أن نقوم بشراء الورود والازهار كما أنها تضعها فى غرفتها الملحقة بشرفة تدخل إليها الشمس وتقوم كل يوم بالاهتمام بنظافة ورودها وغرفتها أكثر من اهتمامها بتناولها لطعامها أو أن شراءها للحلويات مثل أقرانها من الأطفال.
وتكمل والدتها أن تلك الورود تنشر فى الشقة الروائح الجميلة التى تنسينا فى بعض الأوقات هموم الحياة كما أننا عندما نسافر ونعود رلى البيت فإننا نجد الروائح الجميلة التى تملأ المكان.
وأضافت والدتها أنها عندما تفرح ملك بورودها فإن تلك الفرحة تظهر وتسعد من حولها وعندما تحزن يظهر على وجهها مثلما يخفى الربيع آثار الخريف.
ولفت انتباهنا أن تلك الطفلة الجميلة التى ما زالت فى الصف السادس الابتدائى تهوى الاستماع إلى أغانى الفنان جورج وسوف والفنان مصطفى كامل.