وزير الثقافة: إحسان عبدالقدوس كان سابقًا لعصره ومجتمعه

اعتبر حلمي النمنم، وزير الثقافة، أن الكاتب والأديب الراحل إحسان عبد القدوس، كان سابقًا لزمانه ومتقدمًا على مجتمعه؛ مثل كثير من كبار الأدباء والمفكرين، كرفاعة الطهطاوي، وقاسم أمين، ونجيب محفوظ، وطه حسين، مشيرًا إلى أن هؤلاء جميعًا تعرضوا للنقد الشديد من الأصوات المحافظة في المجتمع.

جاء ذلك في كلمته، خلال حفل تكريم الفائزين في مسابقة "إحسان عبد القدوس"، في مجالات الرواية والقصة القصيرة والنقد الأدبي، الذي أقيم مساء الجمعة بالمسرح الصغير بدار الأوبرا المصرية، بحضور جمع كبير من المثقفين ومحبي الكاتب الراحل وابنيه أحمد ومحمد عبد القدوس.

وأضاف وزير الثقافة، أن الدولة في عهد الزعيم الراحل جمال عبد الناصر أنصفت إحسان عبد القدوس عندما حولت روايته "أنف وثلاث عيون"، إلى مسلسل إذاعي؛ فيما كان مجلس الأمة وقتها يطالب بمحاكمة الكاتب؛ بسبب هذه الرواية، مشيرًا إلى أن الأديب طه حسين تعرض لموقف مماثل حيث طالب مجلس الأمة بمحاكمته بزعم أن دعوته إلى مجانية التعليم ستفسد التعليم ورد عليهم الزعيم جمال عبد الناصر بإصدار قراره التاريخي بمجانية التعليم. 

وأكد النمنم، أن إحسان عبد القدوس، كان صحفيًا حرًا وكاتبًا جريئًا، وصاحب رسالة ومواقف قوية ودور حضاري، سواء قبل ثورة 1952 أو في أعقابها.

وأعرب عن استعداد وزارة الثقافة ممثلة في الهيئة العامة للكتاب؛ لنشر الأعمال الفائزة بالمسابقة، سواء في مجال الرواية أو القصة القصيرة، معربًا عن أمله في أن تتيح المسابقة فرصة أكبر للأجيال الناشئة من المبدعين والشباب، مثلما كان يفعل الأديب الراحل، الذي كان يفتح قلبه ومجلته للمبدعين الجدد.

من جانبه، قال الأديب والناقد الدكتور يوسف نوفل، المشرف العام على المسابقة، إن عدد المتقدمين للمسابقة هذا العام بلغ 89 في مقابل 46 العام الماضي، وأضاف أن نظرة إحسان عبد القدوس للمرأة، لا يجب أن تنعزل عن الحركة النسائية المحلية والعالمية، مشيرًا إلى أن هذا الجيل من الأدباء العظماء شهد مخاضًا سياسيًا، ومجابهات مريرة مع الاستعمار والجهل والتخلف.