البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

اللواء محمد نورالدين مساعد وزير الداخلية الأسبق: "عبدالرحيم علي" لم يتلون وساهم في فضح الجماعات الإرهابية.. الأسلحة انتشرت في مصر أيام حكم الإخوان

اللواء محمد نورالدين
اللواء محمد نورالدين مساعد وزير الداخلية الأسبق

-السادات سبب انتشار الجماعات الإسلامية
- الداخلية تقدم كل التسهيلات لأسر الشهداء وتوفر وظائف لعائل كل منها
- الداخلية لا تحمى هاربًا من العدالة وما تردد عن العادلى شائعات
-عبدالغفار أفضل وزير داخلية ولا يتستر على أى شرطى مقصر فى عمله
كشف اللواء محمد نور الدين، مساعد وزير الداخلية الأسبق، أن ما يحدث فى مصر الآن من أحداث إرهابية بأماكن متفرقة، بدءًا من استهداف مطار العريش وحتى أحداث بنى سويف، هو نتاج طبيعى لموقف مصر المضاد لقرار الرئيس الأمريكى «دونالد ترامب» الذى اعترف خلاله بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية. 
وأكد «نور الدين» فى حواره لـ«البوابة نيوز» أن معدلات الجريمة فى مصر ارتفعت بشكل ملحوظ منذ أحداث يناير 2011، كما أجاب عن عدد من الاستفهامات حول سر انتشار الجماعات المسلحة فى مصر وتاريخ نشأتها.. والى نص الحوار:

■ فى رأيك هل تطورت الجريمة فى مصر بعد ثورة يناير؟
- نعم تطورت كثيرًا، وازداد انتشار السلاح بمختلف أنواعه نتيجة حكم الإخوان المسلمين وتوريطهم للبلد فى التعاون مع قطر وتركيا الموالين للجماعات الإرهابية وتزويدهم بأحدث الأسلحة والأموال.

■ كيف نشأت الجماعات الإرهابية فى مصر؟

- الإرهاب فى محافظات مصر ظهر مع بدايات الإرهابى عمرعبدالرحمن بالفيوم، الذى دمر المحافظة هناك بنشر الفكر الإرهابى، ثم انتقلت الجماعات إلى بنى سويف حيث كان يستغل الإخوان فقر أهالى المحافظتين، ثم انتقلت الجماعات إلى عين شمس والعمرانية والكُنيسة، وبعد التمويل القطرى والتركى، تواجد الإرهابيون فى التجمع، بالإضافة إلى ظهور جماعة الشوقيين فى الفيوم، وكانوا متشددين بالفكر المتطرف ضد الأقباط، وقد التقيت أحد الشوقيين المسجونين «صاحب نظرية الاستحلال» وذلك فى عهد مبارك، وكان يتحدث عن الأقباط وكأنهم صهاينة، وحاول إقناعى بأن أموال الأقباط غنيمة.
وفى رأيى يعتبر الرئيس السادات سبب انتشار الجماعات الاسلامية، عندما حاول ضرب اليساريين والشيوعيين بالإسلاميين فأطلق سراح أعضاء الإخوان.
رغم أنه كان من أذكى رؤساء مصر، وكانت له مقولة شهيرة وهى جميع التنظيمات الإرهابية تخرج من عباءة الإخوان المسلمين.



■ هل تغيرت العلاقة بين الشرطة والشعب بعد مذبحة كرداسة؟
- الشعب المصرى شعب طيب بطبعه، وأهالى كرداسة ليست المرة الأولى التى يقومون فيها بمذابح ضد الشرطة، لأنهم سبق وافتعلوا مجازر فى عهد عبدالناصر، ولم تتم السيطرة على الوضع إلا بالشرطة العسكرية.

■ ماذا تقدم الداخلية لأسر الشهداء بعد فقدهم ذويهم؟
- الداخلية تقدم كل التسهيلات لأسر الشهداء، وتوفر وظائف لعائل كل أسرة، ومعاشات وتكرمهم أيضا، رغم أن وزارة الداخلية تعانى من مشاكل اقتصادية.

■ فى رأيك كيف تثأر الدولة للشهداء وأسرهم من الإرهابيين؟

- لابد من تعديل قانون الإجراءات الجنائية، ومحاكمة الإرهابيين بسرعة، فالعدالة البطيئة ظلم سريع، وتعجبت من عدم محاكمة حبارة عسكريا وغيره من قيادات الجماعة الإرهابية الذين استمرت محاكمتهم منذ ٤ سنوات، ونرى دولة مثل الأردن الشقيق حاكمت قاتل صاحب الصور المسيئة للرسول، وصدر ضده الحكم بالإعدام، وتم نقض الحكم، ثم تأييد وتنفيذ الإعدام فى شهرين، وهذا مثال للأحكام الرادعة الناجزة ضد المتهمين ورادعة لمن يحاول تكرار نفس الجريمة.




■ يحاول البعض نسب الخطأ لوزير الداخلية.. فما رأيك؟
- وزير الداخلية الحالى من أفضل وزراء الداخلية فى مصر على الإطلاق، بعد الوزير زكى بدر، حيث إنه لا يتستر على المقصرين ولايسمح بأى تجاوز.

■ من خلال عملك فى إدارة السجون كيف تقيم حال السجون المصرية؟
- السجون طول عمرها صداع، وطالبنا بإنشاء سجون جديدة، بسبب كثرة النزلاء، ولكن ميزانية الدولة تعجز عن ذلك.




■ كيف يتم رعاية الأحداث فى مصر ؟
- الأحداث فى مصر كارثة كبرى، حيث إن المؤسسة العقابية للأحداث هى مؤسسة واحدة فى مصر كلها، وتتضمن ٧٥٠ فردا من جميع المحافظات، وهى بذلك مؤسسة عقابية، تعاقب أهل الحدث وليس الحدث نفسه، فالحدث ابن محافظة قنا تعانى أسرته أشد المعاناة عند زيارته.
وأثناء عملى بالأحداث، ضبطنا الأخصائيين يبيعون المخدرات للأحداث ويحدث حتى الآن، والأزمة الكبرى فى إدارة المؤسسة العقابية للأحداث، هى الشراكة فى الإدارة بين الشئون الاجتماعية والشرطة، فكلما حاولنا كشف أوجه القصور، تتهمنا الشئون بالظلم.

■ ما رأيك فى دور الإعلام وتعاونه مع مؤسسات الدولة فى مواجهة الإرهاب؟
- الإعلام مقصر جدًا فى تعاونه فى القضاء على الإرهاب، والإعلامى الوحيد الذى قام بدور حيوى فى مواجهة الإرهاب متعاونا مع الجيش والشرطة المصرية هو الدكتور عبدالرحيم على، فمنذ تقديمه برنامج الصندوق الأسود، وبذل مجهودًا كبيرًا فى فضح العملاء وأعداء الوطن، وهو يدفع الثمن من حياته الأسرية بالطبع.



ويعتبر عبدالرحيم على رجلا وطنيا غير متلوث ومواقفه لا تتغير، ولا أحد يستطيع المزايدة عليه، فهو لايقارن بغيره من المتجاهرين بالعداء للنظام، فضلا عن كونه نائبًا محبوبًا بين أهالى دائرته.
وأنا كنت من أكثر المشجعين لنشرالتسجيلات، وكان من أهم العوامل الفاضحة للجماعات الإرهابية، أما من يتشدق بأن التسجيلات غير قانونية، فليس عبدالرحيم على الذى قام بتسجيلها، فضلا عن أنهم جماعة يشكلون خطرا على مصر، وفضحهم واجب.

■ بمناسبة التسجيلات التى تقوم بها الأجهزة الأمنية هل تشكل قلقا على قيادات الأمن أنفسهم؟
- لا أبدا لاتشكل قلقا، فقيادات الأمن فى مصر يدركون مسئوليتهم جيدا، وطالما ارتضينا أن نكون شخصيات عامة، فنحن عراة أمام ١٠٠ مليون مصرى ولا نخشى شيئا.
ومثلما قال زكى بدر، إللى خايف من التسجيلات مايهجصش فى التليفون.



■ من بين أعضاء الجماعات الإرهابية هل كان بينهم عملاء للأمن قبل سقوطهم؟
- صفوت حجازى وعصام سلطان كانا مجندين ومرشدين لأمن الدولة، وحجازى كان مرشدا مقابل السماح له بالعمل إماما لمسجد غنيم بالجيزة، المسجد الذى كان يصلى به عبود الزمر.
وصفوت حجازى ذكر أمام أمن الدولة أنه كان رجلا لهم، وعرض أن يحكى كل تفاصيل الإخوان وخططهم، مقابل إطلاق سراحه، وقال بالتحديد «بناقص صفوت وأحكى لكم كل حاجة» وأشهد عليهم كمان.

■ هل تتذكر أصعب المواقف التى واجهتك فى عهد حبيب العادلى؟
- أنا ظلمت فى عهد العادلى، ولم أحصل على حقى وعملت بالداخلية حتى بلوغ الـ ٦٠عاما، وحتى إحالتى للمعاش ولم أدخل المجلس الأعلى للشرطة، وكان لى الحق منذ بلوغى ٤٥ عامًا،
كما أن قانون الشرطة يجيز للوزير مد الخدمة للمتقاعد ٣ سنوات فقط، ولرئيس الجمهورية مد سنتين، وكان هناك أحد القيادات تم التجديد له ٧ سنوات بالمخالفة للقانون، بسبب عمله كمدير شئون الضباط.


■ كيف تواجه وزارة الداخلية العجز فى نقص الضباط بمديريات الأمن ؟ وهل شروط الالتحاق بأكاديمية الشرطة السبب فى نقص الضباط؟
- فعلا مديريات الأمن على مستوى مصر تعانى من نقص فى الضباط، ولكن ليس لشروط الالتحاق بالكلية علاقة بذلك، حيث إن هناك مناصب معينة لابد من توافر شروط معينة فى الملتحقين بها، وكل وظيفة لها مواصفات معينة، وضابط الشرطة لابد أن يكون شخصًا سويا نفسيا، فلا يصلح ابن البواب مثلا لتولى مناصب فى الشرطة أو القضاء أو القوات المسلحة حتى لو كان من أوائل الثانوية العامة، أو حاصلا على ١٠٠٪ فى الثانوية العامة.
ولكن لمواجهة العجز فى نقص الضباط، لابد أن يؤدى الضباط عملهم الحقيقى بمحاربة الجريمة، ولكن فى مصر جميع الضباط يتركون عملهم الأساسى ويعملون فى الملف السياسى، ومأموريات محاربة الإرهابيين وبذلك يغيب ضابط المباحث عن مهمته الأساسية.

■ كيف تواجه وزارة الداخلية العمليات الإرهابية غير المتوقعة آليًا؟
- لن تستطيع الداخلية مواجهة الجريمة عموما، والإرهاب خاصة إلا باستخدام نظام كاميرات كامل، فلابد من وضع كاميرات بالشوارع وعلى أقسام الشرطة، ومديريات الأمن، ففى لندن يتم استخدام كاميرات منع الجريمة وليس كشف الجريمة، وتلك الكاميرات يتم تزويدها ببرامج كمبيوتر، ولها غرفة عمليات صغيرة، بها فنى ورجل شرطة، وتجاورها غرفة بها فريق مدرب علي أعلى تدريب ومستعد لأى تحرك بناء على مراقبة أى جسم غريب فى الشوارع.


■ لماذا تركت وزارة الداخلية الأبنية الشرطية التى تم تدميرها فى أحداث الثورة دون ترميم حتى الآن؟
- تحدثت فى هذا الأمر مع مسئولين بالوزارة، وكذا تحدثت مع وزير العدل السابق المستشار أحمد الزند فى أمر مجمع المحاكم لوجوده وسط البلد، وهو منظر قبيح وأخبرونى بأن المانع هو نقص الميزانية، ولدينا أكثر من مائة قسم شرطة تم تدميره فى أحداث يناير، بالإضافة للمنشآت التى تم حرقها فى أحداث فض رابعة والنهضة، وقد أخبرنى الزند بأن مجمع المحاكم تم استدعاء لجنة من كلية الهندسة بجامعة القاهرة لمعاينته وترميمه، ولكن تقرير اللجنة أكد أن المبنى لا يصلح للترميم نهائيا، ولابد من إعادة إنشائه من جديد وهذا يتكلف ملايين الجنيهات، وليس هناك ميزانية.

■ كيف يؤثر سقوط شهداء من ضباط الشرطة على الروح المعنوية لزملائهم من الضباط؟
- سقوط الشهداء من الشرطة ضباطا وأفرادا يزيد حماس الضباط فى الثأر لزملائهم، وملاحقة المجرمين الإرهابيين، كما أن ضباط الشرطة هم الذين يطلبون نقل خدمتهم إلى سيناء للثأر لزملائهم وأوطانهم.


■ كلمة توجهها لأبنائك من ضباط الداخلية؟
- ضربتم أروع مثل للوطنية مع أشقائكم بالقوات المسلحة وكنتم من ينطبق عليه قول المولى عز وجل «من المؤمنين رجال صدقو ماعاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر ومابدلوا تبديلا».
ونحتسب شهداءنا فى الفردوس الأعلى من الجنة ونشد من أزر مصابينا لكى يكملوا مهمة الدفاع عن الوطن ونحافظ على أرواحنا المعنوية وهاماتنا عالية فى عنان السماء.

وقال أن الداخلية أبدا لن تحمى هاربًا من العدالة، والإشاعات كثيرة ولحقت بتلك القضية، وقيل إنه سافر للسعودية، وكلها إشاعات كاذبة وكلام فارغ، لأن العادلى كان هاربا داخل البلاد، ومصر دولة كبيرة وبها مناطق كثيرة غير معروفة وحدودها كبيرة.
كما أن العادلى وجه معروف، ورجل يقترب عمره من ٨٠ عاما ولا يتحمل «البهدلة» بعد إجرائه عملية القلب المفتوح، كما أن الحكم ضده ليس نهائيا، وسبق وحصل على المؤبد فى قتل المتظاهرين وبرأته النقض.
كما أن هناك الآلاف من الهاربين من تنفيذ الأحكام والإرهابيين الهاربين داخل مصر، وعلى رأسهم القيادى محمود عزت القائم بأعمال مرشد الجماعة الإرهابي، فهو هارب داخل مصر وليس خارجها.