البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

عاطف الطيب.. مخرج الغلابة

عاطف الطيب
عاطف الطيب

عاش حياته ضد الحكومة، بعدما عشق فوق هضبة الهرم، ليقضي حياته متجولا سائقا للأتوبيس، ويرحل بعدما أخرج للفقير، والمواطن المطحون، ويعارض الحكومة، المخرج عاطف الطيب قضي حياته بين زنازين الشعب وهمومه فاخرج 21 فيلما فى 15 سنة، كل أعماله تتحدث عن متاعب المواطن.
ولد جيفارا السينما المصرية في 26 ديسمبر عام 1947، وحصل على دبلوم المعهد العالي للسينما - قسم الإخراج عام 1970، بدأ حياته الفنية مخرجًا للأفلام التسجيلية في عام 1972، ثم عمل مساعدًا للمخرج شادي عبد السلام في فيلم "جيوش الشمس" ومع المخرج مدحت بكير في فيلم "ابتسامة واحدة لا تكفي".
على الرغم من السنوات القليلة التي قضاها "عاطف الطيب" في السينما المصرية "82 ـ 95" إلا أن هذه الفترة القليلة كانت كفيلة بالتأثير الكبير الذي تركه علي السينما بالأفلام المتميزة التي قام بإخراجها، تلك الأفلام التي تناولت واقع المواطن المصري المأزوم والذي يعاني من قهر الظروف الاجتماعية والسياسية والاقتصادية مما يدفعه إلي البحث عن رد فعل مناسب لهذا القهر، ففي أقل من 15 عاما أخرج لنا “عاطف الطيب” 21 فيلما سينمائيا كلها أو الغالبية العظمي منها تسعي إلي الصدق في التعبير عن هذا المواطن وأيضا عرض الظروف المحيطة به.
ومن أهم افلامه "البرئ" حيث يرصد الفيلم حياة شابٍ فقيرٍ، يُدعى أحمد سبع الليل "أحمد زكي" بسبب ظروف معيشته القاسية لا يتمكن من تلقي تعليمه. 
على الرغم من أنه مباشر جدًا إلا أنه كان جريئا جدًا، ولقد تناول في طياته التحولات لشخصية البطل والتي جسدها أحمد زكي ببراعة بدءًا من استغلال النظام لجهله واستخدامه لمحاربة المثقفين وأصحاب الرأي مرورًا بإدراكه حقيقة أنه لا يحارب أعداء الوطن، وعلى الرغم من أن الطيب لم يكن من المخرجين الذين يهتمون بتفاصيل الكادر وحركة الكاميرا والممثل والأجواء الدرامية لكنه كان شديد التركيز على موضوعات أفلامه أكثر والتي كانت شديدة الواقعية مما جعله أحد رواد حركة الواقعية الجديدة في السينما المصرية برفقة داود عبد السيد ومحمد خان وشريف عرفه وغيرهم الذون أعادوا في تلك الفترة للسينما المصرية قيمتها بعد سيطرة سينما المقاولات في السبعينيات، ولقد كان هذا الفيلم الرائع ثمرة التعاون بين الطيب ووحيد حامد.
كان الموت أسرع من الطيب فى تحقيق حلمه، ليفاجئه في الثامنة والأربعين من عمره ليترك فيلمه الأخير "جبر الخواطر" قبل أن يكمله، بسبب وفاته في 23 يونيو 1995 بعد إجرائه عملية في القلب، وقام المونتير أحمد متولي بعملية مونتاج الفيلم منفردًا.