البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

حصاد 2017 "مصر تولد من جديد".. رئيس يبني ووطن ينهض

الرئيس عبدالفتاح
الرئيس عبدالفتاح السيسي

إنجازات على أرض الواقع بعيدا عن الحلم والوهم، شهدها عام 2017 فى مصر، فجعلت منه عاما استثنائيا، وحملت شهور العام ما بين بداياته ونهاياته تحديات وقرارات مصيرية وحاسمة فى تاريخ شعب مصر، وازدحمت صفحاته بسلسلة طويلة من المعارك المتلاحقة فى مواجهة الإرهاب وحماية تراب الوطن وتنميته، وشهد العام تسابقا محمودا بين الإنجاز والتنمية فى زمن قياسى، كما شهد آلام المخاض التى تسبق ميلاد مصر جديدة، بعد فترة اختبار قاسية وتحد تاريخى غير مسبوقين٠
وأثبتت عبقرية المكان وعبقرية الزمان، ودعم المصريين لبلدهم إصرارهم على النجاح، وأنهم قادرون على المواجهة وعبور الصعاب بتعب وتضحية، حيث يجسد البناء والتنمية مخزون المشاعر الوطنية الخفى فى وجدانهم والضارب فى أعماق التاريخ بجذوره غير القابلة للاقتلاع فى الوعى الجمعى للمصريين الوطنيين.
بجهد رئيس يبنى ويعمل على إنقاذ وطن، ووطن ينهض بإرادة أبنائه، سيأخذ التاريخ مجراه وستنتصر الإرادة الحرة للمصريين، فمصر هى وطن كل المصريين الشرفاء المنتمين إليها المحبين لترابها المخلدين لتاريخها وحضارتها، ولا مكان للخونة فيها، ولن يستطيع الأعداء إسقاطها أو ربطها بذيل جماعات لا تعرف للأوطان حبا.
عاما يستعد للرحيل دخلت مصر فيه مرحلة جديدة حاسمة من مراحل إعادة بناء شاملة، استنادًا على التأسيس الذى تحقق لدولة وطنية عصرية تلتزم بمبادئ الحكم الرشيد والسيادة الوطنية الحرة، ودشّنت مصر خلال عام ٢٠١٧ حلقة جديدة حاسمة فى تاريخها عن طريق تبنى أجندة تقدمية تخاطب تغييرات العصر، وتعتمد على الحكم الرشيد واحترام حقوق الإنسان ومحاربة الفساد والمحاسبة والشفافية، وإرادة شعب صلبة وتمنح مصر صك الثبات فى عالم متغير بزخم لا يقل فى تأثيره عن دور مصر وثقلها على الصعيد المحلى والإقليمى والدولي.
وبنهاية العام تكون مصر على مشارف السنة الرابعة من ولاية الرئيس عبد الفتاح السيسى مسجلا له التحامه بمشاكل المواطنين وعيشه ببساطتهم، رئيس يتحاور بصدق وشفافيه مع المصريين ويؤمن بتمكين الشباب، ويعطى اهتماما كبيرا للمرأة للحصول على حقوقها والمكانة التى تستحقها، مرت أربع سنوات من الولاية الدستورية الأولى للرئيس حققت خلالها السياسة الخارجية المصرية العديد من النجاحات فى وجه الضغوط والتحديات الكبرى وفى مقدمتها الإرهاب الممول والمدعوم من الخارج وتهديدات مستمرة لمصر على كافة الاتجاهات الاستراتيجية للدولة.
وشهد عام ٢٠١٧ استمرار حفاظ مصر على استقلال قرارها، وعلى الثوابت الوطنية القومية لسياستها الخارجية، وازدادت قوة العلاقات مع القوى الدولية، ولم تنس مصر مواقف الأشقاء ولا طعنات الغادرين، فكانت عودة الريادة العربية لها واستعادتها المكانة العربية والعالمية، كما شهد العام تحولًا مهمًا في ملف العلاقات الخارجية لمصر، وأعاد رسم خارطة علاقاتها الخارجية على أساس من المصالح العليا وبما يحفظ هويتها ويضمن عروبتها، واستقلال قرارها.
وتعديل مسار العلاقات الخارجية لأفاق أرحب أتاح علاقات ندية مع الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا، وعلاقات دافئة مع روسيا والصين واليابان وكوريا، وعلاقات وطيدة مع الإمارات وشراكة حقيقية مع السعودية، والعودة إلى أحضان القارة السمراء وانتهاء سنوات من الإهمال، وتعاون ثنائى مع الأشقاء الأفارقة كان دافعا قويا لعودة مصر إلى الاتحاد الأفريقى بعد فترة مؤقتة من تجميد عضويتها، وأكثر من ١٢ زيارة رئاسية أنهت عقود التجاهل وترجمت رؤية مصر نحو قارتها وصححت المسار وأعادت جسور التواصل، وحرص الرئيس على المشاركة فى أعمال جميع القمم الأفريقية، ومد يد العون للأشقاء للاستثمار فى المستقبل 
زحمة الأحداث خلال عام ٢٠١٧ شهدت تسابقا بين معدلات التنمية المستدامة والعمليات الإرهابية، فى معركة فاصلة تخوضها مصر، ومن ورائها قوات الجيش والشرطة وكافة أجهزة الدولة، وإرهاب للعقول يحاربه الرئيس السيسي بالتشديد على حتمية تجديد الخطاب الديني، وإصداره لقرارات إنشاء الهيئتين الوطنيتين للصحافة والإعلام لتصحيح مسار الإعلام، ومواجهة الأكاذيب والشائعات ومحاولات إشعال فتيل التشكيك والإحباط وبث الفرقة بين أركان الدولة والشعب للحفاظ على وحدة المصريين والتوافق والاتفاق بين فئات الشعب بجناحى الأمة المسلم والمسيحي، والاتحاد الحقيقى والانصهار الإنسانى الذى تتميز به مصر من قديم الأزل.
قرار تعويم الجنيه أثبت أن السيسي مقاتل يواجه التحديات الاقتصادية بشجاعة بسلاح الإصلاح الإقتصادى الجاد وهو الخيار الصعب لمستقبل أفضل، حيث لم يكن هناك حل آخر غير التعاطي مع برامج صندوق النقد الدولى للإصلاح الإقتصادي، أو ما شبهه الرئيس بالعلاج المر الذى لم يكن لابد منه.
والمشروعات القومية الكبرى والتحول الاقتصادى وضربات الدولة ضد الفساد، كانت أبرز سمات عام ٢٠١٧، وآخرها كانت افتتاح أنفاق الخير التى تنقل التنمية إلى أرض الفيروز عبر أنفاق الإسماعيلية أسفل قناة السويس بمدينة الإسماعيلية لربط سيناء بالوطن الأم، وعاصمة إدارية جديدة تعمر صحراء مصر وتخلخل التكدس الذي تعاني منه القاهرة، وتدفق الخير من حقلى ظهر ونورس للغاز الطبيعى بما يسمح بدخوله لمدن الصعيد، وافتتاح المرحلة الأولى من بركة غليون للاستزراع السمكي الذى يوفر ١٠ آلاف فرصة عمل للشباب في مشروعات الاستزراع السمكي، وإقامة ١٠٠ ألف صوبة زراعية في حلايب وشلاتين وسيناء ومحافظات الصعيد.
وتحول كبير في سياسات دعم الفقراء ومحدودي الدخل، وتنمية اجتماعية بدأت عقب ثورة ٣٠ يونيو وتعاظمت في عام ٢٠١٧ على محاور عمل 3 فى برامج الحماية الاجتماعية وزيادة مخصصاتها من ٨ مليارات جنيه إلى 15.5 مليار، و٧ مليارات لبرنامج تكافل وكرامة، و٤٠٠ مليون جنية للرعاية والتنمية الاجتماعية للأطفال بلا مأوى، وتوفير ١٦٩ مليونا و٧٩٢ ألف جنيه بالتعاون مع القطاع الخاص وصندوق تحيا مصر لتنفيذ برنامج تدريبهم فى مؤسسات الرعاية الاجتماعية وتوظيف الخدمة العامة.
وشهد العام أيضا استمرار مبادرة مسكن مناسب لكل مواطن، واستمرار وضع العشوائيات على خطى التطوير بموازنة من صندوق تطوير العشوائيات خلال عام ( ٢٠١٧/٢٩١٦ ) قدرها حوالى مليار ونصف المليار،، وأحدث مشروعات التطوير فى القاهرة تضمنت بناء ٤٠ ألف وحدة سكنية فى ثلاث مناطق لإقامة مجتمعات عمرانية متكاملة لسكان المناطق المتدهورة، وفى المقدمة يقف حى الأسمرات باعتباره تجربة ناجحة ونموذجا يحتذى به.
وتم استكمال العمل فى تنفيذ الشبكة القومية للطرق بتكلفة تصل إلى ١٠٠ مليار جنية، ورسم خريطة استراتيجية خاصة بالطرق الموجودة فى الصعيد، وفى شهر يوليو الماضى بدأت المرحلة الثالثة من المشروع القومى للطرق فى الصعيد لاعادة الروح التجارية الصناعية والسياحية للجنوب بتكلفة مقدارها ١٣ مليار جنية، وسيتم الإنتهاء منها فى ثلاث سنوات، كما بلغت فاتورة شبكة الطرف ١٠٠ مليار جنية فى ٣ سنوات، منها ٢٢٢ كيلومتر طرق جارى تنفيذها بالجنوب، و٤٤٥ كيلو مترا تم الانتهاء منها، بالإضافة إلى ١،٧ مليار جنية لتطوير الطرق القديمة.
منظومة متكاملة للرعاية الصحية توجت عام ٢٠١٧ قبل رحيله بإقرار البرلمان المصرى لقانون التأمين الصحي ليشمل جميع المصريين، وطفرات يحملها فى التأمين الصحى على الفلاحين وعمال الزراعة التعاقدية وغيرهم، وملحمة التصدى لفيروس سى الذى نهش أكباد المصريين عقودا طويلة، انجازان يستحق أن يفخر به عام ٢٠١٧، حيث كانت مصر تمثل أعلى نسبة إصابة فى العالم بهذا المرض، وحاليا تم علاج مليون و٢٠٠ ألف مريض من إجمالى ٥ ملايين مصاب، وبنهاية العام القادم ستصل نسبة الإصابة إلى النسب العالمية وهى ١% وذلك بتضافر الجهود بين الجهات المهنية المختلفة.
إنجاز جديد فى مشروع المليون ونصف مليون فدان باكورة النهضة الزراعية التنموية الشاملة، وبوابة مصر الخضراء للتنمية الزراعية، والمشروع فكرة الرئيس السيسى الذى استهدف إيجاد مجتمعات عمرانية جديدة، كما حظى الفقراء ومحدودو الدخل فى العام الحالى بزيادة كبيرة فى مخصصات دعم السلع التموينية التى تجاوزت ١٤٠%، حرصا على التخفيف عن البسطاء فى كافة المحافظات.
وفي مجال التعليم سعت مصر خلال هذا العام للارتقاء بمستوى التعليم العام والجامعى باعتباره أمنا قوميا لمصر، والارتقاء يعنى رفع مستوى التعليم والاهتمام بالتعليم المتميز، وفى مجال الكهرباء والطاقة ودعت مصر تماما عصر الظلام، وشهدت طفرات كبيرة فى مشروعات الطاقة المتجددة، وتحسين كفاءة المحطات، ودخلت عصر الكهرباء النووية بتوقيعها مع روسيا عقد اتفاق إنشاء أول محطة نووية للحصول على الكهرباء فى الضبعة غرب مصر.
واستحوذ الشباب المصرى على قلب المشهد فى عام ٢٠١٧ حيث لقاءات الرئيس الدورية بصفة شهرية مع شباب مصر من المحافظات المختلفة، ونالت المرأة المصرية نصيبها من الإنصاف فى هذا العام بجعله عاما للمرأة المصرية، إيمانا عمليا من القيادة السياسية بأنها شريك حقيقي فى كل خطوة على الطريق الوطني.