البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

ماذا لو لم يكن محفوظ "أديب نوبل"؟

نجيب محفوظ
نجيب محفوظ

لا يعرف الكثير من أبناء الأجيال الجديدة عن الروائي الراحل نجيب محفوظ سوى أنه أديب نوبل، الرجل الذي رفع اسم مصر عالميًا في مجال الأدب بعد أن حصد أرفع جوائزها الدولية، ربما لو لم يحصد تلك الجائزة لما عرفوه، يُمكن أن يكون أغلبهم قد سمع عن أعماله خاصة أكثرها إثارة للجدل "أولاد حارتنا"، وقد يكون أحدهم شاهد بعض أفلامه دون أن يعرف أنه السيناريست البارع الذي كتبها

هكذا يختصر غير القراء محفوظ في "أديب نوبل".. لكن، ماذا لو لم يكن حصل على هذه الجائزة الرفيعة؟. ما المكانة الأدبية أو الشهرة التي كان سيحصدها وسط النا؟.

يقول الناقد الدكتور جابر عصفور وزير الثقافة الأسبق إن نجيب محفوظ ستظل قيمته كبيرة في مجتمعه "وحتى ولو لم يحصل على جائزة نوبل كنا سنحتفي به، ولن ينسى أبدًا مضيفًا أنه يعتبر "باني الرواية العربية بلا جدال"؛ مُشيرًا إلى أن هناك شخصيات كبيرة في مجتمعنا نحتفل بما تركوه لنا من تراث كبير "ومن أمثال هؤلاء طه حسين الذي رشح أكثر من مرة لجائزة نوبل "ولكنه لم يحصل عليها وهذا لم يقلل من شأنه على الإطلاق، بل بالعكس قيمته كبيرة بيننا ولا زلنا نحتفل بتراثه حتى الآن، وأكد أن قيمة الأشخاص بتأثيرهم في المجتمعات وليس بالجوائز التي ينالونها.

وأشار الناقد الأدبي أحمد درويش إلى أن قيمة نجيب محفوظ الأدبية عرفت منذ أن صدرت أولى رواياته التاريخية "عبث الأقدار"، عام 1938، وأضاف أن واحدًا من النقاد المشهورين في عصر محفوظ اقترح عندما أصدر رواية "كفاح طيبة"، أن تدرس هذه الرواية للطلاب في المدارس "وذلك في الثلاثينيات، أي قبل أن يحصل محفوظ على جائزة نوبل بـ50 عامًا"؛ وأوضح درويش أن النقاد جميعهم والأدباء يعرفون القيمة الكبرى لنجيب محفوظ "لدرجة أن المستشرقين بدأوا يرشحونه لجائزة نوبل منذ أوائل الستينيات، وذلك يدل على قيمة الرجل في الوسط الأدبي قبل حصوله على الجائزة، وجاءت الجائزة تتويجًا لمجهوده ولما قدمه لنا من أعمال أدبية رائعة ".

وأكد الدكتور حسين حمودة أستاذ الأدب العربي بجامعة القاهرة أن قيمة نجيب محفوظ هي ذاتها قبل جائزة نوبل "فالجائزة منحت إليه عن عدد من رواياته، ولم تكن لجنة القراءة التي منحته هذه الجائزة قد قرأت كل ما كتب في وقتها، فلم تقرأ مثلًا رواية "ملحمة الحرافيش" التي يمكن أن تكون أفضل وأجمل ما كتب"؛ وأضاف أنه قبل نوبل كانت هناك ترجمات متعددة لمحفوظ، وكانت هناك دراسات كثيرة كتبت عنه بالإنجليزية والفرنسية خصوصًا "ولكن من المؤكد أن ترجمات أعمال محفوظ إلى لغات العالم والدراسات حول أعماله بهذه اللغات قد تزايدت بعد الفوز، وعلى ذلك فالجائزة أفادت أعمال محفوظ فائدة كبيرة، ولكن الجائزة لم تقتصر على أعمال محفوظ فقط، ففوزه بنوبل لفت الانتباه بدرجة أكبر إلى أهمية الكتابات الروائية العربية بوجه عام".