البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

نيللي زاكس.. أساطير وقصص

نيلي زاكس
نيلي زاكس

تحتفي الأوساط الثقافية بالشاعرة والأديبة الألمانية "نيللي زاكس"، والتي تحل ذكرى ميلادها اليوم، والتي لقبت بـ"كارجر" منذ طفولتها، وكتبت أولى قصائدها وهي في سن السابعة عشرة، ولقيت قصائدها ترحيبا واسعا من قبل القراء أو النقاد، وحرصت على ترك القصائد ذات الروح التجريبية والبعيدة عن الطرق التقليدية، سُميت بالكاتبة الباكية لملازمة الحزن والألم كل قصائدها، بسبب تأثرها بموت خطيبها عام 1934، مُنحت جائزة نوبل في الأدب عام 1966 مناصفة مع الأديب شموئيل يوسف عجنون، وقامت بمنح القيمة المالية للمحتاجين، ومنحت نصفها لصديقتها القديمة جودرون هارلان.
ولدت نيللي زاكس في العاشر من ديسمبر عام 1891 في برلين، وكانت الابنة الوحيدة للمخترع "ويليام زاكس"، ونشأت في أسرة مثقفة، وكانت حالتها الصحية سيئة، ما جعلها تتلقى دروسًا خاصة لمدة ثلاث سنوات، ثُم التحقت عام 1903 بمدرسة الفتيات العليا، وحصلت بعد خمس سنوات على الشهادة المتوسطة، وأثناء ذلك قرأت وهي لا تزال في الخامسة عشرة أولى روايات الكاتبة السويدية زيلما لاجرلوف وأعجبت بها لدرجة أنها تبادلت الرسائل معها لمدة 35 عاما، ثُم خاضت الكتابة مُبكرًا، فكتبت أولى قصائدها وهي في السابعة عشرة.
وفي عام 1921 صدرت أولى مجموعاتها الشعرية بعنوان "أساطير وقصص"، وذلك بتشجيع ومساندة الأديب شتيفان تسفايج، وكانت القصائد الأولى ذات الصبغة السوداوية بتأثيرات من المدرسة الروائية الجديدة وتدور حول مواضيع من الطبيعة والموسيقى، لكن عندما قامت بنشر أعمالها الكاملة فيما بعد لم تضمنها تلك المجموعة الشعرية. 
عاشت مع والدتها في برلين حياة صامتة ومنعزلة، وتم استدعاؤها أكثر من مرة للتحقيق معها من قبل الجستابو، كما تم نهب منزلها من قبل رجال قوات العاصفة، وتسبب أصلها اليهودي في العديد من المشاكل التي لازمتها في فترة كبيرة من حياتها، وعاشت في فقر شديد منذ تواجدها في السويد، وكانت ترعى والدتها وتلبي احتياجاتها، وإلى جانب ذلك كانت تعمل بشكل مؤقت غسالة لتكسب قوت يومها للقدرةعلى المعيشة، تعلمت اللغة السويدية وترجمت الشعر السويدي الحديث إلى الألمانية؛ كما تطور شعرها أثناء سنوات الحرب بشكل كبير عن قصائدها الرومانسية.
وجاءت فترة الخمسينيات لتترك أثرا حزينا داخلها بوفاة أمها التي عانت من المرض كثيرا في أيامها الأخيرة، لجأت بعد فقدان والدتها إلى العزلة التامة وبعد سنوات طويلة حظى اسمها بالشهرة، ونشرت مجموعة "ولا يعرف أحد المزيد" و"الهروب والتحول"، ومسرحية "إيلي" فأذيعت كمسرحية إذاعية في راديو جنوب غرب ألمانيا؛ وكانت أول جائزة أدبية ألمانية تحصل عليها هي جائزة الشعر من الدائرة الثقافية من النقابة الاتحادية للصناعة الألمانية، لكنها حصلت عليها في غيابها، لأنها لم ترغب في العودة إلى ألمانيا، وبعد منحها جائزة دروسته للأديبات كانت المرة الأولى التي تطأ فيها أرض ألمانيا بعد عشرين عامًا من الرحيل، لكنها انهارت بعد عودتها إلى السويد وقضت ثلاث سنوات في مصحة نفسية في ستوكهولم.
وفي سنوات عمرها الأخيرة انسحبت من الأضواء وعاشت في عزلة ثُم أصيبت بالسرطان الذي ماتت بسببه في أحد مستشفيات ستوكهولم في 12 مايو 1970.