البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

خريطة الأطراف المتصارعة في اليمن

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

فى أغسطس الماضي، اتهمت ميليشيات الحوثى حليفهم الرئيس اليمنى الأسبق على عبدالله صالح، بـ«الغدر» بعدما وصفهم بـ«الميليشيا»،ومنذ ذلك الحين، بدأت الانقسامات بالظهور بين زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثى وصالح بعدما تحالفا منذ عام ٢٠١٤ ضد الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، إذ تبادلا الاتهامات بالغدر فى خطابات متلفزة.
وفى الثانى من ديسمبر الجاري، تعهد صالح، بـ«فتح صفحة جديدة» مع السعودية بعد وقف لإطلاق النار وفك للحصار عن اليمن، كما دعا «الشعب اليمنى أن يهب للدفاع عن بلاده ضد العناصر الحوثية»، وأضاف صالح «اليمنيون الآن يختارون قيادة جديدة بعيدا عن الميليشيات»، داعيا جميع الشعب اليمنى فى كل المحافظات وكل مكان أن يهبوا هبة رجل واحد للدفاع عن اليمن ضد الحوثية، التى تعبث باليمن منذ ٣ سنوات للانتقام ممن حققوا وحدة اليمن وثورة سبتمبر».
وبعد التصريحات السابقة، سارع زعيم جماعة أنصار الله الحوثية، عبدالملك الحوثي، إلى دعوة الرئيس الأسبق وحزبه، إلى الحوار لوقف الاشتباكات الدائرة بين الطرفين فى العاصمة صنعاء، كما خاطب صالح وناشده أن يكون أنضج من «تهورات الميليشيات»، فى إشارة إلى القوات الموالية للرئيس الأسبق، التى قاتلت الحوثيين فى صنعاء، ومضى الحوثى بالقول: «ليحتكم حزب المؤتمر الشعبى العام معنا إلى العقلاء والمشايخ فى البلد ويتحمل الخطأ من يحكم عليه»، وهدد زعيم الحوثيين بشكل ضمنى بالتصرف أمنيا ضد القوات الموالية للرئيس الأسبق حال عدم الاستجابة للحوار، قائلا: «إذا أصرت قوات صالح على التهور، فعلى الجميع التعاون لضبط الأمن». 

ولم تكد تمر ساعات على دعوة الحوثي، إلا وفوجئ العالم بغدرهم بحليفهم صالح، إذ قاموا باغتياله فى صنعاء فى ٤ ديسمبر. وسلطت واقعة انتقام الحوثيين من صالح، الضوء على الدور السياسى للأطراف المتصارعة فى اليمن ومصدر تمويلهم وأهدافهم من الصراع.
والبداية مع حركة أنصار الله، التى عرفت إعلاميا باسم الحوثيين، نسبة إلى مؤسسها بدر الدين الحوثي، الذى يعد المرشد الدينى لها، وهى حركة سياسية دينية مسلحة تتخذ من صعدة شمال اليمن مركزا رئيسا لها. 
تأسست الحركة عام ١٩٩٢ نتيجة ما يزعمون أنه تهميش وتمييز ضدهم من السلطات اليمنية، وخاضوا أكثر من حرب ضد الدولة اليمنية، وقبل ثلاث سنوات، انقلبوا على السلطة الشرعية هناك.
وقائد الحركة حاليًا هو عبدالملك الحوثي، ابن مؤسسها بدر الدين الحوثي، وشكلت الحركة ما يعرف باللجان الشعبية بقيادة محمد على الحوثى الذى يتلقى تمويلات ضخمة من إيران عن طريق شخصيات حوثية توجد فى لندن، لتتمكن هذه الميليشيات الانقلابية من الصمود وتخريج دفعات عسكرية شيعية على غرار الحشد الشعبى فى العراق.
وتمارس هذه اللجان أبشع الجرائم والبلطجة على اليمنيين، وأدرج اسم محمد على الحوثى فى قائمة العقوبات التى فرضها مجلس الأمن الدولى فى ٧ من نوفمبر ٢٠١٤، لتهديده السلام والاستقرار فى اليمن واستخدام العنف لتقويض العملية السياسية وعرقلة تنفيذ عملية الانتقال السياسى فى اليمن، وتهدف العقوبات لوضعهم فى قائمة المنع من السفر إضافة إلى تجميد أصولهم المالية.
ويسعى الحوثيون لتشكيل جيش طائفي، لذا يعملون على عامل الوقت، وإطالة أمد الحرب، لأن انتهاءها فى الوقت الحالي، قد تنهى آمالهم فى الوصول إلى العدد المطلوب فى تجنيد الشباب بحسب ميولهم المذهبية للقضاء على الجيش اليمني، ولذا سعوا لعرقلة أى دعوات للتهدئة بين صالح والتحالف العربي، على اعتبار أن التهدئة ستنهى دور ميليشيات الحوثى من حياة اليمنيين، وهو ما أدى على الأرجح إلى اغتيال صالح.
ومن أطراف الصراع فى اليمن أيضا، حزب المؤتمر الذى كان يقوده على عبدالله صالح قبل اغتياله، والذى تحالف مع الحوثيين ضد الحكومة الشرعية بقيادة الرئيس عبدربه منصور هادي، وكان صالح يعتقد أن إطالة الحرب ليست لصالح الحوثيين من حيث القاعدة الجماهيرية، بسبب طريقة إدارتهم للدولة، ومن ثم، فإن أى انتخابات قادمة ستكون لصالح حزبه أو نجله أحمد،وهناك أيضا حزب التجمع اليمنى للإصلاح المحسوب على الإخوان، والذى يشكك كثيرون فى ولائه للحكومة الشرعية، وأنه يقوم بأدوار ملتبسة فى المشهد اليمني.
ومن ضمن المتصارعين أيضا، على محسن الأحمر، الذى يتردد أنه يتحالف مع حزب التجمع اليمنى للإصلاح، ويطمح أن يصبح رئيسا، ويراهن على ذلك، من خلال ما ينفذه من خطط لحفظ مكانته بين القبائل، لكن علاقته مع الرئيس عبدربه منصور هادى ليست جيدة.
وبجانب الأطراف السياسية المتصارعة، وتصاعد الدعوات الانفصالية فى الجنوب، توجد أيضا تنظيمات إرهابية، أبرزها، «داعش» و«القاعدة» وهما يستغلان الأوضاع المتدهورة وانشغال السلطات الأمنية عنهم، ويعملون جاهدين للانتشار فى مدن ومحافظات بعينها.
وقُتل ما لا يقل عن ٤٣ جنديًا وأُصيب العشرات من قوات الجيش اليمنى الموالى لحكومة الرئيس عبدربه منصور هادي، جراء هجوم انتحارى استهدفهم فى ١٨ ديسمبر ٢٠١٦ فى عدن جنوبى البلاد.