شهلا العجيلي.. سيدة الملتقى

الثلاثاء 05/ديسمبر/2017 - 02:44 م

الشهباء حلب الواقعة في شمال سوريا، تعتبر من أقدم مدن الأرض، طبيعتها الخاصة جعلتها مدينة الجمال والإبداع، وخرج منها قديمًا أساطين الطرب ورواد الأدب، وحاليًا يمكن اعتبار شهلا العجيلي بنت حلب من علامات القصة القصيرة في العالم العربي، الكاتبة السورية التي ولدت عام 1976، والتي حصلت أمس على جائزة ملتقى القصة القصيرة في دورته الثانية، عن مجموعتها القصصية "سرير بنت الملك".
منذ نعومة أظفارها وهي تهوى القراءة في الآداب خصيصًا، لذلك اتخذته كدراسة حتى حصلت على دكتوراه في الأدب العربي الحديث والدراسات الثقافية من جامعة حلب، ثم عملت بتدريس الأدب العربي الحديث بالجامعة الأمريكية بالأردن.

دراساتها في النقد وعلم الجمال ودراستها للأديان والتاريخ وإلى آخره من المعارف المتنوعة، جعلتها أديبة موسوعية ويكمن ذلك في روح القصص وشخوصها، تتسع المعرفة في كتابة شهلا العجيلي لكنها تصبح مفردات لنسيج ملحمي باهر لعمل روائي فاتن، تمسك شهلا من خلال قصصها بالعالم كله، مع أن مركز الأحداث هو التحولات الكبرى في الشرق الأوسط، وسوريا بالأساس، تلك الأزمة التي تؤرق السوريين بل والعرب كلهم، لم تستسلم شهلا لسطوة التاريخ لكنها أعادت كتابته مرة أخرى، على الرغم من الجغرافيا كادت تحاصرها، إنها جغرافية العرب ووطنها سوريا الذي قُسم بعد الأزمة، تخشى شهلا ما تخشاه من أن يضيع وطنها.

أصدرت شهلا العجيلي خلال مسيرتها الكتابية التي تمتد إلى إثنى عشر عامًا، أكثر من مجموعة قصصية ورواية، كان أولها بعنوان "المشربيّة" عام2005، بخلاف الدراسات النقدية العديدة من بينها: "الرواية السوريّة/ التجربة والمقولات النظريّة"٬ و"الخصوصيّة الثقافيّة في الرواية العربيّة"، و"مرآة الغريبة - مقالات في نقد الثقافة"، إضافة إلى رواية "عين الهرّ" 2009؛ ورواية "سجاد عجميّ" 2013، وقد سبق لها أن شاركت في ورشة الكتابة الإبداعية "الندوة" التي تديرها الجائزة لتشجيع شباب الكتّاب الواعدين وكتبت قسما من روايتها "سماء قريبة من بيتنا" خلال تواجدها في ندوة عام 2014.
لم تكن جائزة الملتقى التي حصلت عليها أمس أول جوائزها، فقد حصلت على جائزة الدولة في الآداب من الأردن عن رواية عين الهر عام 2009، كما تم ترشيح روايتها سماء قريبة من بيتنا الى القائمة القصيرة ل الجائزة العالمية للرواية العربية عام 2016.