البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

كنوز الذهب المنهوبة في الجنوب.. بين جمود القانون وعصابات التنقيب

كنوز الذهب المنهوبة
كنوز الذهب المنهوبة فى الجنوب

50 طاحونة تعمل على طحن الرمال لاستخلاص الذهب والتخلص من الشوائب وسط الصحراء

5 إلى ٧ أفراد يشكلون قوافل التنقيب التى تخرج كل ١٥ يومًا بالتتابع عبر سيارات دفع رباعى
50 ألف جنيه سعر جهاز الكشف عن المعادن الذى تستخدمه قوافل التنقيب

90٪ من أحجار مصر يمكن لها أن تصقل وتتحول لأحجار زينة

27 مكان لتواجد للذهب فى وادى العلاقى شرق أسوان

120 موقعا فى مصر صالحة للتنقيب عن الذهب

50 ألف جنيه ثمن جهاز الكشف عن المعادن

90 طناً من الذهب إنتاج منجم السكرى حتى نهاية شهر مايو الماضى

4 شركات تنقيب فى المزايدة رقم (١) لعام ٢٠١٧ فى ٥ مناطق بالصحراء الغربية

«مناجم السكرى» أقرب للعزبة منها للشركة.. الإدارة المصرية تفضل الأجنبى ولو كان مستغلا

1.8 كيلو جرام شهريًا من الذهب كانت عصابة تستولى عليها فى المنطقة الصناعية بالسلام وتم ضبطها

لاتزال التشريعات الخاصة بالتعدين فى مصر بعيدة عن المعايير الدولية، ما يفسد كل محاولات الحكومة لجذب الاستثمار الأجنبي، إضافة إلى أن التعديلات الجديدة على قانون الثروة المعدنية، الذى تم إقرارها على عجل بدعوى ضيق الوقت، تسببت فى عدد من المشاكل، على رأسها توقف عدد من المحاجر.
وفى الوقت ذاته، تشتكى هيئة الثروة المعدنية من ضيق اليد، وعدم قدرتها على تنفيذ المهام المطلوبة منها بسبب ضعف المخصصات المالية، ووجود قانون تعدينى جديد يحتوى على نصوص مرنة حتى يمكن للمستثمرين اقتحام هذا القطاع، بما يحافظ على حقوق الدولة.
«البوابة» تفتح الملف، للبحث عن الذهب فى بلد الذهب، وتناقش أين تذهب ثروات مصر المنهوبة. نفتح ملف الذهب واستخراجه، الذى لم تنظر الدولة له بجدية حتى الآن، فى ظل وجود من يسمون بـ«الذّهابة» الذين ينبشون الأرض لاستخراج ثروات مصر القابعة فى صحراء مصر الشرقية.
ناقشنا الخبراء، حول الخرائط وصور الأقمار الصناعية، التى تكشف عن أبرز أماكن وجوده، ولماذا لا يتم استثماره، خاصة أن الظروف الاقتصادية التى تمر بها البلاد صعبة، وتحتاج إلى استغلال الثروات التى تقدر قيمتها بمليارات الدولارات. ولكن للأسف تظل هذه الثروات أسيرة أماكن وجودها طالما ليس هناك أية استثمارات وطنية جادة وحقيقية.

مغامرة مع «الدهَّابة».. محرر «البوابة» يدخل العالم السرى لإنتاج الذهب جنوب مصر

الأهالي: نبحث عن معايشنا.. ونطالب بتقنين أوضاعنا.. وقوافل التنقيب تخرج كل 15 يومًا.. والتنقيب يدوى أو باستخدام «جهاز الكشف»

هناك فى جنوب مصر، حيث تملأ عينيك ببستانها الأصفر، الذى تنسدل رماله بين مرتفعات صخرية، وتتراخى بين جبال مرتفعة ووديان تحتضن المارة، أهم ما يميزها هو الهدوء والصمت القاتلين الذى لا يقطعه غير همهمات رجال من ذوى البشرة السمراء والعينين الواسعتين، لهم ملامح قاسية غلب الوهن والتعب عليها، إنهم «الدهابة»، وهم من يبحثون وينقبون عن خيرات وثروات البلاد الراقدة بين صخورها.

عصابات التنقيب

لم يجد هؤلاء الأهالى من يفسح لهم الطريق أو يبحث عن تقنين أو توفيق أوضاعهم، برغم أن ما يتم على أرض الواقع هو البحث والتنقيب العشوائى من بعض العصابات، التى تستخرج وتبيع الذهب لبعض تجار القاهرة الذين يقطعون مسافة الـ ١٢٠٠ كم ويذهبون حيث « أرض الذهب».

الأمر نفسه وصل إلى عصابات تخصصت فى البحث والاستخراج، حيث فوجئنا بحادثة ضبط هيئة الرقابة الإدارية لمصنع يديره تشكيلًا عصابيًا فى المنطقة الصناعية بالسلام، بعد أن تخصصوا فى سرقة معادن البلاد، حيث كانوا يستخلصون قرابة ١،٨ كجم شهريًا من الذهب الناتج من تراب الصخور الحاملة للمعدن النفيس، والتى يأتون بها مهربة من بعض المناطق بالصحراء الشرقية، ومستخرجة عشوائيًا خارج إطار القانون بمعرفة «الدهابة»، كما وجدوا المخزن الخاص به، وعثروا على أطنان الصخور المحملة بخام بالذهب، فضلًا عن المعدات والماكينات اللازمة للتقطيع والطحن وأحواض الترسيب، ومادة السيانيد السامة شديدة الخطورة المستخدمة فى استخلاص الذهب.

وتهرب أطنان الرمال المحملة بعروق «الذهب» من الجنوب، سواء من «إدفو» أو حلايب وشلاتين، اقتربنا منهم وحاورنا بعض الأهالى فى إدفو، قائلين «إننا نبحث عن معايشنا، ولهذا الأمر اخترنا الصعب والتنقيب والنبش فى باطن الجبال والنقب فى معادنها بحثًا عن الذهب، كما تغلبنا على وعورة الجبال ومطاردات حرس الحدود، كما طالبنا مرارًا وتكرارًا بتوفيق أوضاعنا وترخيص مسألة التنقيب بالشراكة مع الحكومة، ويعتبر «الدهابة» أكثر دراية بالبيئة الخاصة باستخراج الذهب.

مقابلات مع مستخرجى الذهب

وبدأ «معتصم» ٢٩ عامًا حديثه لنا، قائلا: «إن حضن الجبل هو مكان رزقهم، حيث نبحث فى المغارات والوديان التى كان يستخدمها أجدادنا الفراعنة، وتجرى عمليات الكشف إما يدويًا، باستخدام الأجنة والشاكوش أو إلكترونيًا عن طريق استخدام أجهزة كشف معادن».

وشكا «معتصم» من مطاردات الأمن، التى تضيق الخناق عليهم، خاصة أنهم يعملون بدون ترخيص ويتحدون وعورة الجبل وخطورة ذئابه وينقبون عن معادن توفر لها رزقهم وتغنيهم عن السؤال.

وتابع: «لن نترك أكل عيشنا وأرزاقنا مهما كانت المطاردات، ونطالب بتقنين أوضاعنا، وبدل ما نشتغل وسط مطاردات وعقوبات بالحبس تصل لـ ٣ سنوات، نطالب بتقنين أوضاعنا، لنبيع الذهب للدولة بدلًا من التجار الذين يأتون من القاهرة ويجمعون خام الذهب.

وتخرج قوافل التنقيب كل ١٥ يومًا بالتتابع، فى مجموعات من ٥ إلى ٧ أفراد عبر سيارات دفع رباعي، محملة بالأكل والماء الذى يكيفهم لمدة أسبوع على الأقل، علاوة على ذلك، فإنهم يحملون أسلحتهم الشخصية، التى تؤمن طرقهم من الحيوانات المفترسة والذئاب، ثم نحمل على السيارة جهاز الكشف عن المعادن الذى يصل ثمنه قرابة ٥٠ ألف جنيه، ويبدأون العمل على مساحات بعيدة الكشف فى المناطق والحفر بعيدًا عن أعين قوات حرس الحدود، ويمرر هذا الجهاز على أماكن مختلفة لعمل مسح شامل على المناطق المشكوك فى وجود ذهب بها، وفى حالة اكتشافه لأى معدن يعطى إشارات، وعلى الفور يبدأ التنقيب العشوائي، وتبدأ اللوادر فى حفر الرمال المحملة بخام الذهب، والتى تصل تكلفتها لقرابة ٣٠ ألف جنيه شهريًا، ويعتبر تحديد المكان الغنى بمعدن الذهب هو الخطوة الأولى فى رحلة الحصول على خام الذهب.

هُنا مكان استخراج الذهب

بعد أن تعبأ عشرات الأطنان من الأجولة التى تحتوى على أطنان الرمال التى أجرى عليها اختبارات بواسطة جهاز خاص، حيث يتم نقلها إلى مركز يسمونه «نقطة الطواحين»، وهى عبارة عن نقطة ارتكاز واستخلاص الذهب فى وسط الصحراء بها أكثر من ٥٠ طاحونة تعمل على طحن الرمال لاستخلاص الذهب والتخلص من كل الشوائب.

والطاحونة عبارة عن كتلتين ثقيلتين مثبتة بواسطة عمود من الصلب يتم تحريكها بالتبادل فى حوض كبير خرسانى متصل به مصدران للمياه، موصلة بتيار كهربائى لتشغيل الطاحونة بالساعات، ويقبع بجوارها أحد العمال لدفع المياه النظيفة والأخر لطرد المياه المحملة بالأتربة والشوائب.

ووثقنا عمليات الطحن بالصور والفيديو، حيث تجرى عمليات الطحن لأطنان الرمال، بطريقة يعرفها العامل دون غيره، إذ يبدأ عمله بالتلقين بعدد من الأجولة وتعمل «ريش الطواحين» على الطحن وسط تدافع المياه لفصل الذهب عن باقى المعادن مثل الحديد والمنجنيز والمواد الصلبة.

وفور انتهاء عمليات الطحن يتم طرد المياه، وتنقل الرمال المطحونة فى «طشت من الألومنيوم» فى حوض مربع ليدخل فى مرحلتى التنسيم والترطيب، وفى هذه المرحلة يتم فصل كل الأتربة ويبقى خام الذهب مختلطًا بالزئبق ويترسب فى قاع إناء الألومنيوم.

وتأتى فى المرحلة قبل الأخيرة، تتم تصفية الذهب من الزئبق بقطعة إسفنجية صغيرة، ويدخل بعدها الذهب لعمليات الحرق ويعطى لون الذهب الأصفر، ويتم مسك الذهب وتمريره فى النيران لاستخلاصه بشكله النهائى.

وتحت خيمة صغيرة قابعة وسط صحراء «شلاتين»، تجد هناك عالمًا آخر له طقوسه وتفاصيله الخاصة، قابلنا أهل النوبة وإدفو، الذين يفترشون الأرض عبر جلسة عربية، ويجلس ثلاثة رجال فى منتصف أعمارهم، أحدهم ملثم الوجه، وفور جلوس محرر «البوابة» وسطهم، قدموا له التحية فى كوب صغير يسمى «الجبنة» التى تعتبر مشروبهم الخاص، وهو البن المحمص بالزنجبيل، ويقولون عنه «تعلمناها من الجبل، وهى فى الأصل من السودان، حيث يتم غليها فى «تنكة من الفخار» ويتم صب من ٣ إلى ٥ مرات للضيوف.


خبير جيولوجى: رواسب الطمى ببحيرة ناصر تحتوى على المعادن

محمد حسان: 27 موقعا يتواجد بها الذهب بوادى العلاقى.. ونحتاج لاستثمارات جادة

قال محمد حسان، الخبير الجيولوجى بكلية العلوم جامعة الأزهر، إن مصر تمتلك خامات معدنية ومحجرية عديدة، أما الخامات المحجرية، فهى الأحجار مثل الحجر الجيرى والدولمايت والبازلت والزلط والرمال، والتى تملأ الصحراء الشرقية والغربية وسيناء ووادى النيل، أما المعدنية فهى خامات أساسية قائمة عليها الصناعة المحلية مثل الفوسفات والحديد، وهى خامات استراتيجية تتمثل فى الذهب والفضة والنحاس، وتوجد بالبحر الأحمر بين طريق سفاجا- القصير، ومحاجر متعددة بالحمراوين ومحمد رباح والقصير.

وتابع «حسان»، لدينا ٢٧ مكانا لتواجد للذهب فى وادى العلاقى شرق أسوان، وحاليًا يتم استخراجه عن طريق الشركة الكندية، كما وجد أن هناك نسبة لا بأس بها من المعادن فى رواسب الطمى فى بحيرة ناصر، لأنها جاءت مع مياه النيل من الحبشة مرورًا بالصخور والوديان وتحدث هناك ترسيبات، كما يوجد ذهب فى مصب النهر فى البحر المتوسط فى رشيد، ولكنها غير اقتصادية، كما تتركز رواسب الذهب فى الوديان والسيول.

كما يوجد «فوسفات» فى وادى النيل بمنطقتى السباعية شرق وغرب النيل وأبو طرطور بالصحراء الغربية، التابعة للواحات البحرية، كما يوجد نوعان من الحديد، حديد الصخور الرسوبية القائمة عليه الصناعة المصرية بشرق أسوان والكيلو ٢٥، وتم تأسيس المصانع فى عهد الراحل «جمال عبدالناصر».

أما الذهب فموجود فى مناطق متعددة فى «الفواخير» وهى أقدم مناجم الذهب فى طريق «قنا- قفط «ولكنها لا تستغل الآن، لأن الدراسات الحديثة تقول إن كُلفة إنتاج الذهب عالية، وهو أمر خاطئ، بل موجود ويحتاج فقط لاستثمارات جادة.


يحيى القزاز: المستثمرون يتعاملون مع المناجم بمبدأ «التسقيع»

احتياطى الذهب يقدر بالمليارات.. والبيروقراطية والفساد الإدارى أهم المعوقات

أكد الدكتور يحى القزاز، الخبير الجيولوجي، أن ثروات مصر ليست قاصرة على البحر الأحمر فقط، والحديث عن احتياطى للذهب يقدر بالمليارات فى مجمله صحيح إلى حد ما، لكن لا يوجد تقييم حقيقى لوجوده حتى الآن.

وتابع « القزاز»: أنه يوجد فى مصر حوالى ١٢٠ موقعا للذهب، والموقع هو كل ما يشمل المنجم والحفرات الصغيرة، ويمكن القول بأن بمصر «بلوكات»، أى مناطق بها مناجم ذهب، مثل وسط الصحراء وبها أشهر مناجم مصر القديمة، مثل مناجم الفواخير، وهى مجموعة مناجم، ثم فى سفاجا، ومرسى علم بها منجم السكرى، ويبتعد عنه قليلا مناجم حنجلية وأم عود، وشمال مرسى علم، منها منجم أم الروس. وعلى طريق إدفو- مرسى علم توجد مناجم عتود والبرامية وحمش.

واستنكر «القزاز» أن يكون حجم الاستثمارات ما زال ضعيفا فى استكشاف وإنتاج الذهب، والاستثمار الوحيد موجود فى مناجم السكرى، مؤكدًا أن معوقاته تتمثل فى البيروقراطية المصرية، وأن عوائد الاستثمار فيه ليست سريعة، ولا يخفى على الجميع الفساد الإدارى الذى شجع على دخول بعض المستثمرين غير الجادين، وتعاملوا مع رخصة استغلال مناجم الذهب كالعمل فى العقارات من حيث «تسقيع» المنجم فترة، أى تركه فترة كما تشترى أرضًا وتتركها فترة، فيرتفع ثمنها، ثم تبيعها فتكسب فيها بلا أدنى مصروفات، وظهرت مشاكل بهذه الطريقة، وهى موثقة فى هيئة الثروة المعدنية، ومشكلة التسقيع أنها تعود بالربح على الفرد صاحب الترخيص ولا تعود بالفائدة على الدولة، فلا استثمار ولا عمالة تعمل ولا قيمة مضافة للدولة، صارت المناجم كعقارات لدى البعض للربح السريع.

وأشار «القزاز» إلى أن هناك محاولات لاستثمارات وطنية، لكن للأسف الإدارة المصرية تضع شروطا تعجز، وتفضل الأجنبى، حتى وإن كان مستغلا لها ولا يفيها حقوقها المتفق عليها، كما أننا فى حاجة لاستعادة هيئة المساحة الجيولوجية، لتأدية دورها فى المسح والتخريط الجيولوجى ثم عمل خرائط استكشافية للخامات.


 

 

خبير التعدين إنتاج «السكرى» فى تزايد مستمر.. ولدينا مناجم كبرى لم تكتشف بعد

أكد الدكتور عادل عامر، خبير التعدين، أن مصر تمتلك العديد من الكنوز المدفونة، ولا تزال فى انتظار من يستخرجها حتى الآن، ومن ضمن تلك الموارد الذهب، الذى لم يأخذ حقه فى التنقيب بشكل جدى داخل الأراضى المصرية، بل إن المناجم المتواجدة بها العديد من المشاكل التى تنتظر من يحلها وفقًا لتصريحات العاملين فى المجال، وتُعد الصحراء الشرقية هى المنطقة الرئيسية لاستخراج الذهب فى مصر، وتتمثل فى جبل السكرى ومنطقة حمش ووادى العلاقى.

وقال «عامر»، إن عدد المناجم التى تمتلكها مصر يصل لـ ١٢٠ منجما، وتقع أيضًا فى الصحراء الشرقية، فيما يعد منجم السكرى من أشهر المناجم المتواجدة فى الوقت الحالى، والذى تم اكتشافه عام ١٩٩٥، فيما تم بدء العمل فيه عام ٢٠٠٩، حيث يقع فى منطقة جبل السكرى، الواقعة فى الصحراء الشرقية ٣٠ كيلو مترا جنوبى مرسى علم، وتديره شركة مشتركة بين هيئة الثروة المعدنية و«سنتامين مصر»، التى يملكها الجيولوجى المصرى سامى الراجحى ومركزها أستراليا.

وأضح أن الإنتاج فى تزايد مستمر، حيث بدأ بـ١٠٠ ألف أوقية، ثم العام التالى بـأكثر من ٢٠٠ ألف، ثم العام التالى أكثر من ٣٠٠ ألف، وفى ٢٠١٥ تخطى الـ٤٠٠ ألف. ولدينا احتياطى حاليا يكفينا لـ٢٥ عاما لاستخراج ٥٠٠ ألف أوقية فى العام الواحد، ونحن نقوم بعمل استكشاف للمنطقة المحيطة به باستمرار، والذهب له بصمة مثل الإنسان، ونستطيع التعرف على مصدره، وأى منجم استخرج منه حتى بعد تنقيته، كما أن المنجم أحد أكبر ١٠ مناجم فى العالم، نظرا لما يحويه من ثروة ضخمة، مؤكدًا أن حجم وثروة منجم السكرى يؤكد أن مصر لديها مناجم كبرى أخرى لم تكتشف بعد.

 وتابع «عامر»: أن السكرى ليس الوحيد الذى يعد من أهم مناطق إنتاج الذهب، بل إن هناك أيضًا منطقة حمش، التى تعتبر من المناطق الحيوية فى إنتاج الذهب، حيث إن شركة «حمش» لإنتاج الذهب أنتجت أول سبيكة تجريبية من المنجم، الذى يقع على بعد ١٠٠ كم غرب مدينة مرسى علم بالصحراء الشرقية بالقرب من محمية وادى الجمال- حماطة عام ٢٠٠٧، إلا أن عمليات الإنتاج من المنجم لا تتم بشكل منتظم، رغم أنه كان من المفترض إنتاج ١٥ ألف أوقية عام ٢٠١٠، وهو ما لم يحدث، حيث بلغ إنتاج الشركة حتى فبراير ٢٠١٠ نحو ٦٥ كيلو جراما فقط، ما يمثل إخلالا واضحا ببنود الاتفاقية.

ولفت «عامر» إلى أنه يوجد ١٣٠ منجما للذهب، ومن الأماكن المشهورة بوجوده بها منطقة فرعونية قديمة تسمى وادى الحمامات، وسميت هذه المنطقة بهذا الاسم نسبة إلى رسومات الحمام المتنوعة الموجودة بها، وأن هذه المنطقة يوجد بها العديد من مناجم الذهب، ويوجد بها طريق رابط بين البحر الأحمر وقنا، وهذه المنطقة اشتهرت بأنها، كان ينفى إليها كل من لديهم عقوبة، وكانوا يقومون بنقل الحجارة حتى يكون عملا شاقا كعقوبة لهم.

وأكد أن مصر مليئة بالآثار ويجب الحفاظ عليها وعلى المناجم التاريخية، وعدم إعطاء الفرص لمن يستخف بآثار بلادنا، بل من يفعل ذلك يحكم عليه بأشد العقوبات حتى يكون عبرة لغيرة ولا يهدر آثارنا. وقال «عامر» إن البعض تنبه خلال الفترة الماضية لأهمية ملف الثروة المعدنية لعدة أسباب، أن مصنع منجم السكرى أصبح من أشهر مناجم الذهب فى العالم، وبات مروجا قويا للثروة التعدينية فى مصر، بدليل أنه حتى الآن هناك ١٢٠ شركة عالمية زارت هذا المنجم وانبهرت جميعها ببراعة العامل المصرى، الذى يعمل فى هذا المصنع، أى أن الظروف باتت مهيأة تماما لانطلاق الاستثمارات فى هذا القطاع.

واختتم «عامر» تصريحاته بالتأكيد على أن سبائك الذهب المستخرجة من منجم السكرى بمرسى علم لا تعود لمصر، لأنها تباع فى البورصات العالمية بعد تنقيتها واقتسام ثمنها طبقا للتعاقد بين مصر وشركة «ستامن» الأسترالية، التى تتولى استخراج الذهب من المنجم الذى يعد من أكبر ١٠ مناجم ذهب فى العالم.


ممدوح عابدين: نمتلك ثروات هائلة.. وضعف التسويق أزمتنا

لا أحد يملك تقدير الاحتياطى بالتحديد.. والدراسات مكلفة.. و الهيئة القومية للاستشعار تملك دراسات تكشف الثروات المعدنية الموجودة بحلايب وشلاتين

أكد الدكتور ممدوح عابدين، رئيس الشعبة الجيولوجية، بالهيئة القومية للاستشعار عن بعد: أن الهيئة تملك دراسات وصورًا فضائية تكشف الثروات المعدنية الموجودة بحلايب وشلاتين، والتى تضمنت معادن فلزية، وغير فلزية، مثل الذهب والكروم والتلك، وأوضح بالخرائط والصور أن حلايب وشلاتين توجد بهما كمية كبيرة من الذهب خاصة فى منطقة برنيس، وفى مناطق كوربياى، ووادى أرجيوم، وروميت، وأم الطيور، وبيتام، وإيجات، ووادى هاوديان، ووادى العلاقي، مشيرًا إلى أن الذهب يعتبر مصدرًا اقتصاديًا مهمًا يدخل خزانة الدولة، ويستخدم فى علاج السرطان.

كما تعتبر جنوب شرق مصر هى أماكن وجود الذهب فى منطقة حلايب وشلاتين وهى وديان معروفة من أيام الفراعنة، وتزيد عدد الوديان إلى ١٢٠ موقعًا، وكان الإنجليز يستخرجون الذهب من الصحراء الشرقية حتى بداية القرن العشرين، وظلت هذه الشركات تعمل حتى ١٩٥٨ «بمنجم دهب الفواخير» طريق قفط القصير التابع للمثلث الذهبي، وتم إغلاقه، والوضع هناك عبارة عن ماكينات تعانى من الصدأ.

وتابع «عابدين»، أنه لا أحد يملك تقدير الاحتياطى بالتحديد، لأن هناك ثلاثة أنواع من الاحتياطيات، وهى «الجيولوجى والمنجمى والاقتصادي»، أما الجيولوجى فهو عبارة عن تحليل وشواهد بوجود الذهب، كما يكون توزيعه عشوائيًا.

أما الاحتياطى المنجمى، فيكون حينما تأتى الشركات بحفر عشرات من الآبار لتجرى شبكة، ويبدأ بحساب المتوسط، وهو ما نطلق عليه بداية عمل الاستخراج، أما الاقتصادي، فهو الذى يحسب كلفة الاستخراج وخصمها من التكلفة وتحديد الأرباح وتجهيز والطحن والعمالة والضرائب. وأردف «عابدين»: أن الذهب لا يوجد بمفرده ولكن يوجد مصاحبًا لعروق «المارو» أو الكوارتز، وتم استخراجه من قبل قدماء المصريين، لأن ذرات الذهب يمكن رؤيتها بالعين المجردة، وكان حفرهم لا يتجاوز أعماق ٥٠ مترًا فقط، لكن الشركات تستطيع حفر أعماق تحت الأرض، مثل شركة السكرى وشركة «حمش» وشركة «حلايب وشلاتين» التى أنشأتها الدولة فى الفترة الأخيرة، وهناك شركة أخرى أجنبية تسمى «سنتامين»

وأشار «عابدين»: إلى وجود معدن الكروم، ولكن بكمية قليلة، ويستخدم فى صناعة الصلب المقاوم للتآكل والصدأ، كما يستعمل الكروميت فى صناعة الصباغة ودباغة الجلود، بجانب وجود معادن النحاس والرصاص والزنك، وتللك المعادن تدخل فى صناعة النحاس والقصدير والزنك، ويتركز وجودها فى الجزء الشمالى الشرقى من حلايب وشلاتين.

وأكد رئيس الشعبة الجيولوجية، بالهيئة القومية للاستشعار، أن الدراسات المتخصصة هى التى تحدد النسب والاحتياطي، وما تملكه الهيئة من صور تعتبر دراسات أولية ولا تدخل فى دراسات جادة، إلا فى حالة وجود مستثمرين، لأن هذه الدراسات تكون مكلفة، كما يتم التعامل مع عمليات التنجيم العشوائى من قبل «الدهابة»، من خلال شراء خام الذهب المستخرج بشكل عشوائى والشركة بدورها تعمل على استخراج الذهب منها ولكنها عملية ليست ناجحة.

وأوضح «عابدين» أن طبيعة البدو من «الدهابة» لا تفضل التعامل مع الحكومة بشكل مباشر هروبًا من الرقابة والضرائب، ناهيك عن رواج السوق السوداء فى عمليات الشراء بالمناطق النائية، كما يفضلون التعامل مع مافيا شراء الذهب وهم كبار التجار الذين يقطعون الطريق من القاهرة لأسوان، والتي تشترى منهم بأثمانٍ معينة ثم يأتون بها لورش القاهرة التى تدخل فى عمليات «التسخين والتشكيل» وبيعها فى أفخم محال «الجواهر والذهب» فى قلب العاصمة.

وأضاف «عابدين»: أما شرق بحيرة ناصر، وتحديدًا فى «العلاقى» فبها منجم كان يعمل أيام الإنجليز فى ١٩٠٤، ومازالت هناك تواجدات تحتاج فقط إلى تكنولوجيا حديثة، لتستطيع الحفر فى أعماق أكبر فى الأرض، وخير مثال على ذلك أن منجم السكرى ظل ينتج فى الأربعينيات، وبعد قلة جداوه اقتصاديًا تم إغلاقه، ولكن مع التطور الحديث، وجدنا أن نسبة الـ١ جرام/ طن، أصبح لها جدوى اقتصادية من خلال تسهيل القدرة على التكسير والطحن كما أن وسائل الإنتاج الحديثة تنتج بنسب أكبر وتعمل على تكسير الصخور الحاملة لعروق الذهب بشكل أكبر ويكون الإنتاج به هامش ربح ليس بالقليل.

ثروات لا حصر لها

وقال الخبير الجيولوجي، إنه تم اكتشاف معدن نادر للغاية فى منطقة أبو دباب قرب مرسى علم، كما يوجد بها «النيوبيوم والطنطاليوم» وهى مواد تدخل فى صناعة الصواريخ وصناعة الطائرات والأشياء التى تحتاج إلى درجة عالية من الحرارة، وهى أغلى من الذهب، كما توجد مادة «الباريت» الثقيلة التى تطحن وتمزج مع الطفلة، بحيث يكون وزن السائل ثقيلًا ليستخدم فى لوادر الحفر الثقيل، والتى توجد بكثرة فى أسوان والصحراء الغربية، ومع خام الحديد فى الواحات البحرية ويتم فصله. أما اليورانيوم فله تواجدات فى جبل المساكات والعربية فى وسط الصحراء الشرقية وفى سيناء فى منطقة «أبو زنيمة»

أما عن الأحجار الجيرية والدولمايت، فحدث ولا حرج، فأغلب صخور مصر بها الدولمايت «كربونات كالسيوم مع الماغنسيوم» وله استخدامات فى عمل الخرسانات والفرش الأولى للطرق، ولكن العناصر الأكثر نقاوة تستخدم فى مستحضرات التجميل والأدوية، كما نمتلك فى منطقة بنى خالد قرب المنيا كميات رهيبة عالية النقاوة تصل إلى ٩٩٪، أما كربونات الكالسيوم فيستخدمها المقاولون بجهل فى عمل طوب «البلوك الأبيض» ما يعد إهدارا للثروات، الأمر الذى يحتاج لإعادة تقييم، أما الأحجار الجيرية فتدخل فى صناعة الرخام والجلالة عالى النقاوة.

كما نمتلك «أحجار الزينة» بكميات ضخمة الأمر الذى يجعل جدواها الاقتصادية أغلى من الذهب، خاصة أن ٩٠٪ من أحجار مصر يمكن لها أن تصقل وتتحول لأحجار زينة وتوجد بكميات لا حصر لها، علاوة عن عدم وجود غطاء نباتى يعوق الوصول، فمن السهل تقطيع الجبال وصقل الحجر مثل جبال البحر الأحمر كلها، وللأسف لا يوجد تسويق جيد يبرز الثروات.

إلى جانب معدنى «النحاس والنيكل» واللذين يستخدمان فى طلاء المعادن وأسلاك الكهرباء والأوانى وغيرها من الصناعات، ومعدن الجرافيت والذى يستخدم فى الأدوات الكهربائية، وهو موصل للكهرباء، علاوة علي ذلك فإن وجود معدن المنجنيز منتشر فى منطقة مرسى شعب، إلى جانب وجود معدن التنجستين الذى يدخل فى اللمبات الكهربائية.


طلب إحاطة فى البرلمان لمحاسبة شركات التنقيب

قال الدكتور محمود عطية، عضو لجنة الطاقة والبيئة بمجلس النواب، إن الشركات التى كلفها المهندس طارق الملا، وزير البترول، بالتنقيب عن مناجم الذهب، لم تقم أى تقارير حتى الآن، ولم نجد تحسنا فى أداء الشركات التى اعتبرها الوزير مصدر ثقة. وأضاف «عطية»، أنه خلال الفترة القليلة المقبلة سيتقدم للدكتور على عبدالعال، رئيس المجلس، بطلب إحاطة لوزير البترول والثروة المعدنية، لمناقشة ما توصلت له الشركات المكلفة بالتنقيب، ولماذا تأخرت فى إرسال تقاريرها إلى اللجنة حتى الوقت الحالى.

وطالب عضو لجنة الطاقة، من الوزارات المختصة بتقديم كشف حساب للشركات أمام مجلس النواب فى أسرع وقت.


«سنتامين»: 90 طنا إنتاج «السكرى» حتى مايو الماضى.. حصة الحكومة منها 161 مليون دولار

أكد يوسف الراجحى، المدير العام لشركة «سنتامين إيجبت»، والعضو المنتدب لشركة السكرى لمناجم الذهب، فى تصريحات سابقة، أن إنتاج منجم السكرى بلغ نحو ٩٠ طنا من الذهب حتى نهاية شهر مايو الماضى، وذلك منذ بداية الإنتاج من المنجم خلال عام ٢٠١٠، وما تحصلت عليه هيئة الثروة المعدنية من منجم السكرى بلغ نحو ١٦١ مليون دولار، منها نحو ٦٨.٧ مليون دولار تحت حساب التسوية، و٩٢.٣ مليون دولار ضمن دفعات الإتاوة حتى نهاية ديسمبر ٢٠١٦، وتمثل صادرات منجم السكرى حوالى ٢٪ من ميزان الصادرات المصرية، وذلك بحسب بيانات رسمية من شركة «سنتامين». ويذكر أن هناك شركتين لإنتاج الذهب تعملان فى مصر حاليا، هما الشركة الفرعونية الأسترالية بمنجم السكرى، وشركة «ماتزهولدنج» القبرصية التى تعمل فى منجم «حمش»، إضافة إلى شركتين للبحث والتنقيب عن الذهب، هما «آتون ميننج» الكندية، و«ثانى دبى» الإماراتية،

وأكد بيان صادر من وزارة البترول والثروة المعدنية فى ٣يوليو ٢٠١٧، أن المهندس طارق الملا، وزير البترول والثروة المعدنية، تلقى تقريرًا من الجيولوجى عمر طعيمة، رئيس الهيئة المصرية العامة للثروة المعدنية حول نتائج المزايدة رقم (١) لعام ٢٠١٧، والتى قد تم طرحها فى يناير الماضى للبحث عن الذهب والمعادن المصاحبة له واستغلالها وذلك فى ٥ مناطق بالصحراء الشرقية وسيناء.

 وكانت نتيجة المزايدة المزايدة ترسية منطقتى بوكارى وأم سمرة على شركة «ريسوليوت مصر ليمتد» ومنطقة أم الروس على شركة «فيرتاس مايننج ليمتد» الإنجليزية، ومنطقة أم عود وحنجلية على شركة غاز الشرق، ومنطقة دهب على شركة «غسان سبان للاستثمارات» الإسبانية.