البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

"فرانكشتاين".. خيال حققه العلم

غلاف كتاب فرانكنشتاين
غلاف كتاب فرانكنشتاين

«ماري شيلي» تتنبأ قبل قرنين بإعادة الحياة للجسم الميت
قبل أن يسمع العالم بمحاولة إعادة أجزاء بشرية مبتورة إلى موضعها أو محاولات لزرع رأس بشري في جسد آخر، وهي التجارب التي استلهمها النازيون وحاولوا إجراءها في بعض معسكرات الاعتقال خلال الحرب العالمية الثانية.
وفي بدايات القرن التاسع عشر، وتحديدًا في عام ١٨١٨، كتبت الروائية الإنجليزية ماري شيلي الرواية التي خلّدت اسمها في تاريخ الأدب العالمي، وهي رواية «فرانكنشتاين»، التي صارت أيقونة في عالم الرعب.
ألهمت الرواية الكثير من المؤلفين لعمل أفلام تحمل الاسم نفسه، كان أشهرها «ابن فرانكشتاين» الذي عرض عام ١٩٣٩ وكان الفيلم الثالث من سلسلة أفلام فرانكشتاين وانتجته شركة يونيفرسال ستوديوز ومن بطولة باسيل راثبون، وعلق بسببه في الأذهان الأداء العبقري للفنان بوريس كارلوف الذي قام بدور المسخ، وآخرها الفيلم الذي كتبه وأخرجه عن روايتها ستيوارت بيتي وتم عرضه عام ٢٠١٤؛ ولم يكن أحد يتوقع أن تتحقق نبوءتها بعد قرنين تقريبًا.
تدور أحداث الرواية عن طالب طب ذكي، اسمه فيكتور فرانكشتاين، يكتشف أثناء دراسته في جامعة ركنسبورك الألمانية طريقة يستطيع بمقتضاها بعث الحياة في المادة؛ ويبدأ بخلق مخلوق هائل الحجم قام بتجميع أجزائه مما بدا له أنه كل ما يحتاجه الإنسان للكمال؛ ولكنه يرتكب خطأ يجعل مخلوقه غاية في القبح، وقبل أن تدب الحياة فيه ببرهة يهرب من مختبر الجامعة، ثم يعود بعد ذلك مع صديقه هنري الذي جاء لزيارته إلى المختبر ولكنهما لا يجدان ذلك المسخ الهائل.
يشعر المسخ بأن الرجل الذي جلبه إلى الحياة تنكر منه وتركه وحيدًا، فيبتعد ويقوم بخدمة عائلة فلاحية خفية وتعلم منها القراءة والكتابة بعد أن عثر على دفتر مذكراته في المختبر قبل أن يغادره، وعندما تعلم القراءة والكتابة استطاع أن يجده مرة أخرى، فيقوم بقتل الأخ لفرانكشتاين؛ ويبرر المسخ أفعاله في قتل الأخ أنه لم يقصد قتله وإنما أراد إسكات صراخه المتواصل بسبب الخوف.
يعود المسخ إلى صانعه ويطلب منه أن يصنع له امرأة لأنه يشعر بالوحدة، ويوافق فرانكشتاين ويذهب لهذا الغرض مع صديقه هنري إلى اسكتلندا وقبل أن يتم صنع المرأة المسخ يخشى أنها ستكون شريرة مثل المسخ الذكر، ويفكر في أنهما ربما أنجبا مسخًا شريرة جديدة، لذلك يدمر ما بدأه قبل لحظات من إتمامه له؛ ويعود فرانكشتاين إلى بلدته ويتزوج، ولكن المسخ يقتل زوجته فى ليلة العرس نفسها، كما يموت أبوه حزنًا مما قاسته العائلة، عندها يقرر فرانكنشتاين البحث عن المسخ ليقتله ويذهب لأجل ذلك إلى القطب بعد أن أخذه تتبع آثار المسخ إلى هناك، لكنه يموت بعد وقت قصير، ويأتى المسخ ليرى صانعه ميتًا، ويحاول أن يلقي نفسه في نار مشتعلة كملجأ أخير بسبب شعوره بالعار.
بعد قرنين أعلن العلماء نجاح إجراء عملية زراعة رأس على جثة، واستعدادهم لتنفيذ العملية على شخص حي، وفقًا للجراح سيرجيو كانافيرو، الذي أشار إلى أن نجاح التجربة على جثة إنسان لأول مرة في التاريخ، يظهر بأن خطته لإجراء عملية نقل رأس باتت الآن جاهزة للتنفيذ.
وقال الجراح إن عملية الزراعة الناجحة على الجثة تبين أن التقنيات الطبية الحديثة التي تم تطويرها لإعادة ربط العمود الفقري والأعصاب والأوعية الدموية، ستسمح للجثة بالتعايش مع الرأس بشكل جيد؛ وكان قبل ذلك قد تحدث عن أنه سجّل أول مريض له وهو رجل روسي يدعى فاليرى سبيريدونوف سيحتفظ برأسه مجمدًا ثم يتم وضعه على جسم مانح جديد؛ وأعلن خلال مؤتمر عقد في فيينا أن «هذه أول عملية من هذا النوع في العالم تنفذ بنجاح، وإن كان من الواضح أن ذلك لن يتحقق فعليًا إلا إذا خضع شخص ما لهذه العملية وتمكن من العيش فعليًا بعدها»؛ وعلى الرغم من تقديمه لأدلة متعددة على نجاح مثل هذه العملية على أشخاص أحياء بما في ذلك نجاحها على الفئران والقردة، إلا أن الأطباء يحذرون من تبعاتها المرعبة على البشر الأحياء والتى قد تؤدي إلى «ما هو أسوأ من الموت» جراء المعاناة المروعة التي ستنتج عن التكيف مع جسد جديد؛ لكن لا أحد يعلم ما الذي سيحدث بعد ذلك.