البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

"حسين".. حلم بالبدلة الميري وأصبح سائق توك توك

الطفل حسين على
الطفل حسين على

لم يكن يتخيل حسين على مصيره كسائق توك توك قبل سنوات، بعد أن كان حلمه أن يرتدى البدلة العسكرية فى الكلية الحربية ويتخرج كضابط، مثل جاره الذى يراه وهو ذاهب إلى عمله يرتدى الملابس العسكرية، ويظهر عليه الشموخ والإباء.
لكن بعد وفاة أبيه وهو فى الخامسة عشر من عمره تغير كل شىء، فقد أعطت له الدنيا ظهرها منذ نعومة أظافره، فحين كان فى الصف الرابع الابتدائى انفصلت والدته عن والده، واضطر إلى ترك المدرسة والعمل فى محل إصلاح سيارات كصبى ميكانيكى، وتبخرت أحلامه بالبدلة العسكرية، وتحول حلم كل يوم إلى الحصول على ٢٠ جينها كدخان من زبون أصلح له سيارته.
قال حسين، مع انفصال والدى عملت كصبى ميكانيكى، فى إحدى الورش بالمنطقة التى أسكن فيها، إلا أن أسلوبه وطريقة معاملته معى جعلتنى بعد حوالى سنتين أذهب إلى ورشة أخرى، إلا أنها لم تكن أفضل من الأولى، حيث استبدلت الإهانة والصراخ الدائم بالضرب وعدم إعطائى اليومية (بحجة أنه يقوم بتحويشها لى)، فقررت أن أكون أسطى نفسى وأبعد عن الميكانيكا.
وتابع «حسين»، بدأت الفكرة من عند جارى الذى يعمل على توك توك، عندما اشتكيت له سوء المعاملة فى الورشة، فأقنعنى بأن أتركها وأعمل على توكتوك، خاصة أنه يتحصل فى اليوم على حوالى ١٥٠ جنيها.
بدأت العمل على التوك توك، وكانت الخطوة المهمة بعيدًا عن الزيت والشحم، فطوال الوقت ملابسى نظيفة ولا يوجه لى أحد الإهانات ولا يأكل أحد حقى، وتحسن دخلى، مشيرًا إلى أنه على الرغم أن العمل على توك توك ليس به صنعة، إلا أنه أكثر راحة ومالا، وبعيدًا عن حكم النفس على النفس.
وواصل: نفسى أعود للمدرسة مرة أخرى وأستكمل تعليمى، خاصة أن زملائى الآن فى بداية المرحلة الثانوية وأقوم بتوصيلهم خلال ذهابهم إلى الدروس.