البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

الحاجة "إحسان": "معرفش عندي كام سنة المهم الستر"

الحاجة إحسان تبيع
الحاجة إحسان تبيع المناديل في الشرقية

بلغت من العمر أرذله، وعيناها التى اندثرتا بين تجاعيد وجهها، تنم عن عقود من الشقاء والكفاح فى الحياة، حتى إنها ما زالت تكد قدر طاقتها، فقط لتوفر كسرة خبز تقتات بها دون مد يدها لجارة أو قريبة، وأيضا حتى لا تحمل أعباءها لأبنائها، فكل له حمله الذى لا يحتمل.
الحاجة «إحسان» تفترش بضع سنتيمترات من الأرض فى أحد شوارع الزقازيق، فجسدها النحيل يسمح لها بالجلوس فى أضيق مساحة، هذا المكان يشهد إقامتها به منذ ١٢عاما، تبيع مناديل للمارة به، حتى إن السكان والمارة يفتقدونها لو غابت عن الشارع يوما.
تقول الحاجة «إحسان» بابتسامة عفوية: «والله ما أعرف عندى كام سنة، قولى٨٠ ولا٩٠ سنة أنا عايشة من زمان يا بنتى، ببيع مناديل من ١٢ سنة فى الحتة دى، علشان ألاقى لقمة أكلها وما أمدش إيدى، الحوجة كرب يا بنتى.
وتابعت بفخر: «قبل ١٩ سنة كان عندنا طين ودار، ولما راجلى مات بعت النص فدان، علشان أدبر عيشة ولادى الأربعة، وأجوز اللى ما إتجوزش، واللى فضل ليا من ورثى، أولادى خدوه منى فى حياتى»، أضافت: «خدوه بخاطرى ماحدش واخد منها حاجة، هو أبوهم كان خد إيه وهو راحل».
واختتمت العجوز الباسمة حديثها قائلة: «هفضل أجرى على أكل عيشى بعلبة المناديل لحد ما أموت، علشان أفضل رافعة راس بناتى عند جوازهم، وما أقطعش عنهم المواسم والعيديات، وأجيب لقمتى وعلاجى، وابنى الوحيد الله يعينه على حاله، عنده كوم عيال يا دوب يكفيهم» وآخر ما قالته: «الستر وراحة البال هما اللى بنترجاهم من ربنا».