البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

شيخ العرب الكبير"قال لأبنائه كونوا دائمًا إلى جانب مصر"

الشيخ زايد بن سلطان
الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان

«تجود بجود ما جاده جميع الناس.. ومن جودك يقول الجود ممنونك.. سموح النفس بتسامح وتتسامح.. ولا تقسى على ناس يحسدونك.. وتمسح دمعة المحروم والسائل.. ولا تجرح ولا تخيب من يقصدونك».. أبيات من الشعر قيلت فى الشيخ زايد بن آل نهيان رحمه الله، لكنها نقطة ماء فى بحر عطاء هذا الرجل، الذى يعشقه الشعب المصرى بمختلف طوائفه، كما عشق هذا الكبير فى مصر وأوصى أبناءه وشعبه بعشقه والوقوف بجوار شعبها وكان يقول رحمة الله عليه لأبنائه: «كونوا دائما إلى جانب مصر».
«ما تقوم به الإمارات نحو مصر، هو نقطة ماء فى بحر مما قامت بهِ مصر نحو العرب».
شرقت شمس الشيخ زايد مع شروق شمس الحرية في الوطن العربي، وكان له دور كبير في تعضيد مصر بعد نكسة 67 إذ قام بإعادة إعمار مدن القناة، وكان يقول «عندما تبدأ المعركة مع إسرائيل، فسوف نغلق على الفور صنابير البترول، ولن نكون بعيدين عن أشقائنا أبدًا»، والكثير من كبار السن فى مدن القناة يعرفون ذلك ويروون الحكايات والقصص عن الرجل الذى ساعد في عودتهم لمنازلهم، بل يعلقون صوره على الجدران بجوار صور الرؤساء المصريين.
«إننا على استعداد للعودة إلى أكل التمر مرة أخرى، فليس هناك فارق زمني كبير بين رفاهية النفط وأن نعود إلى أكل التمر».
فلم يقطع حبل الوداد مع مصر حتى فى أوج الخلاف وتحالف المعسكر الغربى عليها: وقال: «البترول يشكل ثروة اقتصادية يستخدمها العرب من أجل التنمية والتقدم وإذا تعرض العالم العربى لخطر الحرب فمن البديهى أن هذه الثروة هى وجميع الموارد الأخرى سوف تعبأ للدفاع عن العالم العربي، ثم تابع: «إن الذين قدموا دماءهم فى معركة الشرف، قد تقدموا الصفوف كلها، وأن النفط ليس بأغلى من الدماء العربية»، وأضاف: «إننا على استعداد للعودة إلى أكل التمر مرة أخرى، فليس هناك فارق زمنى كبير بين رفاهية النفط وأن نعود إلى أكل التمر».
«لا يمكن أن يكون للأمة العربية وجود بدون مصر»
بعد اتفاقية كامب ديفيد كاد عقد الوطن العربى أن ينفرط وقاطعت دول عدة مصر لكن موقف الشيخ زايد كان مختلفًا عن أغلب الدول العربية، حيثُ ظلّ على تواصل مع الرئيس، محمد أنور السادات، وقال جملتهُ الشهيرة: «لا يمكن أن يكون للأمة العربية وجود بدون مصر، كما أن مصر لا يمكنها بأى حال أن تستغنى عن الأمة العربية»، وظل الشيخ زايد داعما لمصر فى مرحلة إعادة الأعمار ما بعد النصر ووصلت عدد الاتفاقيات التجارية بين البلدين لـ18 اتفاقية.
مصريون يروون حكايتهم مع «والد الأمة»
يقول الحاج علي: «كنت أعمل مدرسا فى الإمارات، وكنا نعامل بحفاوة مطلقة، فالرجل كان بجانب حبه لمصر، لا يقبل أن يظلم أحد، ويأمر شعبه بالتواضع وكان يكرر أن الثروة أتته من عند الله هبة وللناس حقوق فيها».
ويتابع: «إحنا لو حد عندنا كتب كلام مدح فى رئيس بنقول عليه بينافق ويتملق، لكن لما كنا بنسمع مدح فى الشيخ زايد، كنا بنقول الكلام ده قليل عليه من كتر ما شوفنا من أعماله الخيرية، رجل مش هيتعوض، فعلا كان والد الجميع».
أما أم أمنية فتقول: «بناتى أنجبتهن فى الإمارات وتزوجن هناك، لأننا رأينا الشيخ زايد يؤسس بلده على العدل وفعل الخير، وعشنا فيها كما أنها ولو كانت مصر، لذا لم أخش على بناتى من الزواج هناك، ولم أشعر ولو مرة واحدة أنهن فى غربة، ويكفى أن اسم الرجل يتردد فى كل حارة وشبر فى مصر بما فعله من أعمال خيرية».
ويقول الدكتور إبراهيم عبداللطيف، طبيب مصري: «الشيخ زايد كان نموذجا إنسانيا رائعا، أخذ على عاتقه مناصرة الضعفاء، ومساعدة المحتاجين، ونجدة الملهوفين، وإغاثة المنكوبين عطاءاته ما زالت تؤتى ثمارها على المستويين الإقليمى والعالمي».
عامل الخرسانة الشيخ محمد عبدالنعيم يقول: «ياااه.. كلام مر عليه سنين.. لكن والله شوفنا خير من شغلنا هناك.. الحمد لله ولله الحمد، ويتابع فى يوم كنا شغالين فى رمضان وإنتوا عارفين جو الخليج.. وكنا بنريح ساعة الضهر، وقبل الفطار لقينا عربيات جيب داخلة علينا، وجايبة أكل وعصاير والشيخ رحمة الله عليه بيوزعها بنفسه، وبيسلم على كل واحد ويشد على إيده، ووالله الرجل وقف فى وسطنا وقال دى بلدكم التانية وإحنا بلدنا الأولى مصر».