البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

وزير الخارجية يطالب المجتمع الدولي بموقف واضح ضد الإرهاب.. ويؤكد: نخشى تصاعد التمييز ضد الأقليات الدينية والعرقية في أوروبا

البوابة نيوز

قال وزير الخارجية سامح شكري: إن التعددية سُنة كونية لا يُمكن إنكارها، ومصدر للتوازن والثراء، وحبا الله الشرق الأوسط باحتضانه للأديان السماوية الثلاثة وبتنوع غزير وواسع في تراثه الثقافي والحضاري، فكان قلبًا للعالم ومحورًا لتاريخه وتفاعلاته، وكان لسكان هذه المنطقة من ذوي الخلفيات العِرقية والدينية المختلفة حضورًا مشهودًا في هذه التجربة التاريخية الفريدة.

وأكد في كلمته بمؤتمر التعددية الدينية، المنعقد في اليونان، اليوم الثلاثاء، أن دول الشرق الأوسط وشرق المتوسط شهدت تحديات مشتركة على مدار التاريخ، وصولًا الآن إلى المسئولية الجماعية في مواجهة الكراهية والعنف والإرهاب، ومن ثم فإن "الحديث عن الحفاظ على التنوع فى ظل ما تعانيه المنطقة من استفحال لظاهرة الإرهاب، ليس ترفًا فكريًا، بل ضرورة حتمية للحفاظ على أمن وسلامة شعوب الشرق الأوسط، ولعل صرخات ضحايا داعش في سوريا والعراق، ومعاناتهم التي لا يمكن وصفها، ينبغي أن تظل تُذكرنا بحجم المسئولية المُلقاة على عاتقنا."


الحفاظ على تماسك الدول الوطنية

وتابع الوزير: "شددت الدولة المصرية في العديد من المناسبات على أن المعالجة الناجعة لهذه التحديات تكمن في الحفاظ على تماسك الدول الوطنية، بما في ذلك دول المنطقة التي تمر بصراعات، ودعمها فيما تواجهه من ضغوط التفكك والتحلل، ومساندتها في قيامها بمسئولياتها الرئيسية في حماية جميع مواطنيها من العنف والإرهاب، وإفساح المجال لازدهار قيم المواطنة والعيش المشترك في إطار من الديمقراطية وسيادة القانون."

وعبّر عن القلق البالغ الذي يحدو مصر اتصالًا بالتطورات في عدة بقاع في الشرق الأوسط، قائلًا: "أشارككم مخاوفي إزاء تصاعد التمييز ضد الأقليات الدينية والعِرقية بأوروبا، بما في ذلك الجاليات العربية والمسلمة، وشيوع التحريض والكراهية في الخطابين السياسي والإعلامي، وهي التوجهات التي تمنح انتصارات مجانية لدعاة الكراهية ووقود يُستخدم لإذكاء المواجهات والاستقطاب".

ودعا إلى ضرورة إيجاد حل عاجل وعادل للقضية الفلسطينية، ومعاناة الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال الإسرائيلى لا ينبغي أن تغيب عن أي جهد فعال لتغليب قيم الحوار والتسامح والتعايش والعدل، حيث يظل الفشل في معالجة هذه القضية الحيوية مصدرًا رئيسيًا لتغذية الإحباط واليأس والكراهية.


مخاطر الإرهاب على مستوى العالم

كما دعا سامح شكري، إلى الإقرار أيضًا بالتحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية المُقترنة بها على المجتمعات التي تستضيف أعدادًا ضخمة من اللاجئين، ولعلكم تدركون أن بعض دول المنطقة، ومن ضمنها مصر، انتصرت لمبادئ الإنسانية وتحملت وتتحمل الكثير من الأعباء في ظل مساندة محدودة من مجتمع دولي أعطت عددًا من دوله ظهرها لهذا الوضع الإنساني الصعب.

وقال: إن مصر عانت لعقود من ويلات الإرهاب الذي طال مسيحييها ومسلميها، وكان من آخر حلقاته وأكثرها خسة الهجوم على أبناء الوطن من الشرطة المصرية في الواحات، ومن قبله تفجير الكنيستين القبطيتين صبيحة أحد السعف، ويدفع الشعب المصرى ثمنًا باهظًا جراء هذه الشرور المقيتة التي تحاول ضرب الوحدة الوطنية وتمزيق التماسك المُجتمعي.


التعددية والتعايش السِّلمي

وطالب "شكري"، المجتمع الدولي بموقف واضح ومتسق ضد الإرهاب، العدو الأول للتنوع والتعايش السِّلمى في مجتمعاتنا، وكانت السنوات الأخيرة كفيلة بإبراز أنه لا توجد دولة أو منطقة في العالم بمأمن من الإرهاب، مجددا التأكيد على ضرورة وقف التمويل والدعم السياسى والعسكري واللوجيستي للإرهابيين، وامتناع الدول عن توفير ملاذ آمن لهم أو السماح باستخدام أراضيها أو وسائل الإعلام التي تُبث منها.

وختم شكري حديثه، قائلا: "مصر خيارها واضح بأن تستمر وطنًا للتنوع والتعددية والتعايش السلمي رغم كل التحديات الداخلية والإقليمية، وستظل مصر في طليعة الدول الداعمة لأى جهود صادقة تسعى لإرساء السلام والاستقرار في دول الشرق الأوسط، واحترام التنوع ونبذ الكراهية، ما يساعد على تكوين توافق إقليمي لمواجهة التحديات المتصاعدة التي تواجه الشرق الأوسط وشعوبه".