البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

كيف يغرد "الإخوان" من داخل السجون؟

محمد بديع
محمد بديع

من المفترض أن المتهم يعيش حالة من العزلة عن العالم الخارجي داخل السجن لحين انقضاء فترة حبسه والإفراج عنه، ولكن الواقع يضرب هذه الفرضية في مقتل، فبعض أعضاء جماعة الإخوان والمحسوبين على السلفية الجهادية لا يعيشون هذه العزلة، فبعضهم يكتب على مواقع التواصل الاجتماعي، وينشر مقالات في العديد من الصحف تحمل أسمائهم، وآخرون قاموا بتأليف كتب من داخل محبسهم.
وبعد أحداث ثورة 30 يونيو 2013 تم القبض على عدد كبير من قيادات وأعضاء الجماعة الإرهابية بتهم التحريض على العنف والانضمام لجماعة أسست على خلاف القانون، بعضهم صدرت أحكام ضده بالمؤبد والإعدام وآخرون بالسجن من 10 إلى 15 عامًا، كان أبرزهم المرشد العام للجماعة محمد بديع ومحمد مرسي ورئيس مجلس الشعب السابق سعد الكتاتني. 
وفي الوقت الذي تجمع فيه عدد من شباب الجماعة والقيادات في سجن الفيوم أعلن بعضهم عما يسمى "المراجعات الفكرية" داخل السجون، والذي تولى إعداد وتقديم هذا المشروع شاب يدعى عمرو عبدالحافظ، كمحاولة للخروج عن نهج الجماعة ونبذ العنف والاندماج مرة أخرى في المجتمع. 
من أبرز الكتابات التي أخرجها أصحابها من داخل السجون، عصام العريان المودع في سجن "العقرب" الشديد الحراسة، كتب "العريان" مقالًا من داخل محبسه بتاريخ 10 أغسطس في موقع هاف بوست عربي، ينتقد فيه النظام الحالي، ويثني فيه على ما يسميه صمود وثبات شباب الإخوان وقادتهم.
ووصف "العريان" في مقاله العديد من العناصر الإرهابية بحلفاء الجماعة وأبرزهم عصام دربالة قيادات الجماعة الإسلامية الذين شهد تاريخهم العديد من وقائع العنف والإرهاب، منها مشاركته في التخطيط لاغتيال الرئيس الراحل أنور السادات وشارك مع عدد من قيادات الجماعة الإسلامية أبرزهم عاصم عبدالماجد فيما عرف باسم "مذبحة أسيوط" عام 1981 والتي قتل فيها 118 شخصًا من جنود وضباط الشرطة وعدد آخر من المواطنين بالإضافة إلى إصابة المئات.
والحليف الثاني للجماعة بحسب وصف "العريان" يدعى نبيل المغربي القيادي الجهادي والذي تم اعتقاله في 25 سبتمبر 1981 في القضية التي عرفت إعلاميا باسم "تنظيم الجهاد"، وتم الحكم عليه بالمؤبد 25 عامًا، وبعد ثورة 25 يناير 2011، تم توجيه تهم إليه في القضية المعروفة إعلاميا بـ"خلية الظواهري"، والمتهم فيها 68 شخصًا، في مقدمتهم محمد ربيع الظواهري عضو جماعة الجهاد الإسلامي. 
أما الحليف الثالث للجماعة بحسب ما ورد بالمقال يدعى مرجان سالم القيادي السلفي الجهادي صاحب فتوى هدم الأهرامات، والذي سبق له السفر إلى أفغانستان وسوريا وعاد لمصر عام 2011، ويوصف بأنه الأب الروحي لفكر السلفية الجهادية وله كتب ومؤلفات ساهمت في تشكيل هذا الفكر من أهمها (الجهاد في سبيل الله - آداب وأحكام)
هناك حالات أخري، تسعي لخروج رأيها وفكرها من ظلمات السجون إلي العالم الخارجي، منها منشورات الشاب الإخواني عمرو عبد الحافظ الذي تم إيداعه في سجن الفيوم احتياطيًّا على ذمة القضية 1747 لسنة 2014، حيث يتفاعل مع بعض المتابعين علي فيس بوك مع كتاباته التي لا تنقطع، وكان ابرزها ما أعلنه بشأن موعد خروجه من السجن، حيث قال في أحد تدوينة له ( والتي سرعان ما حذفها بعد دقائق من نشرها):" أن خروجه سيكون خلال أيام من سجن الفيوم، وذلك بعد إعلان براءته من محكمة جنايات الفيوم".
وقال عبد الحافظ، عبر تغريده له على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك، من داخل محبسه بسجن الفيوم: "إنه بعد إيداعه في السجن قرابة 28 شهرًا، قضت محكمة جنايات الفيوم ببراءته من كافة التهم المنسوبة إليه"، لافتًا إلى أنه من المقرر مغادرته السجن خلال الأيام القليلة المقبلة.
وبعد تواصل "البوابة" معه لإجراء حوار عن المراجعات الفكرية وأبرز ملامح مشروعه الفكري، فقال " إن المراجعات تتم بالتعاون مع قوات الأمن بعدما تأكدت من صدق المراجعات، وبدروه قام بنشر الحوار علي صفحاته علي مواقع التواصل الاجتماعي عقب نشرها علي المواقع الالكتروني للبوابة، واستقبل تفاعلات المتابعين عليها وكان يتفاعل معها بالرد علي بعض تعليقاتهم. 
ولم تكف الكتابات من داخل السجون، فقد طرح القيادي بالجبهة السلفية، أشرف عبدالمنعم، من داخل مسجون كتابًا بعنوان (حوارات ساخنة خلف قضبان باردة) والذي يطرح فيه العديد من التساؤلات حول سيطرة مفاهيم التكفير علي قواعد جماعة الإخوان الإرهابية، داخل سجني العقرب وطرة 
وأشار "عبدالمنعم" في كتابه أن جماعة الإخوان لا تسطيع الرد على أفكار داعش داخل السجون وتكفيرهم للمخالفين معهم في الرأي، ما يدلل من وجهه نظر الكاتب على خلل في أفكار الإخوان العقائدية والفكرية، ويجعلها جماعة فضفاضة، تحمل كل جينات الأفكار داخلها، في بوتقة واحدة، ويسهل اختراقها فكريًا.