البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

الأنبا "بفنوتيوس" كاسر التابوهات.. و "يؤانس" يرفض الـ"بنطلون مقطع"

الأنبا بفنوتيوس والأنبا
الأنبا بفنوتيوس والأنبا يؤانس

يمنع «تغسيل الموتى والملابس السوداء».. والعزاء «يومًا واحدًا» 
يعد كل أسقف مسئولًا عن إيبارشيته، ووفق القواعد الكنسية، فإن الراهب الأسقف يتزوج «الإيبارشية»، فلا يفارقها مدى الحياة، ويسعى إلى تقدمها وبحث أزمات أبناء الكنيسة، الأمر الذي جعل كل أسقف يخرج بقرارات منفردة يطبقها على الشعب التابع للإيبارشية.
وما بين سمالوط وأسيوط، خرجت العديد من القرارات تطالب الشعب بالالتزام بها تحت شعار «ابن الطاعة تحل عليه البركة».
«الهدوء الذي يسبق العاصفة» مثال ينطبق على الأنبا بفنتيوس أسقف سمالوط، فكل عام يخرج على الشعب القبطي بدراسة جديدة تهدم عادات وتابوهات قد تكون داخل الكنيسة أو خارجها، اعتمدها المجمع المقدس أم لم يعتمدها، فهو لا يهتم بذلك، يعكف على الدراسة لفترة يعتمد فيها على البحث العلمي والدراسات، ويخوض الحرب إلى النهاية، لا يتراجع عن مبدأ ولا يتلمس أنصاف الحلول، يقف بصمود في وجه من ينتقده ويكاد يكون صمته في بعض الأوقات أقوى من كلماته.
اجتاز أسقف سمالوط فترة صمت منذ نهاية عام ٢٠١٦ بعد إصداره كتاب «المرأة في المسيحية»، والذي سبح فيه ضد التيار، فبالرغم من اعتماد التقليد الكنسي تحريم تناول المرأة «الحائض»، فيخرج بهذا الكتاب مستندًا إلى عدد من آيات الكتاب المقدس أثبت خلاله إباحة تناول المرأة الحائض، الأمر الذي دفع عددًا من الأساقفة إلى إصدار بيانات تنتقد كتابه وتحرمه.
والآن، وفي مفاجأة من العيار الثقيل، عاد أسقف سمالوط ليحرك المياه الراكدة مرة أخرى، فقام بعمل مجمع لكهنة الإيبارشية، وناقش خلاله تغسيل المتوفى، ليصل إلى أن تغسيل الموتى مجرد هرطقة، وعادة لم ترد بالكتاب المقدس «الإنجيل»، وليس لها أثر مسيحي، ليخرج بقرار بمنع تغسيل الموتى، ويعمم المنشور على شعب الإيبارشية.
ولم يكتف الأنبا بفنتيوس بذلك، ولكنه استشهد بما ورد في سفر الرؤيا، وهي رؤية القديس يوحنا للأموات في مكان راحتهم، فرأهم متسربلين بثياب بيضاء، مطالبًا الشعب بعدم ارتداء الملابس السوداء في الجنازات وعلى المتوفين، وطالب النسوة بارتداء الملابس البيضاء ليتمثلوا لكلمة الله.
وقد اعتاد الشعب القبطي أن يقيم العزاء في سراديب لمدة أيام، وعمل صلاة الثالث لطرد روح الحزن من منزل المتوفى بمعرفة الأب الكاهن والصلاة من أجل عائلته، ليفاجئ الأسقف الشعب بعزمه على هدم عادات امتدت لمئات السنين تتناقلها الأجيال دون مراجعة أو نقاش، ليعلن أن العزاء لمدة «يوم واحد» فقط، وتم تعميم القرار بالفعل.
كما قرر أن يتم ذكر المنتقلين «المتوفين» جهرًا للترحيم خلال قداس ما يسمى بالأربعين وفق تعبيره، ولمدة سنة واحدة، على عكس ما يجرى بأن يتم ذكر المتوفين عددًا من السنوات وفي صلاة اليوم السابع للرحيل، ونصح الشعب ألا يطبع كروت دعوة السنوية أو الأربعين.
وشدد أسقف سمالوط على منع التدخين خلال تلقي صلوات وتجنيز المتوفى، واختتم الأنبا بفنتيوس المنشور بتدوين «ابن الطاعة تحل عليه البركة»
ومن سمالوط إلى أسيوط، حيث نجد الأنبا يؤانس أسقف أسيوط يخرج على الشعب بقرار يمنع الفتيات، من دخول الكنيسة بـ«بنطلون مقطع» بإيبارشية أسيوط، مشيرًا إلى أنه لا يليق أن تجلس الفتيات في حضرة الله بمثل هذه الملابس.
فيما أشاد القس لوقا راضي، كاهن كنيسة القديس يوحنا المعمدان، بمطرانية القوصية، بهذا القرار مشددًا على أنه قرار صائب ولا بد من تطبيقه، فالكنيسة مكان عبادة لا بد أن يكون به احترام وخشوع للأسرار المقدسة وللمكان المقدس.
وقال القس لوقا: «أنا أول من سيطبق تلك القرارات، فلا بد أن نعلم الأجيال احترام بيت الله حتى في ملابسنا، وهذا ما أوصانا به الكتاب المقدس، والذي حض المرأة أن يكون لباسها لباس الحشمة والوقار، متمثلة بأم النور العذراء مريم».