البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

كمال الطويل.. ملحن النشيد الوطني القديم

كمال الطويل
كمال الطويل

"كمال الطويل" هو أحد أعلام الموسيقى العربية وأبرز الملحنين المجددين، والمستمع لأعماله يجد فيها بجانب الروح الشرقية انطلاقا نحو التجديد وبعدا عن التقليدية في معظم ألحانه. 
ويعد الطويل من الملحنين القلائل الذين قدموا أفكارا جديدة من المقامات المعتادة، ومعظم ألحانه جاءت في حقبة الخمسينيات والستينيات، ورغم وجوده على الساحة حتى عام 2003، لكنه كان مقلا كثيرا في نشاطه الفني بعد الستينيات.
تعلق الشاب كمال الطويل بالموسيقى منذ صغره، وكان يهوى الغناء والتلحين، وبدأ بارتجال بعض الألحان التي ذهب بها إلى الشيخ زكريا أحمد ليسمع رأيه فيها، كان كمال يود أن يسمع بعض الثناء والتشجيع من الشيخ الكبير، لكن الشيخ زكريا باغته بنصيحة قاسية، قال له اذهب لتتعلم العود أولا!
فكر الشاب المتحمس في نصيحة الشيخ وقرر أن يعمل بها، وخيرا فعل، فالتحق بمعهد الموسيقى العربية بالإسكندرية عام 1946، وكان أستاذه بالمعهد الفنان محمد عفيفي حيث درس العود والمقامات والنوتة الموسيقية لمدة سنتين، ثم انتقل إلى القاهرة وأكمل دراسته بمعهد الموسيقى العربية ليتخرج فيه عام 1949.
التقى كمال الطويل أثناء دراسته بعبد الحليم حافظ ونشأت بينهما صداقة فنية امتدت لعقود.
احترف الطويل التلحين طوال حياته، ولم يقدم على الغناء، بل إنه كان يمتنع عن تسجيل أي شيء بصوته! وعمل بالإذاعة المصرية إلى 1956 ثم بوزارة التعليم إلى 1965.
قدم كمال الطويل نفسه للجمهور من خلال صوت عبد الحليم حافظ، واشترك الاثنان في أعمال كثيرة حققت انتشارا كبيرا وجماهيرية واسعة، وبصفة عامة فهي أغان عاطفية أو وطنية. 
من أشهر ألحان الطويل العاطفية لعبد الحليم حافظ "في يوم في شهر في سنة" وهى إحدى قمم عبد الحليم حافظ ومن أشهر ما غنى.
كما لحن كمال الطويل في عام 1955 لأم كلثوم قصيدة "لغيرك ما مددت يدا" من كلمات طاهر أبو فاشا، وفى عام 1956 قدمت له أم كلثوم قصيدة أخرى هي "غريب على باب الرجاء" من كلمات طاهر ابو فاشا أيضا، ولم تكن تغنى إلا للثلاثة الكبار محمد القصبجي، زكريا أحمد ورياض السنباطي، وقد سبقه بعام واحد في التلحين لها من الملحنين الجدد محمد الموجي في نشيد "يا مصر إن الحق جاء" من تأليف أحمد رامي.
عرف فن الخمسينيات في مصر بالاتجاه الوطني، وكانت الأغاني الوطنية، بحكم المناخ السياسي، هي الأعلى صوتا رغم وجود الكثير من الألوان الأخرى، وقد نجح كمال الطويل في مجاراة هذه الموجة الوطنية التي سبقه إليها الملحنون الكبار مثل محمد عبدالوهاب ورياض السنباطي، واستعان بصوت عبد الحليم الشاب لينضم إلى قافلة الملحنين ذوى الأسماء اللامعة، لكنه في قفزة كبرى وأثناء حرب السويس عام 1956 قدم أقوى وأشهر ألحانه على الإطلاق بصوت أم كلثوم وهو نشيد "والله زمان يا سلاحي" من كلمات صلاح جاهين، والذى أصبح النشيد القومي لمصر حتى عام 1971، وقد اشترك بهذا اللحن في تقديم أحد أكبر ثلاثة أعمال وطنية في تلك الفترة، أما العمل الثاني فكان نشيد "الله أكبر" الجماعي من ألحان محمود الشريف، والثالث نشيد "دع سمائي" لعلى إسماعيل غناء فايدة كامل، وكلها في قالب النشيد وساهمت كثيرا في رفع الروح المعنوية وتعبئة الجماهير ضد العدوان الثلاثي.