"التماسيح" تهدد أسماك بحيرة ناصر.. 43 ألف نوع يلتهمون ثروة مصر.. وعددها في المنطقة يصل لـ 120 ألفًا.. ومحافظ أسوان: ندرس كيفية الاستفادة منها اقتصاديًا
تمتلك مصر عددًا كبيرًا من التماسيح، التي لا توجد في أماكن أخرى، وإذا استخدمت جيدًا سيكون مشروعًا كبيرًا، لكن الأدهى من ذلك أن التماسيح تفترس وتلتهم كميات كبيرة من الأسماك.
بحيرة ناصر الذي يبلغ طولها حوالي 350 كم ومساحتها حوالي مليون فدان، فيها آلاف الأنواع من الأسماك، وحسب بعض الدراسات يعيش فيها 43 ألف تمساح تتغذى على أنقى وأنظف وأكبر أنواع الأسماك التي تعيش في البحيرة.
بحيرة ناصر تكونت نتيجة المياه المتجمعة أمام السد العالي بعد إنشائه في الستينيات من القرن الماضي في أقصى جنوب مصر بأسوان وأطلق عليها اسم الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، وهي أكبر بحيرة صناعية في العالم.
ويقول الخبير البيطري، سيد حامد، إن مصر من أكثر دول العالم، استيرادًا للأسماك المجمدة حيث نستورد أكثر من 400 ألف طن سنويًا، مشيرا إلى أن الشعب سوف يأكل أجود أنواع السمك في بحيرة ناصر والذي يعتبر غذاء للتماسيح، كما أن أسماك البحيرة تتغذى على الطحالب النظيفة، فيكون السمك خاليا من الأمراض.
وأضاف أنه إذا تعاملنا مع أسماك البحيرة، سنوفر الكثير من ملايين الجنيهات، إضافة إلى ثمن العلاجات من السموم الموجودة بالأسماك المستوردة، حيث يبلغ سعة التخزين الكلية للبحيرة 162 مليار متر مكعب.
وتابع: "نصف هذه التماسيح متوحشة، والتمساح المتوحش يبلغ طوله 6 أمتار، ووزنه حوالي 950 كجم، والأنثى تبيض من 60:40 بيضة سنويًا، يأكل التمساح فى المتوسط يوميًا 20 كجم من الأسماك، بين المتوسط والصغير، التمساح الواحد يأكل 10 كجم فى اليوم".
المهندس محمود حسيب، مدير عام إدارة المحميات الطبيعية، يضيف أن التماسيح جزء من النظام البيئي للبحيرة باعتبارها كائنات تتغذى على الأسماك النافقة والكائنات المختلفة، مشيرًا إلى أن التمساح لا يأكل كل يوم لتوفير مخزون طاقته لاستغلاله في تنظيم درجة حرارة جسده.
وأوضح أن التماسيح بريئة تمامًا من الاتهامات التي تلاحقها بشأن التأثير السلبي على إنتاج بحيرة ناصر من الأسماك، مضيفًا أنها تأكل الأسماك المفترسة.
من ناحية أخرى أكد اللواء مجدي حجازي، محافظ أسوان أن أعداد التماسيح داخل البحيرة لا تتعدى 120 ألف تمساح، نافيًا ما تردد مؤخرًا بأن التماسيح تستنزف الثروة السمكية ببحيرة ناصر، مشددًا على أنها لا تتغذى على الأسماك فقط.
وأشار إلى أن لجنة من وزارتي الزراعة والري زارت المحافظة وأكدت في تقريرها أن هذه الأعداد لا تثير أية مخاوف.
وأضاف المحافظ، أن هيئة تنمية بحيرة ناصر بصدد إعداد دراسة للاستفادة من وجود التماسيح بالبحيرة اقتصاديا وسياحيا، وذلك بالتنسيق مع جهات أخرى؛ لإقامة بحيرة صناعية مخصصة لتربية التماسيح للاستفادة من جلودها في الصناعات الجلدية، وتحويل هذه المنطقة إلى مزار سياحي.