البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

تقنين الزي الكنسي من "مبارك" لـ"السيسي".. رحلة ولادة متعثرة

البابا شنودة و البابا
البابا شنودة و البابا تواضروس

«طالبت أكثر من مرة من الدولة تسجيل الزي الكنسي، ولكن للأسف رفضت، وأنا ما زلت أطالب بتسجيل الزي الكهنوتي».. هكذا تحدث البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، في حديث سابق لـ«البوابة»، مؤكدًا أن الكنيسة تسعى جاهدة لإدراج الزي الخاص بها واعتباره رسميًا لا يجوز ارتداؤه لغير السالكين درب الكهنوت.
ورغم المحاولات المتكررة للبطريرك الراحل شنودة الثالث لتحقيق الهدف ذاته وحالت الظروف دون ذلك، يستكمل بابا الكنيسة الحالي مساعيه لوجود قانون يحظر استخدام ملابس الكهنوت لغير أهلها.
جاء ذلك تحسبًا للعديد من الأمور، ولعل أبرزها استخدام واستغلال المشلوحين والمستبعدين من أروقة الكنيسة للملابس سواءً في جمع تبرعات من الأقباط أو لتحقيق أغراض خاصة قد تخالف كل الأعراف الدينية، لاسيما أن الرداء الكنسي غير معتمد ومجرّم استخدامه، مما يتيح المجال أمام الإرهابيين استخدام طريقة «الجزار» في أحد المشاهد الشهيرة بفيلم «مافيا» حال ارتدائه زي كاهن لعبور بوابات التأمين وارتكاب عمل إرهابي واستهداف البابا- الراحل - يوحنا بولس الثاني.
لم تفقد «الكنيسة القبطية» الأمل في تقنين الزي الرسمي لقياداتها، رغم مطالبتها منذ عهد الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، وحتى عهد الإخوان قدمت الكنيسة طلبًا للتقنين إلى حكومة هشام قنديل، لكن دون جدوي.
مع تزايد أشكال النصب والاحتيال باسم الدين من الذين يرتدون زي «رهبان وقسوس»، خرج من يجمع تبرعات لترميم كنائس أو إصلاح أخرى، أو لدعم أديرة تحتاج مساعدة أو دعم لأسر شهداء أقباط في أحداث إرهابية وغيرها، ومع تفاقم الأمر خرجت الكنيسة مرارًا ببيانات تحذر فيها من هؤلاء سواء مشلوحين يستغلون الزي أو أفراد دفعهم شيطانهم إلى حيلة الاسترزاق بالملابس المخصصة للكهنوت.
لم يتوقف الأمر عند ذلك الحد بينما تجاوز حدود العالم الافتراضي، واستغل البعض أسماء وصورا لقساوسة عبر مواقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» لمحاولات استقطاب أو تغرير، مما دفع الراهب القمص يحنس السرياني لإصدار تحذيرات عبر حسابه الخاص من هذه الفخاخ، وقال: «متابعة لمسلسل النصب الإلكتروني والنصب وخطف البنات، حذرنا مرارا وتكرارا ليس كل ما ينشر على الفيس يصدق، ولا يجب نهائيا الشات والحكاوي والنصائح وطلب البركة والإرشاد على الفيس، إنها خصوصيات مكانها الكنيسة وليس الهباب بوك، استفيقوا وبلاش سذاجة».
وعقب خطوات جادة من الدولة والقيادة السياسية بتحقيق طموحات المصريين ومعاملة الجميع سواء دفع الكنيسة لإعادة الكره مجددًا، كلف البابا تواضروس الثاني، المستشار القانوني للكنيسة منصف سليمان، لإعداد مشروع قانون للزي الكنسي بدءا من رداء البطريرك وصولا إلى أصغر شماس بالكنيسة.
وقالت مصادر كنسية لـ«البوابة»، إن مشروع القانون الخاص بالزي الكنسي انتهى بالفعل المستشار منصف سليمان من إعداده وتسليمه للمقر الباباوي، ولا يزال حبيس الأدراج منتظرًا المناخ المتاح لطرحه مجددًا.
وأضافت المصادر، إن الكنيسة القبطية تهدف لإقرار واعتماد ملابسها والزي الخاص بالكهنة، لتلافي المشكلات التي تظهر بين الحين والآخر من استغلال البعض للملابس في أمور لا تمت بصلة للكنيسة. 
وتابعت: تم تجاهل القانون على مدى سنوات عجاف وعهود سابقة وتتطلع الكنيسة إلى إقراره في أقرب وقت، خاصة خلال الظروف الراهنة للبلاد مما يسهم في ضبط الإيقاع الأمني، مشيرة إلى أهمية إقراره حفاظًا على الأمن الداخلي وسد تلك ثغرات أمام التيارات الإرهابية.