البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

تعددت الأسباب والاختفاء واحد "ملف"

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

11 واقعة خطف أطفال فى قنا دون 10 سنوات منها 7 فى نجع حمادى فى 2013
90 % ارتفاعًا فى نسبة حالات الخطف بعد الثورة، بعدما أصبحت فرصة للثراء السريع
30 % فقط من حالات الخطف يتم الإبلاغ عنها فى حينها، و70% تتأخر مما يعطل الإجراءات الأمنية 
86 % منها فى نجع حمادي.. و70% كانوا يستجيبون لمطالب دفع الفدية فى 2013
88 % تكون بسبب فدية وابتزاز دون معرفة بأسرة المختطف
95 % من حالات الخطف لغرباء ورجال أعمال وتجار أقباط لطلب فدية مرتفعة
856 حالة «خطف رجال» وطلب فدية خلال عام 2012.. وعام 2013 شهد 1860 حالة خطف
تزايدت خلال الفترة الأخيرة حالات الاختطاف بشكل ملحوظ، خاصة مع ارتفاع معدلات الفقر والضغوط الاقتصادية والبطالة التى أرجع البعض أنها أحد أهم أسباب الاختطاف والاختفاء أيضا، وخلال السنوات الأخيرة لاح فى الأفق دافع آخر، وهو الاختفاء قبل اكتشاف انضمام بعض من هؤلاء المختفين إلى الجماعات الإرهابية، خاصة البالغين بعد إغرائهم بالمال.
الغريب فى الأمر هو عدم وجود إحصائيات رسمية لرصد تلك الحالات، اللهم كانت آخر إحصائية فى عام 2014، الأمر الذى يزيد الظاهرة تعقيدًا، إذ لا يوجد حصر يمكن من خلاله وضع نتائج محددة، فما بين تجارة الأعضاء والابتزاز لطلب الفدية والتجنيد فى الجماعات الإرهابية، تتفجر الظاهرة. 
من جانبه قال اللواء فاروق المقرحى الخبير الأمني، إن الظاهرة أصبحت متزايدة فى معظم المحافظات، منذ فترة طويلة، وأصبح اختفاء هؤلاء الشباب إما لذهابهم عبر هجرة غير شرعية، أو السفر للتجنيد فى ليبيا أو سوريا أو العراق أو السودان عن طريق جماعة الإخوان الإرهابية. 
«البوابة» ترصد بعض الحالات التى تم اختطافها فى ظروف غامضة من بعض المحافظات.
يوسف.. ماتت أمه حزنًا عليه
منطقة الصوفى بالفيوم، كانت شاهدة على واقعة اختفاء يوسف البالغ من العمر ٥ سنوات، الذى تغيب منذ ما يقرب من ٤ سنوات، وقام أهله بالبحث عنه كثيرا لكن دون جدوى. 
يقول السيد محمد، ٤٥ سنة، نجار، والد الطفل، «يوسف كان يلهو أمام المنزل، وأمه كانت بالداخل، وحينما خرجت لتتفقده كان قد اختفى، فأخذت تبحث عند الأهالى والجيران لكن لم تجده، وتوفيت بعد ذلك حزنًا عليه. وقامت بتحرير محضر رقم ٢٩١١ لسنة ٢٠١٤.
رفض العمل مع والده.. واختفى
بينما شهدت منطقة زهراء مدينة نصر، واقعة اختفاء محمد عبدالجواد الذى يبلغ من العمر ١٧ عاما منذ شهر يوليو الماضي. 
يقول الحاج عبدالجواد، والد الشاب المختفى: «ابنى كان يعمل معى فى ورشة حدادة خاصة بى، وكان دائم الشكوى من العمل بها، وفى كل مرة كان يقول لى أريد أن أعمل فى شيء آخر غيرها»، وكان ردى عليه: «لازم تتحمل فهى مهنة أبيك وجدك، إلا أنه أصر على رأيه، فلم أجد بدًا إلا أن ألبى طلبه بأن أتركه يغادرها».
وأضاف الحاج عبدالجواد، أن والدة محمد تعيش فى حزن وتبكى ليلًا ونهارًا على فقدان ابنها، وتردد دائمًا «رجع لى ابنى، أنا عاوزة أشوفه، قلبى عاوز يطمن عليه».
وأشار إلى أنها لا تصدق أن ابنها مختفٍ، بالرغم من أنه فى اليوم الذى اختفى فيه، قام بزيارة جده فى الفيوم، وشكى له أنه قد يئس من العمل فى الورش.
«الجن» خطف ابنى
«ابنى متغيب منذ حوالى عام، وطفح بنا الكيل بحثا عنه دون جدوى، حيث اختفى بعد مكالمة كانت فى حدود الساعة ١٢، طلبت منه الحضور إلى المنزل لتناول غذائه، ثم مواصلة عمله على التوك توك، فوافق قبل أن يغلق بعدها بساعة تليفونه، ومنذ ذلك الوقت لا نعرف له مكانا».. هكذا قال سلمان أحمد، ٦٠ عامًا، والد أحمد سلمان أحمد، ١٨ عامًا، الذى اختفى فى ظروف غامضة من محافظة المنيا، فى الوقت الذى كان يعمل فيه على التوك توك الذى اشتراه له والده. 
وأضاف والده: «قمت بشراء توك توك لابنى بالتقسيط، لمساعدتنا على المعيشة، وكان محصول عمله يسلمه لوالدته يوما بيوم، ولم يتسبب لنا فى أى مشاكل مع أى شخص؛ لأنه كان فى حاله»، واستكمل حديثه ورأسه فى الأرض حزنًا على ابنه المفقود: «دفعت حوالى ٢٠٠ ألف جنيه للمشايخ بعد أن خدعونى بأن ابنى اختطفه الجن، وفى النهاية لم أصل إليه».
ترك هاتفه ولم يعد
عم الحزن قرية نمرة البصل بالمحلة، بعد تغيب محمد حسن خليفة، ٤٤ عامًا، فى ظروف غامضة، بعد أن ترك منزله وهاتفه وحافظة نقوده، بعدها أخذت أسرته البحث عنه ليلًا ونهارًا فى كل مكان، إلى جانب قيامهم بطبع صور للمتغيب وتوزيعها على الناس فى الشوارع فى محاولة للعثور عليه.
يقول ابن عم المتغيب: «محمد أستورجى، لا يعرف سوى عمله ومنزله، والغريب فى الأمر أنه لا توجد أى عداءات بينه وبين أى شخص فى المنطقة؛ حيث إنه منعزل إلى حد ما عن البشر، وفى الصباح اكتشفت زوجته اختفاءه حينما حاولت الاتصال به بعد خروجه من منزله، ولكنها اكتشفت أن هاتفه مغلق، فأخبرتنا وبدأنا نحاول التواصل معه ولكن كان هاتفه قد أغلق.
توجهنا إلى قسم شرطة مركز المحلة، وقمنا بتحرير محضر رقم ٨١٧ - ١٠٥٥٢ لسنة ٢٠١٧.
أين ذهب «عزوز»؟
فى الإسكندرية اختفى منذ عشرين يومًا الطفل عزوز سلامة عزوز ١٥ سنة تلميذ فى الشهادة الإعدادية عقب زيارته لخاله الذى يعمل فى سوق الجملة.
يقول وجدى عبدالعزيز عزوز نجل عم المفقود، إن ابن عمى مقيم فى الأصل فى مركز البلينا بمحافظة سوهاج مع والديه، حيث محل ولادته ودراسته، وكان كل فترة يأتى إلى محافظة الإسكندرية للزيارات، وأنا وباقى أسرته نقطن هناك، وكان عزوز دائما ما يتردد على خاله كل سنة، إلا أنه منذ ثلاثة أشهر أتى الينا بعلم والده لكى يلهو بين أبناء عمومته، وذهب إلى خاله منذ شهر فقط أى قبل اختفائه بـ١٠ أيام.
وأضاف نجل عم المفقود، أن عزوز أثناء مكوثه عند خاله هذا الشهر، قد نشب بينهما عدة خلافات بسبب رفض عزوز العمل مع خاله فى سوق الجملة حيث إن الأخير يعمل فى بيع الخضراوات فى السوق، وكان ذلك قبيل اختفائه بأيام، وقد كان معه هاتف محمول صغير أتى به من سوهاج، وهو ما كنا نتواصل معه أنا وأهله عليه، إلا أن هذا الهاتف أغلق مرة واحدة، ومن يومها لم نترك مكانا إلا وسألنا فيه، بحثًا عنه.
وأشار نجل عم المفقود، إلي أننا ذهبنا إلى قسم شرطة باب شرق، وتقدمنا ببلاغ وكذلك تقدمنا ببلاغ آخر فى قسم شرطة العامرية، علاوة على أننا هاتفنا أحد المعارف فى دمياط، وقال لقد رأيت شخصا يشبه نجلكم هناك، ولكن للأسف الشديد كان ظنه خاطئًا فلم يكن هو، لافتًا إلي أن ما نخشاه هو أن يقع نجل عمى فى أيدى بعض العصابات التى تخصصت فى خطف أطفال فى سن عزوز للتجارة فى أعضائهم، وهو ما يجعلنا جميعًا نواصل الليل بالنهار بحثًا عنه.
«أحمد».. رحل دون مقدمات
«أم أحمد» سيدة عجوز لا تتوقف دموعها ليلًا أو نهارًا بعد اختفاء ابنها صاحب الـ ١٦ عامًا، الذى رحل دون مقدمات، متحدثة لـ «البوابة» عن تفاصيل اختفاء نجلها، قائلًة: «أحمد له ٢ أخوات، وكان يعمل سائقا على توك توك بمنطقة سكنية بالإسكندرية، ولم يتغيب يوما عن عمله أو عن بيته، حيث كان يعود مساء يومه يحكى معى ما واجهه فى يومه».
تلتقط أم أحمد أنفاسها وتستكمل حديثها والدموع فى عينيها قائلة: «لم أتوصل له ولم يتعاون معى أو مساعدتى للعثور على ابني أحد، حتى إن شابا قال إنه يعرف مكانه، وعندما ضغطنا عليه «أنكر معرفته»، مضيفة: «ابنى بطبيعته طيب والكل يحبه وكان يعمل على التوك توك دون أى مشاكل».
وأوضحت: «ابنى يعانى ظروفا نفسية، وعند انتظامه فى العلاج تتحسن حالته، وعلى العكس عند إهماله للعلاج، فمن الممكن أن يحدث له أى مكروه، وممكن أن يذهب مع أى شخص لأى مكان ولا أدرى ماذا سيفعل به، القلق يقتلنى ونفسى ابنى يعود لى قبل فوات الأوان».
وأضافت: «ابنى تعرض لعضة كلب قبل اختفائه بيومين، وكان لا بد أن يحصل على المصل، الآن مر شهران ولم يحدث ذلك، وممكن تحصله أى حاجة».
10 آلاف مقابل عودة «شوقى» 
أما القليوبية، وبالتحديد فى الخانكة، فقد شهدت المنطقة هى الأخرى واقعة اختفاء، حينما تغيب الطفل شوقى محمد شوقي، ١٠ سنوات فى ظروف غامضة عن أهله.
يقول والد الطفل: «نجلى كان عائدا مع والدته من الدرس، وفجأة اختفى ولا نعلم أين اختفى، وأثناء بحثى عنه علمت أن هناك ١٧ طفلا آخرين اختفوا بنفس حالة ابني، أحدهم تلقى اتصالا طلب منه دفع ١٠ آلاف جنيه مقابل ابنه، وبالفعل أرسل الفلوس وعاد ابنه الذى ذهب فعثر عليه فى المكان المتفق عليه». 
وأضاف والد الطفل المختفى، أنه متأكد بأن ابنه قد تعرض للخطف، خاصة أنه طفل صغير يبلغ من العمر ١٠ سنوات، ولا يوجد أى دافع لمغادرة المنزل، قائلًا: «كلمنى أحدهم وطلب منى فلوس مقابل عودة ابني، وعندما طلبت سماع صوته رفض، كما أنه قد أخبرنى بمعلومات خاطئة فى وصف ابني، ولذلك تغاضيت عن الأمر ولم أستجب لهم؛ لأنى أعلم بأن كلامهم غير صحيح وأنهم ليسوا الخاطفين». 
وأشار إلى أن والدة الطفل منذ اختطاف ابنها، وهى صامتة لا تتحدث ولا تأكل ولا تشرب، وقمت بتحرير محضر رقم ١٦٣٨٥ قسم شرطة النزهة.
عبدالعزيز.. «فص ملح وداب» 
 تغيب عبدالظاهر عبدالعزيز محمد عبدالحميد، ٥٥ عامًا، قرية سلامون بمركز طما بسوهاج؛ حيث أبلغ زوجته بسوهاج أنه متواجد فى شقته وسيتجه إلى القطار، وبعدها انقطع الاتصال به.
يقول محمد مصطفى، نجل شقيقة المتغيب، مؤكدا: «خالي مهندس فى شركة خاصة، وفى يوم اختفائه تواصل مع زوجته وأولاده، وأبلغهم أنه عائد إليهم الجمعة، وبعد ذلك أغلق التليفون الخاص به، وبعد بحث متواصل عنه لم نجده على الإطلاق».
استكمل حديثه، قائلًا: «زوجة المفقود وبناته الخمس فى مراحل التعليم المختلفة، يعيشون فى حالة حزن مستمرة، فهم يعتقدون أن مكروهًا قد أصابه داخل الشقة التى كان يقيم فيها بعين شمس».
وأكمل «ليس لدينا أى عنوان تفصيلى له، ومستحيل يكون تم القبض عليه لأنه لم تكن عليه أى أحكام قضائية سابقة، ولا يعرف سوى عمله وأولاده فقط، بحثنا عنه فى كل مكان، ولدينا توجس أن يكون حدث له مكروه فى الشقة التى يقطن فيها.
دينا ذهبت لشراء احتياجات المنزل.. فاختفت
وفى الشرقية بمركز أبوكبير، تغيبت أيضا فتاة تدعى دينا غانم، تبلغ من العمر ١٢ عامًا فى ظروف غامضة؛ حيث أكد أهل الفتاة أنها المرة الأولى التى تتغيب فيها ابنتهم عن المنزل. 
يقول أحمد «ابن خالة الفتاة»، إن والدتها كانت قد أرسلتها منذ ٣ أيام لشراء احتياجات المنزل، لكنها تفاجأت أن الوقت مر دون أن تعود؛ حيث إنها لم تتعود أن تتأخر كثيرًا خارج المنزل، وهو ما أثار قلق والدتها، فخرجت من المنزل للبحث عنها لتفاجأ أنها ليست موجودة فى الشارع، بالرغم من أنها بحثت عنها فى أكثر من مكان ولكن دون جدوى.
وأضاف أحمد، بعد اكتشافنا اختفاء مريم توجهنا إلى أكثر من مكان للبحث عنها، لدرجة أننا ذهبنا إلى القاهرة وقمنا بتحرير محضر فى قسم شرطة الأزبكية، وقدمنا لهم صورتها، كما بحثنا عنها فى عدة أماكن بمحافظة الشرقية.
«حسام» تغيب فى ظروف غامضة 
أما سوهاج، فكانت هى الأخرى شاهدة على واقعة لم تختلف كثيرًا عن سابقتها، حينما خرج حسام حسن محمد عبدالرحمن، صباحًا لشراء احتياجات المنزل، ولكنه لم يعد.
يقول والد الطفل المتغيب، قرية الفاوية مركز البلينا بسوهاج، لـ«البوابة»، «أنا ووالدة الولد منفصلان عن بعض وهى متزوجة، وقمت بتربيته على يدى وعلمته ودخلته المدرسة، وكان من المفروض أن يذهب هذا العام إلى أولى إعدادى، كما أنه بسيط وفى حاله وكل الناس بتحبه فى القرية، ولو سألت الناس فى القرية سيقولون إنه طيب ومحترم وفى حاله».
وتابع: «حاسس إنه زعلان أنى بسافر كتير وأتركه فى سوهاج، بحكم عملى فى شركة المقاولون العرب، كان يعيش مع زوجة أبيه، وكان يحزن لسفري، وقمت بالبحث عنه فى كل مكان، ولم أترك مكانا لم أذهب إليه، ومرت أيام وليالٍ وأنا كعب داير فى مركز العسيرات بعد ما قال لى أحدهم إنه هناك، ولم يتأخر الجميع فى البحث عنه معى».