البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

مذكرات "داعشي".. 3 محطات في حياة شاب مصري حولته لـ"إرهابي"

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

ينتمى لأسرة ثرية فى مصر الجديدة.. وحاول قتل أخيه فى «غزوة الفجر»
أعجب بـ«حزب الله» لتحرير المسجد الأقصى.. وحلم بتشكيل تنظيم جهادى
3400 ينضمون لداعش شهريًا للقتال في سوريا والعراق وليبيا
90 ألف حساب باللغة العربية للتنظيم الإرهابي على مواقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك، تويتر»
40 ألف حساب باللغات الأجنبية يمتلكها التنظيم المتطرف على وسائل السوشيال ميديا
90 ألف تغريدة يكتبها الإرهابيون في اليوم لتجنيد الشباب من كل قارات العالم
800 طفل تحت سن الـ١٨ جندهم التنظيم من دول متعددة وبعضهم لم يتخط حاجز الـ١٣ عامًا
30 طفلا كانوا يقاتلون في صفوف «داعش» قتلوا في معركة كوباني عام ٢٠١٤
350 طفلا ما بين ٥ و١٦ سنة تولوا مهام قتالية لداعش في مدينة الرقة السورية 

فى المساء كان يمضى إلى السرير، فيرى فيما يرى النائم ولدًا صغيرًا يشبهه، ورجلا فى هيئة شقيقه وأصدقاء الدراسة، أحدهم كان يرفع كفه فى الهواء ليسقطها على رأسه، أما الآخر فاعتاد ركله إلى غرفة مظلمة، لا يعرف بالضبط كم مرة رأى فيها هذا الكابوس.. لكنه يذكر جيدًا أنه عرف المعنى القريب للحقد، شبح للعنف مجهول نما إلى جواره.. كبر معه.. رافقه.. وحرضه على الانتقام.. ممن، ولماذا؟
كان هذا جزءًا من مذكرات لشخص يدعى «أحمد.ح. م»، وجدت بجوار جثته فى سيناء، بعد عمليات نفذها الجيش ضد الإرهابيين، كما يؤكد مصدر، رفض ذكر اسمه.
تبدأ القصة فى 2008، عندما سخر طلاب مرحلة إعدادية بإحدى مدارس اللغات بمنطقة النزهة، من «أحمد» الذى كان يقطن بناية بأحد أحياء مصر الجديدة.
يحكى «أحمد» عن عالمه، فيقول إنه تعرض للضرب من زملائه الذين أطلقوا عليه اسم «سيس»... دوّن أحمد مذكراته، التى روى فيها محطات تحولات فكرية انتقل فيها من شاب مسلم يحرص على صلاة الفجر إلى شيعى معجب بحزب الله، ثم التحول إلى مبايعة البغدادي، عبر حسابه الشخصى على «فيسبوك»، منتظرا فرصة الالتحاق بركبه. 


تحرير الأقصى
استهل «أحمد» مذكراته، التى بدأ تدوينها فى العاشر من فبراير ٢٠١٤ بيوم مولده، هناك فى إحدى حجرات مستشفى القاهرة التخصصى بحى مصر الجديدة فى السادس من نوفمبر ١٩٩٤، وضعت والدته طفلها الأصغر والأخير، يقول إنهم سمّوه أحمد بعد رؤية جاءت إلى أمه تبشرها بالاسم.
يقول: «أوله إعدادى كان الأولاد يضربونى على قفايا ويهينوني». وفى العام الثانى فى المرحلة الإعدادية قرر الانتقام من زملائه، متطرقًا إلى قرار اتخذه بأن يكون «صايع» ويرافق الفتيات، وكان ذاك تحديدًا فى النصف الثانى من العام الدراسي، لكنه كان يواظب على الصلاة.. ويواصل «فى ثالثة إعدادى بدأت الدخول فى الإيمان والهداية بدرجة بسيطة». 
ومع الانتقال إلى الثانوية بدأ يعرف حلاوة خاصة فى الصلاة والتسبيح، وفى هذه الأثناء حدثت واقعة ربما تكون المحدد الأول لواجهته، فيروي: «فى إحدى الليالى بدأت التفكير فى ما فائدة الحياة، فمنذ تلك الليلة قررت أن أعيش من أجل تحرير المسجد الأقصى». 
ويتابع: «قلت لأحد أصدقائى اسمه إبراهيم عن ذلك الأمر، وقال لى إنه معى ويشاركنى الهدف فى تحرير المسجد الأقصى، وبدأنا نخطط خططا طفولية للتحرير».
واستعاد أحمد ثقته بنفسه، عندما قفز صدفة من شباك الدور الأرضى فى المدرسة، فلقى إعجاب زملائه، لحقه بقفزات أخرى من أدوار أكثر ارتفاعًا، لُقب على أثرها بـ«سبايدر مان». وربط بين هذه القفزات ونيته بتحرير المسجد الأقصى. ويضيف «كان هدفى فى تلك المرحلة دخول الكلية الحربية من أجل التدريب ثم الذهاب إلى الجهاد ضد الصهاينة».
«غزوات» الفجر
فى عامه الأخير من الثانوى، بدأ أحمد الحرص على الاستماع للشيخ الشعراوي، وكانت بدايته معه عندما سمع أن «سورة النور تحمل شرع الله، والشرع هو نور الله»، فبحث عن تسجيلات الشيخ الشعراوى وبدأ فى متابعتها. 
خلال الفترة نفسها قرر الاستعانة بوالده المنفصل عن أمه للحصول منه على مبلغ مالى يصرف منه على نفسه، بعيدا عن أموال الفوائد البنكية التى كانت تصرف منها أمه على البيت. ويذكر أن أخاه حاول منعه من النزول لأداء الصلاة، وحدثت مشاجرة بينه وبين أخيه، فكاد أن يقتله «فى سبيل الله»، كما يقول: «فركزت أن أقتله فى سبيل الله وأخذت أخنقه، وقال لى (خلاص خلاص)، وانتهت الواقعة إلى سماحه لى بالنزول. وفى طريقه إلى الباب قال إنه نظر إلى المرآة ونطق «وإن جندنا لهم الغالبون». على خلفية هذه الواقعة ذهب أحمد برفقة أمه إلى دكتور نفسي.
وكيل الشيطان
فى محاولة أخرى لقتل أخيه الذى سماه بعد ذلك «وكيل الشيطان»، هدد أحمد شقيقه بالسكينة عندما دفعه الثانى إلى المطبخ فى واقعة أخرى عرفها بـ«غزوة الفجر». وتدخلت والدته هذه المرة ومنعته من محاولة قتله أخيه، على خلفية هذه المحاولة ترك أحمد بيت أمه الذى سماه «دار الكفر» وانتقل للعيش مع والده، لكنه تراجع عندما ضعف أمام حزن أمه.
فى هذه الأثناء فشل فى الالتحاق بالكلية الحربية لأسباب خاصة بقوامه، فالتحق بكلية آداب قسم اللغة الإنجليزية جامعة عين شمس. ووقتها كان قد ابتعد نسبيًا عن الصلاة، لكنه عاد إلى خطه عندما شاهد فيلم عن الحرب العالمية يحكى قصة تدريب جنود إنجليز ويهود لمواجهة النازية، «فذلك الفيلم أيقظ فىّ «المجاهد» الذى كان قد كسر وعدت لهدفى مرة أخرى، وكان هدفى تحرير المسجد الأقصى للمرة الثانية».
حزب الله
فى بداية التحاقه بالجامعة، تعرف أحمد على ولد يدعى «الوليد. ج. أ» كان يؤمن بمشروع حزب الله اللبنانى ويحلم بالانضمام إليه، ويروى أحمد «.. المهم عندما أخبرنى وأن هدفه فى الحياة هو الانضمام لحزب الله أن يكون كادرا من كوادر الحزب ويدافع عن لبنان، فقلت له إنى أريد أن أصبح معه. أردت الانضمام لحزب الله لكى أحصل على التدريب العسكرى لكى أحارب الصهاينة».
وعن ذلك يقول: «فاعتقدت أن أكون أنا الأمير الذى قد تنادى السماء عليه، فقررت إن شاء الله أنضم لحزب الله وأذهب إلى سوريا، إما لكى أبايع الإمام أو يبايعنى الناس».
جماعة جهادية
فى يوم ٤ يونيو ٢٠١٤، بدأ «أحمد» الدخول فى مرحلة جديدة من مراجعات فكرية أسفرت عن تركه لحلم الانضمام لحزب الله والتفكير فى تشكيل جماعة جهادية، وفى هذا قال: إنه تقابل مع أحد الشباب السلفيين. وتابع: «أذكر هذا الشاب أنى تقابلت معه فى مسجدة «الدعوة»، وهو مسجد تعودت الصلاة فيه بعد حريق مسجد «رابعة»، فى هذا اليوم كانوا يقومون بتهوية المسجد بعد الرش بالمبيدات الحشرية لتنظيف المسجد». وطالبه السلفى بحضور اجتماع بزاوية تدعى «مسجد الرحمة» «للتعلم فى أمور الدين». ويقول: «ذهبت لذلك المسجد فقابلت شابا سلفيا آخر يدعونى لذلك الاجتماع، وقال إنه يوم الأحد أيضًا». 
هنا وقع أحمد فى حيرة بين الانضمام لجماعة سلفية يعتقد أنها ستدعوه للجهاد، أم يبقى مع حلم الانضمام لحزب الله بصحبة صديقه الوليد، وعن ذلك قال: «.. أستطيع أن أكون مع هؤلاء ومع هؤلاء إن شاء الله، حينها أقول لنفسى إنى منافق».. وتابع «أعلم أين الحقيقة إن شاء الله الخميس المقبل سأذهب لاجتماع السلفيين لأتبين أمرهم.. هل هم حقًا جماعة جهادية كما يبدو لى والله أعلم أم لا».
وليلة هذا اليوم الذى طرح فيه على نفسه هذه الأفكار حدث تطور غريب فيقول: «فى تلك الليلة قبل أن أنام جاء فى فكرى خاطرة وأصبحت حلما بأن أكون جماعة جهادية تتخذ فكر مجاهدين بلا حدود أو مذهب. فهذه الجماعة التى أريد إنشاءها هدفها تدمير إسرائيل والدفاع عن المسلمين فى العالم كله.
موعد اللقاء 
فى يوم ٥ يونيو ٢٠١٤ كان موعد اللقاء، فيحكي: «ذهبت إلى تلك الزاوية المسماة بمسجد «الرحمة»، ألقيت السلام باليد من بعيد على محمد الذى يخضب لحيته. بعد صلاة العشاء أتى رجل طويل اللحية أسمر البشرة وتنحيت عندما رأيته. لم أشعر بالإيمان بداخله. وبعدها أتى شخص صغير السن فى سن الشباب يبدو عليه الصلاح، وأعطى الدرس الدينى، ونظرت وجدت عددا كبيرا جدًا من الشباب الذين يقربون سنى كل شيء كان عادى إلا عندما انتهى الخطيب، جاء الرجل الذى لا يبدو عليه الصلاح وتحدث عن الخروج فى سبيل الله». وتابع: «سألت محمد إيه الخروج فى سبيل الله ده عشان أنا مش فاهم»، قال لي: «زى اعتكاف فى المسجد وأراد أن يأخذ نمرة تليفونى لم أعطها إياه».
مجاهدون بلا حدود 
على شواطئ الجونة بساحل البحر الأحمر، وفى ٨ يونيو ٢٠١٤ كتب «أحمد» عن رائحة مميزة عرف بها غير المسلمين، وظن أنها رائحة كل من لا يعرف دينه، قائلًا: «.. وأسأل نفسى.. هل أنا وحدى أشم هذه الروائح أم كل الناس يشمونها؛ لأنى أصبحت أعلم وجود كافر مسيحى من رائحته».
وقتها بدأ تدوين ملخص الأفكار التى توصل إليها ورأى أنها جديرة بصناعة كتاب اختار اسمه «مجاهدون بلا حدود أو مذهب، لكنه ذكر فى اليوم نفسه أن تجربته فى الكتابة فاشلة بعدما اكتشف صعوبتها حتى لو توفرت لديه الأفكار».
لست شيعيًا ولا سنياً
كون «أحمد» فى تلك المرحلة قناعة جديدة، قال فيها إنه لم يعد شيعيا ولا سنياً، بل مسلم كما «سمّانا الله»، ليكفره بعض أصدقائه عبر حسابه على فيسبوك، وعن ذلك يحكى «وأنا خارج من باب مسجد «الدعوة»، وكنت آخر من كان يصلى، فباقى الجالسين لم يكونوا يصلّون، جاء فى بالى من كفرنى على النت أيقول بكفرى بعد كل ما فعلته. كل ذلك من أجل أنى أعلنت على النت أنى لا مذهبى ولا أتبع مذهبا. أنظر للسنة على أن فكرهم ساذج... والشيعة فكر حاقد يكفر الصحابة والخوارج». وتابع: «خرجت عن كل تلك الفرق وأصبحت مسلمًا كما سمانا الله».
هدم الثوابت 
يقول أحمد: «اكتشفت فى هذا اليوم أن مشكلتى ومشكلة الأمة الإسلامية أنى لم أجد من يزرع لى فحصدت أخا طاغية كافر وأما لا تفقه أو تكاد لا تفقه فى شيء ومنافقة وأبا رمانى بلا تربية لم يعلم حرفا من كتاب الله». وتابع: «اللهم عليك بأجدادي».
وفى رمضان ٢٠١٤، بدأ يتجه بعيدًا عن المذهب الشيعي،، ويروى «بعد استماعى لبعض محاضرات وخطب الشيخ الدكتور عدنان إبراهيم، بدأت أعتقد بعدم وجود الهدى، وعدم عودة عيسى عليه السلام، وعدم وجود الدجال، وأما يأجوج ومأجوج أؤمن بوجودهم ولا أؤمن أنهم يظهرون فى زمننا». وتابع: «الآن أصبحت لا أنتظر أحدا لا أحد يساعدنا يجب أن نتحرك بأنفسنا». 
الجهاد بمفهوم أوسع
من هذا المنطلق وهو حتمية التحرك وعدم التواكل على الله، فكر «أحمد» خلال شهر رمضان فى تنفيذ عملية تفجير للسفارة الإسرائيلية فى القاهرة وخطف السفير، وهنا يقول: «الحمد لله بدأت أقدم الخطط لنسف سفارة الصهاينة وأشكر كثيرًا أصحاب (غزوة السفارة الأولى) إن شاء الله؛ لأنهم أعطونى معلومات عن داخل السفارة والحمد لله. يبدو والله أعلم أنى إن شاء الله فى جهاد طوال حياتي، أولًا لتحرير نفسى والآن أجاهد محاولة لتحرير الأسرى». إلا أن خطوة السفارة تم تأجيلها عندما شاهد فيديو على الإنترنت لجنود أمريكان على درجة عالية من التدريب.
عدم المذهبية مجددًا
يعتبر قمة التحول الفكرى الذى مر بها «أحمد»، كان فى ٢٦ أغسطس، عندما أعلن عبر حسابه على فيسبوك تشيعه، وبدأ هنا الإفصاح عن فجوات داخل المذهب السنى من وجهة نظره، فيقول: «عندى بالأدلة أن أبوبكر كان يكذب، قال إن الأنبياء لا يورثون وكذب لأسباب سياسية». وتابع: «المشكلة أن من يدخل التشيع ويعرف الحقائق لا يستطيع الخروج»، إلا أنه فى بداية سبتمبر أقر بأن كُتب السنة فيها ما يدفعك للتشيع والشيعة لديهم ما يدفعك للسنة... سريعًا وتحديدًا فى ١٢ سبتمبر، عاد إلى عدم مذهبيته، فيقول: «لست منتميا لأى مذهب، ولست ملتزما بأى مذهب أو فرقة من هؤلاء لأنى رأيت تخاريف البخاري».
مرحلة الإلحاد 
يقول أحمد «لولا الإيمان فى القلب لكنت من الملحدين لا شىء فوق العقل يربطنى بهذا الدين، نوع من اليقين تعلمته من الشعراوي، ولكنى وصلت له قبل الشعراوي. وفى خضم تلك التحولات أعجب «أحمد» بشدة بشخصية أدلف هتلر، قائلًا إنه ظُلم «وصيتى بعد فتح تل أبيب يبنى فيها تمثال لهتلر العظيم».
«الدعشنة» والانتهازية
فى ٢٦ ديسمبر ٢٠١٤، كتب «أحمد» أن صديقه «الوليد» أعلن ولاءه لتنظيم «داعش»، وأصبح مكفرًا للشيعة كارهًا لحسن نصر الله. بدوره فكر «أحمد» القريب فى هذه الفترة من الإلحاد فى أن ينضم إلى أى كيان مسلح، حتى لو كان «داعش» أو الجيوش العربية بغرض التدريب العسكرى لتنفيذ حلمه بخطف السفير الإسرائيلى وتحرير المسجد الأقصى. وعاد وتحدث عن أن الحل الوحيد للقضاء على «الصهاينة» فى هذا التوقيت هو الانضمام لـ«داعش» باعتباره القوى العسكرية المحاربة الوحيدة الآن.
وفى ٧ يناير ٢٠١٥، كتب: «من هذه الأيام بدأت التخطيط لتحرير المسجد الأقصى، وليس مجرد المقاومة أو إيذاء الصهاينة، لو استطاعت ولاية سيناء أن تحكم السيطرة على حدود مصر وفلسطين، سيقوم المجاهدون بكسر الحدود وفتح مصر على فلسطين وبداية الحرب وإرسال القوات الجهادية إلى عقر دار تمركز الصهاينة. ولكى نسيطر على الحدود علينا تفكيك الجيش المصرى والسيطرة على سلاحه».
ويتابع: «.. بدأت أيضًا ألاحظ أن الدولة الإسلامية تنفذ إحدى مصالح أمريكا، إشعال حرب سنية شيعية».
وفى موقع آخر، يقول: «فحرب الدولة الإسلامية على الجيش المصرى فى نظرى مشروعة....، وهدفى أولًا التدريب العسكرى، وثانيًا خبرة قتالية، وثالثًا بدء نوع جديد من الحروب وهو أسلوب الأرض المحروقة...».
التعاطف والانتماء لداعش
منذ نهاية يناير ٢٠١٥، بدأ «أحمد» يتعاطف مع تنظيم «داعش» وتنظيم «القاعدة، ويقول: «بغضت الخلاف بين أبى بكر البغدادى أمير المؤمنين ومحمد الجولانى الذى كان يحارب فى الصف نفسه أيام تنظيم دولة العراق الإسلامية. وأصبحت أشعر بالانتماء إلى هؤلاء القوم».
حتى هذا الوقت يظل «أحمد» متحفظًا على بعض تصرفات «داعش» كقتله أحد أعضاء مجلس شورى المجاهدين لرفضه بيعة البغدادي، إلا أنه يراه الفصيل القريب منه فى الهدف، لذا حاول أن يبحث عن فرصة للتواصل معه من خلال داعية بالدعوة السلفية شاب لم يذكر اسمه وكان معروفا بولائه لـ«داعش».
وفى بداية فبراير كتب: «أصبحت أشعر بانتمائى للدولة الإسلامية وأصبحت أحب الإسلام رغم عدم رؤيتى بضرورة الالتزام بكل كتب السنة، وفرحت بحرق الطيار الأردنى معاذ الكساسبة»، لهذه الآراء أقدمت إدارة «الفيسبوك» على غلق حسابه بعدما أعلن عن تأييده لـ«داعش»، ونشر صورة له وهو ملثم بجواره كتابين الأول كتاب «الدولة الإسلامية» والثانى «القاعدة ما بعد بن لادن» للكاتب عبدالبارى عطوا، وكتب على الصورة «اليوم نقرأ وغدًا نذبح». 
إذًا هى المرة الأولى التى يتبنى فيها منهج الذبح، فيقول: «أصبحت شديدا جدا على أعدائى ولم أعد أعرف شيئا اسمه حرمة تجاه كل من يدافع عن حدود اليهود، فسواء من يدافع عنهم جندى مصرى أو صهيونى فبالذبح سوف آتى إليه إن شاء الله».
وفى منتصف فبراير ٢٠١٥، كتب أنه أعلن بيعته لأبى بكر البغدادى على حسابه الأساسى الذى يتعرض كثيرًا للغلق، ويضم صداقات من كليته وبعض الملحدين. ويقول «أعلنت البيعة على إخلاص للدولة الإسلامية والحب لها ولأشرف الناس الذين فيها، الذين يريدون استعادة مجد الأمة».
عقب هذه البيعة اعتكف فى غرفته معززًا من عزلته عن «المجتمع الكافر»، فيقول: «وما زلت الآن فى العزلة عن المجتمع المنافق المتخاذل عن جهاد أعداء الأمة ونصرة دينه، ولم أذهب للكلية وخدعت أمى وأجلس فى البيت لأتفرغ مع الكتب الإلكترونية والحقيقية التى اشتريها».