البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

ردود أفعال استباقية دولية وإقليمية ضد استفتاء كردستان

البوابة نيوز

تتوالى ردود الفعل الاستباقية الدولية والإقليمية على الاستفتاء الشعبي العام حول استقلال إقليم كردستان، وذلك منذ أن أعلنت الأحزاب الكردستانية اختيار يوم 25 سبتمبر المقبل موعدا لإجراء هذا الاستفتاء، وتأكيد رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني أن قرار شعب كردستان إجراء الاستفتاء قرار مصيري لا رجعة فيه.
ولفتت الزيارة غير المتوقعة التي قام بها وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس إلى العراق قبل يومين في إطار بحث الوضع الراهن والعمليات ضد تنظيم "داعش" مع القادة العسكريين الأمريكيين والمسئولين في الحكومة العراقية وكذلك زيارته إلى أربيل، لفتت الأنظار إلى الموقف الأمريكي الدولي تجاه استفتاء كرستان العراق المزمع إجراؤه بعد حوالي شهر.
وقال المبعوث الأمريكي للتحالف الدولي ضد "داعش" بريت مكجيرك، في تصريحات صحفية على هامش زيارة ماتيس لأربيل، "إن الوقت غير مناسب لإجراء استفتاء كردستان العراق"، مضيفا أن التصويت على هذا الاستفتاء في هذا الوقت سيكون كارثيا بالنسبة للحرب على "داعش".
ويواجه مشروع الاستفتاء الذي أعلن عنه البارزاني ردود أفعال سلبية من قبل الدول الغربية، تمثل في تحذير وزير الخارجية الألماني سيجمار جابرييل، من تبعات هذا المشروع، حيث اعتبره خطوة غير صحيحة ممكن أن تؤدي إلى تردي الأوضاع في بغداد وأربيل معا، وعبرت ألمانيا عن قلقها بشأن خطط إقليم كردستان لإجراء استفتاء على الاستقلال، لكونها قد تؤجج التوتر في المنطقة.
وقال وزير الخارجية إن "بوسع ألمانيا أن تحذر فقط من اتخاذ خطوات أحادية الجانب في هذه القضية التي تهدد وحدة العراق وتضعها في خطر كبير"، مضيفا "أن إعادة رسم حدود الدولة ليس هو الطريق الصحيح، وقد يؤدي إلى تفاقم الموقف الصعب والمضطرب أصلا في أربيل وبغداد".
فيما عبرت وزارة الخارجية الأمريكية عن قلقها من هذا الاستفتاء واعتبرته إجراء خاطئا في مسير محاربة تنظيم "داعش" التكفيري، مؤكدة في بيان لها دعم واشنطن لعراق ديمقراطي موحد ومستقر، وحذرت في الوقت ذاته برلين من اتخاذ خطوات أحادية الجانب في هذه القضية، وعلى صعيد متصل، أعلنت موسكو دعمها لوحدة الأراضي العراقية، داعية إلى تسوية كافة الخلافات بين أربيل وبغداد عبر الحوار.
ومن جانبها، أكدت وزارة الخارجية الإيرانية أن إقليم كردستان جزء من العراق الفيدرالي، وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي "إن القرارات المنفردة والبعيدة عن المعايير والأطر الوطنية والشرعية، والتي تتخذ في الظروف المعقدة الحالية التي يمر بها العراق والمنطقة، وفي ضوء المخططات التي يعدها الأعداء لاستمرار زعزعة الأوضاع في العراق، ما سوف يؤدي إلى مزيد من المشاكل وتفاقم الأوضاع الأمنية في العراق".
ودخلت تركيا على خط ردود الفعل بوصف رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، خطة إقليم كردستان العراق لإجراء استفتاء على الاستقلال بأنها غير مسئولة، قائلا إن المنطقة بها ما يكفي من المشاكل بالفعل، وأن إضافة مشكلة أخرى إلى المنطقة ليس أمرا صائبا"، مشددا على رغبة تركيا في أن يعيش العراقيون جميعهم معا كأمة واحدة.
ويرى المتابعون للشأن الكردي، أن انفصال كردستان العراق المزمع بقرار أحادي سوف يدشن لبداية مرحلة سياسية جديدة عنوانها الرئيسي "تقسيم العراق"، سواء كان تقسيما مناطقيا أو تقسيما على أسس طائفية أو عرقية، وهو ما يعني أن وحدة الدولة الوطنية العراقية باتت على المحك، وأن الصراع في مرحلة ما بعد الانتهاء من محاربة تنظيم الدولة سيكون صراعا بين الدولة وبين مكوناتها الطائفية التي ستسعى بشتى السبل للحصول على مكاسب كتلك التي سيحصل عليها الأكراد.
وجاء في توصيات دراسة بحثية أعدها مركز "رؤية " للسياسات والدراسات المستقبلية بالعراق، تحت عنوان "العراق ما بعد داعش"، ضرورة أن يعتمد منهج الحكومة العراقية مع الأطراف السياسية على الحوار وخلق مناطق وسط لتقليل التعارضات وصولا إلى رؤية وطنية لبناء الدولة وتحقيق الاستقرار، خاصة وأنه من المتوقع أن تفرز مرحلة ما بعد "داعش" تداعيات على مستوى العلاقة بين بغداد وأربيل وبين القوى السياسية، خاصة فيما يتعلق باستفتاء إقليم كردستان والذي لا يلقى إجماعا عراقيا ولا إجماعا كرديا، الأمر الذي يتطلب رؤية حكومية حكيمة تسهم في خلق حوار عقلاني.
وتصر بغداد على موقفها تجاه محاولات الانفصال الكردي بشمال العراق، حيث قال المتحدث باسم الحكومة العراقية سعد الحديثي - في تصريحات له في شهر يونيو الماضي - "إن الحكومة تعارض أي مسعى من جانب السلطات الكردية لإعلان الاستقلال، ولهذا فإن أي موقف أو خطوة تتخذ من أي طرف في العراق يجب أن تكون مستندة إلى الدستور، وأي قرار يخص مستقبل العراق المعرف دستوريا بأنه بلد ديمقراطي اتحادي واحد ذو سيادة وطنية كاملة يجب أن يراعي النصوص الدستورية ذات الصلة، ومستقبل العراق ليس خاصا بطرف واحد دون غيره بل هو قرار عراقي وكل العراقيين معنيون به، فلا يمكن لأي طرف وحده أن يحدد مصير العراق بمعزل عن الأطراف الأخرى".
وفي المقابل، أعلن رئيس إقليم كردستان العراق، مسعود بارزاني – في تصريحات صحفية قبل أسبوع أن هدف الاستفتاء على استقلال الإقليم هو منع كوارث وحروب جديدة، مشددا على استحالة التراجع عن تنظيم الاستفتاء المقرر في 25 سبتمبر المقبل.