البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

"النعوش العائمة".. طريقك إلى الآخرة

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

النعوش العائمة، أو معديات الموت، هكذا يطلق الأهالي على المعديات التي تربط بين القرى، الوسيلة الوحيدة للتواصل بين القرى، لكن غياب الرقابة على المعديات، جعل رحلات المعديات رحلة إلى العالم الآخر، ورغم تعدد الحوادث خلال الشهور الماضية؛ فإن النعوش العائمة ما زالت تحصد أرواح الأبرياء.
كشف تقرير لهيئة النقل النهري عن وجود ٩٩ معدية مرخصة لنقل الركاب بفرع نهر النيل، والعشرات من الوحدات النهرية المرخصة وغير المرخصة بفرع نهر النيل برشيد والرياح البحيري والناصري والنوبارية.
القليوبية: ١٤ معدية خطرة
في القليوبية تشهد المحافظة يوميًا حوادث كارثية تسببها تلك المعديات، التي لا يتحرك نحوها المسئولون إلا بعد حدوث كوارث، فمعظمها متهالكة وغير آمنة، وأكد الأهالى أن هناك أكثر من ١٤ معدية تعمل فى نطاق القليوبية، تمثل خطرا على الأهالى لافتقارها عوامل الأمن والأمان، مطالبين بوجود رقابة صارمة عليها.
الشرقية: نعوش عائمة
في الشرقية وعلى ضفاف مياه النهر الملاصق للطريق الزراعى، تجد عشرات المواطنين يقفون منتظرين دورهم فى استقلال «العبّارات» التى تقلهم ذهابًا وإيابًا، ليتمكنوا من الذهاب إلى مصالحهم معرضين حياتهم للخطر.
 فالعبارات عبارة عن «كُهنة» متهالكة وقديمة، ولا توجد بها سترات نجاة أو تنطبق عليها شروط السلامة فى المياه حال تعرضها للغرق، ونسبة كبيرة منهم يمتهنون قيادة هذه «النعوش العائمة»، دون أن يجيدوا حتى السباحة ولكنها بالنسبة لهم مجرد عمل يحصلون منه على قوت يومهم و«لقمة عيش حلال» دون الالتفات إلى خطورة الوضع الذي هم عليه.
المنيا: حوادث متكررة
يبلغ إجمالى عدد المعديات التى تعمل بنيل المنيا ١٧٨ معدية، منها ٣٢ حكومية، ويعتبر مركزا سمالوط وأبوقرقاص الأكثر استخدامًا لتلك الوسيلة، وشهدت المحافظة حوادث متكررة بسبب إهمال المعديات وعدم وجود رقابة صارمة عليها، ففى يوم ١٤ أكتوبر من عام ٢٠٠٧، وتحديدًا أول أيام عيد الفطر المبارك، لقى ١٣ شخصًا مصرعهم غرقا بالنيل أمام مرسى قرية بنى حسن بمركز أبوقرقاص، بعد تحطم الحواجز الحديدية لمعدية وسقوط الركاب بالمجرى المائى للنيل، وبعد مرور أقل من شهرين على الحادث، وتحديدا فى يوم ٢٢ ديسمبر من عام ٢٠٠٧ سقط ميكروباص بالمجرى المائى للنيل من أعلى معدية قرية الحاج قنديل بمركز ديرمواس، بسبب عدم غلق البوابات، مما أسفر عن مصرع ١٩ شخصًا، وفى يوم ٢٣ من شهر يوليو من عام ٢٠٠٨ سقطت سيارة ميكروباص من أعلى معدية قرية شارونة بمركز مغاغة، مما أسفر عن غرق ٩ أشخاص، وفى يوم ٢٥ أغسطس من عام ٢٠٠٨ سقطت سيارة ربع نقل من أعلى معدية قرية الروضة بمركز ملوى بسبب عدم غلق البوابات، مما أسفر عن مصرع ٣ أشخاص.
أسيوط: تهالك العبارات
وفى أسيوط يشتكى مواطنو ٥ مراكز بمحافظة أسيوط يشقها نهر النيل، وهى «القوصية، أبوتيج، أبنوب، ديروط، البدارى» من تهالك العبارات، وبخاصة معدية نزلة باظا بقرية نجع سبع لمركز أسيوط، ومعدية قرية النخيلة وأبوتيج. من جانبه، أكد مصدر مسئول بديوان المحافظة، أن معظم المعديات لا تهتم بغلق الأبواب المتهالكة، فتكون مثل عدمها، مما يسمح بسقوط السيارات ووقوع الكوارث، بالمخالفة لشروط الترخيص التى تختلف بحسب حجم المعدية، كما حدث بسيارة المعابدة، فضلا عن افتقاد مواصفات الأمان والسلامة المطلوب توافرها، مثل: تناسب أطواق النجاة وسترات النجاة وطفايات الحريق غير الموجودة فى الأساس على الواقع بالمعديات.
سوهاج: عبّارات غير آمنة
فى محافظة سوهاج تعتبر المعديات وسيلة أساسية للتنقل، فهناك ٧ قرى و١٤ نجعًا، تستخدم المعديات، رغم أنها غير آمنة، وغير صالحة، بحسب أهالى القرى.
 ويوجد فى المحافظة عدد كبير من المعديات، أهمها معدية نيلية تربط بين مركز المراغة وجزيرة «الشورانية»، ويتبع الجزيرة ١٤ نجعًا جميع سكانها يعتمدون كليًا فى تنقلهم على المعدية القادمة من المراغة وإلى الجزيرة، وتصل تلك المعدية أيضًا إلى مركز ساقلتة من ناحية شرق النيل، كما توجد معدية أخرى تربط بين قرى مركز البلينا ومركز دار السلام. بينما فى مركز طما فى جزيرة «العتامنة» فيعتمد سكانها على معدية تربطهم بجزيرة «شندويل»، بينما قرية الجزيرة نفسها فتستخدم معدية إلى قرية «عرب الأطاولة». 
وفى إطار محاولة المسئولين استبدال المعديات النيلية بالكبارى، تم البدء فى إنشاء كوبرى للمشاة فى مركز جرجا إلى مركز دار السلام، وتم البدء فيه منذ عام ٢٠٠٨، لكنه توقف عامين بسبب نقص السيولة، غير أنه تمت إعادة العمل فيه، وتم إنجاز نحو ٨٠٪ منه.