البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

إدلب السورية تخشى مصير الموصل

البوابة نيوز

لا يحتاج المراقب للوضع في الشمال السوري إلى كثير بحث حتى يصل إلى نتيجة مفادها أن محافظة إدلب السورية، والتي تعد معقل الفصائل المعارضة التي تقاتل نظام الأسد، باتت تخشى مصيرا مشابها لما حدث بمدينة الموصل العراقية، والتي استطاعت القوات العراقية مدعومة بطيران التحالف الدولي تحريرها من تنظيم داعش الإرهابي، لكن الثمن كان باهظا جدا فقد تم تدمير المدينة وتشريد سكانها البالغ عددهم قرابة المليونين.
وتخشى الفصائل المسلحة التي تسيطر على محافظة إدلب من أن يشن عليها نظام بشار الأسد حربا لاستئصال وجودها من شمال البلاد، مدعوما بالطيران الروسي بعد تفاهمات مع الولايات المتحدة الأمريكية، وتحاول "هيئة تحرير الشام" فرض هيمنتها على كامل المنطقة وتوحيد الفصائل تحت رايتها بالقوة، إذ تضم المنطقة التي يقطنها حوالي 3 مليون نسمة على عدد من التنظيمات العسكرية التي ترفض وصاية هيئة تحرير الشام.
وشنت الهيئة خلال الأيام الماضية هجوما عسكريا موسعا ضد "جماعة أحرار الشام" أجبر الأخيرة على التراجع والانسحاب إلى سهل الغاب بريف حماة الغربي، وأعلنت هيئة تحرير الشام بعدها انفرادها بإدارة محافظة إدلب، وقررت في أول بيان لها بعد السيطرة على المحافظة، منع تشكيل أي مجموعات او فصائل جديدة تحت أي مسمى، من أجل "الحفاظ على الساحة من التشرذم"، وقال البيان الذي صدر أول أمس، إن "أي فرد أو مجموعة تنشق عن أي فصيل في الساحة، بما فيها هيئة تحرير الشام، تخرج دون سلاح".
ورفضت "الهيئة" ما سمي بـ"مبادرة مشايخ أهل العلم" والتي طالبت بإنهاء الاقتتال بين الفصائل، رافضة التراجع عن تشكيل إدارة موحدة تجتمع فيها جميع التنظيمات والجماعات معًا، وفي المقابل فضلت " أحرار الشام" الانسحاب وترك مواقعها لـ"هيئة تحرير الشام" على اساس أن سلاحها لن يوجه إلى أي فصيل آخر، وأن الحركة "لا يوجد بداخلها من يفتي بقتل المجاهدين واستحلال دم الثوار ومن ورائهم المدنيين".
إلا أن المعضلة التي تواجه هيئة تحرير الشام التي تعمل على توحيد الفصائل تحت رايتها، أنها مصنفة دوليا على انها تنظيم إرهابي، مما يعرض جميع المنضوين تحت رايتها للاستهداف، وهو ما ينفر الفصائل من الانضواء تحت لوائها، لذا فقد أعلنت الهيئة أنها لن تمسك بزمام الأمور الإدارية وسوف تسلمها إلى إدارة مدنية، إلى جانب تكهنات من قبل بعض المراقبين بأن الهيئة ستتخذ إجراءات مهمة للتخلص من وصمة وصفها بالإرهاب، إذ لم تفلح في ذلك الخطوات التي اتخذها من قبل أبو محمد الجولاني -أحد أبرز قادة الهيئة- بفك ارتباط جبهة النصرة بتنظيم القاعدة، ثم الإعلان عن حل جبهة النصرة وتشكيل حركة "فتح الشام" ثم حل الحركة، وتشكيل "هيئة تحرير الشام".
وفي حال وجدت مساعي الهيئة لحذفها من لائحة الجماعات الإرهابية تجاوبا دوليا، فإن هذه الخطوة ستنزع فتيل الانفجار الذي سيطال المنطقة كلها في حالة شن عملية عسكرية موسعة على إدلب، إذ أن تقدم أي قوة عسكرية لمسافة 10 كيلومترات في اتجاه اللاذقية سيجعل من القاعدة الجوية الروسية في حميميم في مرمى صواريخ الفصائل، مما سيفجر حينها حرب وجود بين الجانبين، وينجم عنه مآسي إنسانية مروعة قد تفوق نظيرتها بالموصل بكثير.