البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

ابن «السلفية الجهادية»: كنت متابعًا جيدًا لـ «العريفى» و «حسان»

"سليمان": حلمت بالموت مجاهدًا.. وتركت الإسلام بسبب كتب التراث المشوهة

داعش -صورة ارشيفية
داعش -صورة ارشيفية

بفاصل قصير، يبتعد أحمد سليمان، الشاب العشريني، عن «الملحدين»، ويعتبر نفسه «لا ديني» لا يعتنق الإسلام، لكنه لا ينكر وجود الله، ويؤكد أنه موجود فى قلبه، يملؤه نور ومحبة، هذه الحالة التى وصل إليها «أحمد» لم تكن مصادفة، فقد مر قبلها بمراحل عدة من التشدد إلى الشك والقراءة، ثم إلى التصوف والبحث فى العشق الإلهى فى الأديان قبل الوصول إلى اللادينية.. الشاب العشرينى بدأ حياته مؤيدًا للتنظيمات الإرهابية ومتبنيًا أفكار السلفية الجهادية، حتى راجع نفسه، واتجه إلى «اللادينية»، ويعتبر أن التيارات المتطرفة هى أكبر أسباب اتجاه الشباب إلى الإلحاد وإنكار وجود الله. هنا يروى أحمد جوانب مهمة من قصته ومسيرته.
■ عرفنا بنفسك؟
- اسمى أحمد سليمان، إنسان يعيش على أرض مصر، وعمرى ٢٢ سنة.
■ هل يصح أن نطلق على تجربتك «إلحاد» بعد التشدد؟
- لست ملحدًا لكنى «لا ديني»، وطبعًا هناك فرق، فالملحد هو من ينكر وجود الله تمامًا، بينما «اللادينية» تؤمن بوجود الله لكن لا تؤمن بوجود الأديان.
■ كيف كانت تجربتك قبل الوصول إلى هذه المرحلة؟
- بدأت حياتى مثل أى شخص ملتزم دينيا فى بيئة محافظة، كنت سنيا متشددا جدا لدرجة أنى كنت أفرح لقتل من يسمونهم «الكفار»، كنت أتمنى ما يطلق عليه «الجهاد»، وكنت أتمنى الموت مجاهدا فى سبيل الله، وللأسف كنت مؤمنا أن هذا يرضى الله.
■ هل انضممت إلى أى من الجماعات الإسلامية فى مصر؟
- كنت أنتمى إلى مدرسة السلفية الجهادية، وهى مدرسة لا تعترف بالجماعات والحزبية فى الإسلام، ولذلك لا لم أنضم لأى جماعة إسلامية فى مصر، كنت أراهم فرقا تتنازع، ولكن هذا لم يمنعنى من الإعجاب بأفعالهم.
■ من المشايخ الذين أثروا فى شخصيتك؟
- كل مشايخ التطرف أمثال أسامة بن لادن وغيره، ولكن فى الفترة الأخيرة من تشددى قبل الإلحاد كنت متابعا جيدا جدا للداعية السعودى محمد العريفى والشيخ محمد حسان.
■ كيف تدرجت فى التخلى عن دينك ووصولك إلى مرحلة «اللاديني»؟
- أرى أننى عندما كنت مسلمًا لم أكن أعبد الإله الحقيقى، بل كنت أعبد الله الموجود فى كتب التراث والأئمة والأحاديث والتفاسير الخاطئة للقرآن، وعندما قررت التوقف عن خداع نفسى كفرت بكل شىء واتجهت إلى القرآن أبحث فى معانيه وأستخرج مفاهيم كلماته من آياته، معتمدا فقط على اللسان العربى واللغة العربية، فأصبحت قرآنيا، وبعد فترة وجيزة قررت ترك الأديان كلها، ولكنى فى الوقت ذاته أنا مؤمن بالله وأنه موجود وهو خلق هذا الكون.
■ ما القضية أو الموقف الذى جعلك ترغب فى أن تكون لا دينيا؟
- كنت أعتقد أو هكذا فهمت من التراث أننا «نحن فقط» من سيدخل الجنة وأن الآخرين المنتمين لمذاهب وأديان يعرفون ذلك، وأنهم سيدخلون النار، ومع ذلك يصرون على دينهم، لكن بعد البحث والتمحيص ذُهلت جدا عندما اكتشفت أن كل مذهب وكل دين يعتقد أنه الأصح بنسبة مائة بالمائة وغيره مخطئ بالنسبة نفسها، وهنا بدأت أخاطب نفسى وتفاجأت من كلمات أتحدث بها مع نفسى وأقول «يا إلهى ماذا لو كنت مخطئا والشيعة أو الصوفية أو المسيحية أو اليهودية هم الصواب»، ودخلت فى دوامة الشك والبحث والتنقل بين اعتناق فكر المذاهب، فأصبحت صوفيا وأحببت النبى محمد ثم صرت شيعيا من حبى لـ «آل البيت»، ثم أحسست بروحانية أكبر فى المسيحية، وانتهى بى المطاف إلى أن صرت قرآنيا وباحثا فى التصوف والعشق الإلهى فى الأديان، وهما آخر مرحلة لى قبل الوصول إلى اللادينية.
■ كيف تعاملت معك أسرتك بعد دخولك فى هذا الاتجاه؟
- فى البداية جهرت بلادينيتى وسط عائلتي، وأحببت فك القيود عنهم وأن أبين لهم أن يعبدوا الله الحقيقي، لكن أحسست أن الخوف تملكهم وقابلونى بالهجوم والاتهام بالزندقة والكفر.
■ ما الذى شوه الدين فى وجهة نظرك؟
- أبرز ما شوه الدين من وجهة نظرى هو سفك الدماء.
■ هل من الممكن أن تعود إلى الإسلام مرة أخرى؟
- ليس لدى مانع، لكن فى حال توافر أدلة عقلية منطقية مقنعة.