برنارد شو.. من معتقل المدرسة إلى رفض "نوبل"
عمر طويل عاشه جورج برنارد شو، الرجل العجوز دائما في مخيلة المهتمين بالثقافة، حيث تمثل كتاباته ورؤاه ركنا أصيلا في ثقافتهم، وفي أرفف مكتباتهم أيضا.
أن تكون مثقفا موضوعيا، ذلك يعني أنك مررت ولو خلسة على شيء مما تركه المثقف الكبير، ربما توقفت أمام قول ولو ساخر من أقواله التي طالما ما ملأت الحواشي العلوية للمنشورات الثقافية التي صدرت في أي ركن من أركان المعمورة، هو المؤلف المسرحي الآيرلندي، وهو الناقد الموسيقي والأدبي، وهو المفكر والفيلسوف الذي آمن بالعلم الحر، ورأى المدارس سجونا ومعتقلات يعذب بها المتعلمون وتجرعوا مرار التلقين، هو برنارد شو.. لا أكثر.
وُلِد في دبلن بأيرلندا عام 1856، وساقته "المركزية" إلى لندن حين أصبح في العشرينيات، كان المفكر وأحد مؤسسي الاشتراكية الفابية، وساقه انشغاله بنظرية التطور إلى إمكانية الوصول لنموذج السوبرمان، كان لا دينيا متسامحًا مع الأديان، يظهر ذلك في قوله عن النبي محمد:"إنّ رجال الدين في القرون الوسطى، ونتيجةً للجهل أو التعصّب، قد رسموا لدين محمدٍ صورةً قاتمةً، لقد كانوا يعتبرونه عدوًّا للمسيحية، لكنّني اطّلعت على أمر هذا الرجل، فوجدته أعجوبةً خارقةً، وتوصلت إلى أنّه لم يكن عدوًّا للمسيحية، بل يجب أنْ يسمّى منقذ البشرية، وفي رأيي أنّه لو تولّى أمر العالم اليوم، لوفّق في حلّ مشكلاتنا بما يؤمن السلام والسعادة التي يرنو البشر إليها".
يعتبر أحد أشهر الكتاب المسرحيين في العالم، ويعد برنارد شو من أشهر من رفض جائزة نوبل حين قدمت له وقال: "إن هذا طوق نجاة يلقى به إلى رجل وصل فعلا إلى بر الأمان، ولم يعد عليه من خطر".
إنجازه الأكبر في المسرح، الذي تأثر فيه بالكاتب المسرحي الشهير"إبسن"، فكتب للمسرح لفترة ست وأربعين سنة، بين المسرحيات الطويلة والمتوسطة ما يزيد على الخمسين مسرحية، وقد أخرج عددا كبيرا من هذه المسرحيات أثناء حياته في عواصم بلدان أوروبا وأمريكا، وتوفي عام 1950 عن عمر يناهز 94 سنة.