البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

جمال سعيد.. عام على رحيل حكمدار العاصمة الخلوق

جمال سعيد حكمدار
جمال سعيد حكمدار القاهره

عام كامل مر على رحيل رجل لم يكن مجرد فرد أمني تابع للقيادات العليا بوزارة الداخلية، بل كان يحمل رتبة إنسانية يضعها في أعماق قلبه، وأبًا روحيا لأبناء الشعب يستمع لهم، يقدر مفهوم المساواة، ينفر من فكرة التحيز لجهة بعينها دون أخرى، تخلو مشاعره من التجاوز الشخصي في حق أحد طوال فترة حياته، نجده يتبع قانون الرحمة في التفاوض لإنهاء الأزمات بالرضا، وكانت لديه قرارات صارمة في اتخاذ الإجراءات القانونية ضد أية مخالفات تهدد كيان الدولة.
وفي 23 يوليو 2016، لم يتحمل أفراد الشعب خبر رحيله عن الحياة، فبعد أن كان يبث الفرحة في قلوب المواطنين، الآن تحول الأمر حيث دبلت الورود وبكت العيون، على وداع رجل حكيم، إنه اللواء جمال سعيد- رحمه الله- حكمدار العاصمة الذي رحل عن الحياة، إثر حادث أليم على طريق العلمين، نتج عنه صراخ وبكاء سيطروا على وجوه الشرفاء بعد استقبال خبر وداع مساعد وزير الداخلية لقطاع غرب في هذا الشهر منذ عام، فضلًا عن حالة الحزن التي خيمت على كل أنحاء مديرية أمن القاهرة. 
إذا توقفنا عن ذلك، فنهدر حقوقا كثيرة لديه لا بد من إفصاحها، فهو أيضًا رجلًا لم ينظر إلى منصبه في استغلال سلطته بشكل الطاغية، كما أنه يكره مفهوم الوساطة ويعمل دون إنحياز لأحد مهما كانت صلة المعرفة، ويشهد عليه الجميع بأنه رجل المهام الصعبة ذات الأخلاق والقدوة الحسنة، وسعى بشكل دائم في تقديم الكثير من مجهوداته لأجل الارتقاء بمستقبل الوطن دون التعدى على أحد، فضلًا عن أنه تميز بجولاته الميدانية التي قادها لأجل النهوض وإضفاء المظهر الحضاري بعدة مناطق في محافظة لقاهرة.
كانت له قرارات صارمة خلال فترة توليه منصب حكمدار القاهرة ومساعد وزير الداخلية لقطاع غرب، حولت من مجريات الواقع، منها إشرافه على عملية إزالة المراسي المخالفة بنهر النيل، التي لم يتوقع أهالي وسط القاهرة أن يأتي اليوم التي تتمكن فيه الحكومة من إزالة هؤلاء باعتبارهم فئات تشوة المظهر الجمالي لوسط القاهرة، كما أنه تمكن من إنهاء تظاهرات طلاب الثانوية العامة دون استخدام القوة حينها، إضافة إلى التصدي للخارجين عن القانون، فضلا عن جولاته التفقدية بمختلف شوارع القاهرة، سواء في المناسبات أو غيرها من الأحداث، وتخليه عن عطلة الأعياد لمتابعة الحالة الأمنية، وطمأنة المواطنين وحماية الوطن.
واجه الأزمات التي قد تطيح بحياته إيمانًا بدوره الأمني الذي أقسم بإخلاصه فيه، لم يخش التعامل مع مسببي المشكلات لإيجاد حلول تصل إلى بر الأمان دون خسائر، إضافة إلى أنه كان دائم الحرص في إنهاء الأزمات التي يتفقدها في قلب الميدان.
حادث مقتل دربكة الذي سقط إثر إطلاق أمين شرطة النيران عليه بالدرب الأحمر، تلك الأزمة تمكن الحكمدار خلالها من التفاوض مع أهالي المنطقة في بث الهدوء داخلهم، بقوله: "اللي هيغلط في مواطن هيتحاسب من أول المجند لحد اللواء.. واحنا بنحبكم"، تلك الكلمات سقطت على الأهالي دون ردود فعل منهم، آملين في أحكام القضاء، وبالفعل تم إصدر حكم بالمؤبد.