البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

بعد تزايد حالات الإيقاع بأعضائه

شبكة تواصل سرية لـ"داعش" بديلة عن "فيس بوك وتويتر"

داعش
داعش

«الاتحاد الأوروبى»: تضم 2000 مادة متطرفة.. و«خبير»: الإرهابيون يستخدمون متصفح «تور» بديلًا عن «جوجل»
أصدر تنظيم داعش الإرهابى تعميمات لعناصره، حذرهم فيها من اللجوء لمواقع التواصل الاجتماعى الكبيرة وعلى رأسها «فيسبوك»، و«تويتر»، تزامنًا مع إبادة عدد كبير من عناصره والإيقاع بهم وطردهم من الموصل، وأمرهم باستخدام شبكة سرية للتواصل، ونشر التنظيم الإرهابى عبر منتدياته السرية، أمس الأربعاء، تحذيرات جديدة لعناصره ومناصريه أو المتعاطفين معهم يطالبهم فيها بعدم الدخول بأسمائهم أو إنشاء حسابات جديدة على «فيسبوك وتويتر».
وجاء فى إحدى وثائق التنظيم التى عممها: «اتخذ أعداء الدين شتى الوسائل لاختراق صفوف الموحدين للاطلاع على أسرارهم، ومن تلك الوسائل مواقع التواصل الاجتماعى، فإن استخدام نفس المواقع بين جنود الدولة الإسلامية له ضرر كبير على الجماعة لا سيما وهم غافلون».
وتابع داعش: «تلك المواقع أنشئت من قِبل أعداء الله ورسوله وتُراقب من قبلهم ليل نهار، فكم من مجاهد قتل بسببها وكم من مقر هدم، ولذلك لا بد من العمل بهذا التعميم، ويمنع منعا باتا اللجوء إليها حتى لا يعرض كل مخالف نفسه للمساءلة والمحاسبة».
كما أعاد التنظيم نشر وثائق وتعميمات أخرى صدرت فى وقت سابق خاصة بالاجتهاد فى نشر الإصدارات المرئية أو المسموعة أو المقروءة على شبكة الإنترنت، أو التعامل بأى طريقة مع أى وسيلة إعلامية خارجية.
وكشفت صحيفة جیروزالیم بوست، هذا الأسبوع عن قيام نشطاء من داخل تنظیم «داعش» ببناء شبكة اجتماعية جدیدة بديلة للشبكات الاجتماعية القديمة لمنع الأجهزة الأمنية من المساس بالتواصل فى التنظيم، وجاء بناء هذه الشبكات كرد على القیود التى تفرضها الشبكات الاجتماعية على نشر مواد التنظيم عبر الإنترنت وعلى رأسها فیسبوك وتویتر، وسعيها للإيقاع بهم.
وقال روب فینریت، مدیر وكالة یوروبول «وكالة الاستخبارات الجنائیة فى الاتحاد الأوروبي»، والتى تعمل كمنظمة للتنسیق الاستخبارى بین وكالات الشرطة فى أنحاء أوروبا، أثناء مؤتمر للأمن فى لندن أنه خلال عملية استخباراتية تمت مؤخرًا تبین أن تنظیم داعش الإرهابى قد بنى شبكة اجتماعية إلكترونية جديدة، وعلى حد قوله، فإنها شبكة اجتماعية كباقى الشبكات ویمكن من خلالها تبادل الرسائل والتواصل مع عدد كبیر من الأعضاء واستخدمها العديد من الناشطين فى التنظيم الإرهابى.
وعلى حد قول «فینریت»، تم الكشف عن الشبكة أثناء عملية ضد الأعمال الإرهابية فى الشبكة العنكبوتية، حیث ركزت العملیة «n» على تنظیم ما يسمى «الدولة الإسلامية، وتنظم القاعدة»، وتم خلالها العثور على أكثر من ٢٠٠٠ مادة متطرفة، تم نشرها فى ٥٢ شبكة اجتماعیة على الإنترنت، وتبین خلال العملیة أن العدید من الجهادیین يستخدمون قنوات خاصة تحوى مضامین مشفرة.
من ناحية أخرى، كشف عامر آخانى، كبير محللى الأمن فى شركة فورتينت المزود العالمى لأجهزة أمن الشبكات: «أن الوصول إلى الشبكات العميقة التى لا تكشف عن الأشياء التى يمكن البحث عنها حتى فى محرك البحث جوجل، عن طريق متصفح مجهول اسمه «تور»، هو شيء مثل جبل الجليد الذى نرى منه ٣٠٪ فقط، والبعض يقول إن هذه الشبكة أعمق ١٠٠٠ مرة من الشبكة التى نستخدمها كل يوم».
وأوضح آخانى، أن الرسائل المرسلة والمستلمة على متصفح «تور» عن طريق عملية تعرف باسم «أونيون روتينج» أى طبقات البصل المتعددة، ومن خلال متصفح «تور» تحمى هويات المستخدمين عن طريق وضع طبقات حماية حول اتصالاتهم لا يمكن اختراقها؛ وبالتالى لا يمكن تعقبها من قبل أى طرف، كما يقوم التنظيم الإرهابى بعمل حماية لخدمات البريد الإلكترونى على متصفح تور مثل Torbox وSigaint، وهذه الطريقة تحظى بشعبية كبيرة بين الجهاديين؛ لأنها تخفى هوياتهم ومواقعهم، وذلك وفقًا لما ذكره برتون أيضا عن المنتديات الجهادية المشفرة وغرف الدردشة «البالتوك» التى تسمح أيضا للمتشددين والمتعاطفين معهم بالتواصل دون خوف من أن تكشفهم هيئات إنفاذ القانون.
وأضاف المزود العالمى لأجهزة أمن الشبكات فى حوار مع موقع بزنس إنسايدر الشهر الماضي: أنه نتيجة لذلك، أصبحت شبكات الإنترنت المُظلمة «منصة التجنيد رقم واحد» لتنظيم داعش لا تتوقف فوائد المتصفح لتنظيم داعش عند الرسائل المجهولة فحسب؛ بل إن مؤيدى التنظيم من جميع أنحاء العالم يمكنهم أيضا استخدام واحدة من العديد من معاملات متصفح تور المحظورة مثل نقل Bitcoins -عملة رقمية- مباشرة إلى حسابات المتشددين.
وقدم إسلام أبوخطاب، أحد قيادات المركز الإعلامى لداعش دليلًا يوضح فيه كيف يمكن لأى شخص أن يساعد فى تمويل الجهاديين باستخدام تطبيق «المحفظة المُظلة -Dark Wallet»، وهو تطبيق على شبكة الإنترنت المظلمة يعد بإخفاء معاملات Bitcoin الخاصة، وتم العثور على العديد من المواقع على شبكة الإنترنت المظلمة تستخدم تبرعات Bitcoin للجماعات الإرهابية.
وأثار مدير مكتب التحقيقات الفيدرالى الأمريكى، جيمس كومى، فى وقت سابق الكثير من الجدل عندما اقترح فكرة التشفير التجارى على الأجهزة المحمولة، لأنه قد يمنع هيئات إنفاذ القانون من اعتراض الاتصالات بين مسلحى تنظيم داعش.
وأضاف «كومى» فى جلسة استماع للجنة القضائية فى مجلس الشيوخ الأمريكى أن «الأدوات التى طُلب منا أن نستخدمها غير فعالة بشكل كبير لأننا بهذه الوسائل نقول لتنظيم داعش: اذهبوا واقتلوا.. فلا نريد أن نعرف عنكم شيئا، وحتى الآن نحن نمنع حدوث ذلك.. ولكن هذا صعب بشكل لا يصدق أن نقوم بعملية التشفير هذه»، وطلب مكتب التحقيقات الفيدرالى من شركات التكنولوجيا التى تستخدم خدمات التشفير من طرف إلى طرف، مثل تطبيق واتس آب، إعطاء الوكالة حق الوصول السرى لاتصالاتها قبل أن يقودنا هذا التشفير «إلى مكان مظلم جدًا»، ولكن حتى لو حصل كومى على ما يريد، وهو شيء يبدو غير محتمل نظرًا لاحتجاجات الشركات، فإن تنظيم داعش، بحسب مصادر جهادية فى تنظيم القاعدة تطلع على هذه الشبكات لا يزال لديه منتدى سرى لتجنيد المقاتلين وشراء الأسلحة، والحصول على الأموال يُعرف باسم «شبكة الإنترنت المُظلمة»، وهذه التصريحات المثيرة من مدير مكتب التحقيقات الفيدرالى، أثارت ضجة حول مدى فائدة هذه البرامج فى الرقابة على شبكات الإنترنت وواجهت كذلك مقاومة كبيرة من المدافعين عن حرية الإنترنت حول العالم، خاصة أن كثيرا من هؤلاء الإرهابيين لا يلجأون إلى الوسائل التقليدية فى التعامل مع الشبكات الاجتماعية، فتنظيم داعش يستفيد بشكل كامل من المناطق الخفية فى شبكة الإنترنت.