البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

عمر سليمان.. "الجنرال"

عمر سليمان
عمر سليمان

تحل اليوم الأربعاء، الموافق 19 يوليو، الذكرى الخامسة لرحيل اللواء عمر سليمان، رئيس المخابرات المصرية السابق، والذي استعان به الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، نائبًا أثناء ثورة 25 يناير، وهو المنصب الذي كان شاغرًا منذ تولي مبارك للحكم عام 1981، والذي كان يشير له الدبلوماسيون والصحف العالمية بأنه سيكون خليفة مبارك في الحكم.
ولد عمر سليمان، بمحافظة قنا في 2 يوليو من عام 1936، التحق بالكلية الحربية مع بلوغه سن 19 سنة ليتعلم في الكلية الحربية بالقاهرة، ويتلقى تدريبًا عسكريًا إضافيًا في أكاديمية "فرونزي" بالاتحاد السوفيتي، وكان من ضمن القوات المصرية في سيناء خلال نكسة 1967، ثم التحق بجامعة عين شمس وحصل على شهادة البكالوريوس بالعلوم السياسية، ثم حصل على الماجستير بالعلوم العسكرية، تدرج في المناصب حتى وصل لمنصب رئاسة المخابرات العامة في عام 1993.
لم يكن يعرف المصريون الكثير عنه أثناء توليه مدير المخابرات العامة، وعقب محاولة اغتيال الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا عام 1995، صعد نجمه والذي كان برفقته داخل السيارة أثناء إطلاق الرصاص على الموكب الرئاسي.
وأثناء فترة عمله رئيسًا للمخابرات تولى أيضًا ملف القضية الفلسطينية، بتكليف من الرئيس محمد حسني مبارك، ومنها توليه مهمة الوساطة حول صفقة الإفراج عن العسكري الإسرائيلي الأسير لدى حركة حماس "جلعاد شاليط" والهدنة بين الحركة وإسرائيل والمفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، بالإضافة إلى العديد من المهام دبلوماسية في عدد كبير من الدول.
اقتصر على ظهوره الإعلامي على مجموعة من الصور يظهر فيها بوجه جامد نادرًا ما ارتسمت عليه ابتسامة، اتسم بالغموض الكبير، كما أنه كان يمتلك حضور مميز عن غيره من الساسة الذين كانوا متواجدين على الساحة المصرية وقتها، فقد كان متواضعًا وهادئًا، ولديه الحنكة في إدارة أي أزمة سياسية بذكاء ودهاء شديدين.
في 29 يناير 2011 عقب اندلاع تظاهرات 25 يناير، والتي دفعت مبارك إلى إقالة حكومة أحمد نظيف وتعيين حكومة جديدة برئاسة أحمد شفيق آنذاك، وكلفه مبارك بإجراء حوار مع المعارضة حول الإصلاح الدستوري. 
إلا أن تعيين مبارك كنائب له جعل الشارع المصري ينقسم بين مؤيد ومعارض، وخرجت تظاهرات في ميادين مصطفى محمود تعلن تأييد استكمال مبارك لفترته الرئاسية.
وكان الظهور الأبرز للراحل عمر سليمان خلال إلقاء بيان تنحي مبارك عن السلطة وتكليف المجلس الأعلى للقوات المسلحة بإدارة شئون البلاد.
وقبل وصول الجماعة الإرهابية للسلطة، قال سليمان: إن المستقبل سيكون مخيفًا إذا وصلوا للسلطة وأنهم سيدفعون مصر إلى مصير أسود وتكون الدولة بمثابة قاعدة للإرهاب، وهو ما تحقق عقب سرقتهم السلطة لمدة عام يتيم.
توفي سليمان، أثناء تواجده بمستشفى "كليفلاند" بالولايات المتحدة الأمريكية، لخضوعه لعملية جراحية بالقلب عانى اضطرابات في صمام القلب، ذهب على إثرها إلى ألمانيا لإجراء فحوصات طبية، ليعود مرة أخرى للولايات المتحدة الأمريكية حتى توفى عقب وصولة بساعات.
وعقب وفاته تداول نشطاء موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" صورة لأحد الأشخاص قيل إنه يشبه الجنرال عمر سليمان ونظموا دعوات للمطالبة بظهوره إلا أن الحقيقة أن عمر سليمان رحل ولم يعلم عنه الشعب الكثير خلال حياته وحتى بعد وفاته.